|
الشعب يريد إسقاط النظام
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 21:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هتافات المعارضة الشعبية فى جميع محافظات مصر تؤكد على عنوان واحد يضعون تحته آلاف وملايين الخطوط العريضة وهو " الشعب يريد إسقاط النظام"، هذا الهتاف الذى ردده المتظاهرون بشكل جماعي أمام البوابة الرئيسية للقصر الجمهوري بالقبة، "الشعب يريد إسقاط النظام" بعد سماع دوي أعيرة نارية من داخل القصر، وإذا كان الشعب يطارد مرسى من الأتحادية إلى قصر القبة ويطالب بسقوطه وسقوط هذا النظام، فكيف يتفق ذلك مع أكاذيب وأضاليل من يرددون مثل صفوت حجازي "أن الشعب المصري والإسلاميين لن يسمحوا بإسقاط الرئيس والشرعية خط أحمر".، هذا التضليل والتزييف الواضح فى كلامه يقسم المجتمع المصرى إلى الشعب ثم الإسلاميين، مما يجعلنا فى حيرة من أمر هؤلاء ونقول لهم: منذ متى كانت مصر منقسمة على نفسها وبسبب الدين يحاول الإسلاميين تمزيق وحدتها وخلق الفتنة والطائفية؟ لماذا يصنعون من الباطل حقاً ومن الحق باطلاً؟
أليس من يخرج فى المظاهرات ويطالب بإسقاط النظام هو من الشعب المصرى أم أنه شعب تم أستيراده من ماليزيا أو أندونيسيا؟ وهل الإسلاميين هم شعب آخر فى دولة مصر؟ هذا الإسلوب فى الكلام الذى يمتلئ بالسموم الحاقدة على الوطن والشعب المصرى الذى يريد نسيان الماضى ويحلم بأن يكون شعباً متحضراً متقدماً مثله مثل بقية شعوب العالم التى تصنع قوانينها بنفسها حسب حاجتها الإنسانية والمجتمعية وليس قوانين إجبارية ثابتة آتية من أعماق التاريخ وكانت مناسبة لعصرها وبيئتها الصحراوية البدوية، ليس صحيحاً أن دولة مصر الحقيقية بها شعبين أو نوعين من الشعوب الأول يسمى الشعب المصرى والثانى أسمه الإسلاميين، دولة مصر هى دولة واحدة وشعبها شعب واحد متعدد الديانات والثقافات يهود ومسيحيين ومسلمين وبهائيين وسنة وشيعة وغيرهم من الطوائف والمذاهب، إلى عهد قريب كانوا يعيشون فى أمن وسلام حتى خرج المارد الدينى من كهفه الأسطورى، ليدمر كل ما يقف أمامه، إنه مارد لا يعرف إلا إخوانه وجماعته وكم من العنف وجرائم القتل التى أرتكبها فى تاريخه الأسود!!
إن مسيرة الحضارة والنهضة والبناء الحقيقى لا تحتاج إلى أقاويل مضللة تخاطب عواطفه السلبية وتصنع الإزدواجية فى شخصية المواطن المصرى ويرتكب الحماقات بسببها وتزعزع أمن الوطن والمجتمع كما هو حادث الآن ويعانى منه المجتمع كله، ورغم ذلك لا يتعظ هؤلاء الداعون إلى تقسيم الوطن وزعزعة أستقراره وخلق العصبيات الدينية، ومنذ عهد السادات ومبارك وهذا الخطاب الدينى الكاره والباغض للآخر الدينى مستمر ونتائجه مؤلمة، لكننا الآن نحتاج إلى نقطة نظام وترتيب الأفكار وأن نفرق بين فكر الشعب المصرى الحقيقى وفكر الإسلاميين، فالشعب المصرى من كل عرق ومن كل دين يخرج ليطالب بإسقاط النظام لكن الإسلاميين وهم أقلية من مصلحتهم بقاء الرئيس ونظامه لأنهم جزء منه ويدعمونه بخطاباتهم النارية فى كل وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وأماكن العبادة الذين فرضوا سيطرتهم عليها ويقولون فيها ما يحلو لهم بكل حرية لأن النظام أعطاهم الضوء الأخضر لمساندته والتحريض على أستخدام الفتاوى المكفرة والعنف فى مواجهة كل من يعارض سياساتهم، وهذا يبرز بشكل كبير مقدار العجز الذى يعانى منه هؤلاء الذين يستخدمون سلاح البغض والكراهية والمذهبية والطائفية فى مواجهة الآخر بدلاً من الحوار المتمدن المنطقى الذى يتيح أستمرار روابط الأخوة والمواطنة بين أفراد المجتمع بالعقل والتفكير السليم.
هذا الخطاب الغيبى يجسد لعنة المرض الذى يعانى منه الكثيرون ممن يعتبرون أنفسهم من أهل الجنة والنعيم بينما البقية من أهل النار، وهى كلها معتقدات ومفردات غيبية لا وجود لها إلا فى عقول من يؤمنون بها، وبالطبع لهم مطلق الحرية فى الأعتقاد بها لكنه ليس من حقهم الأعتداء على حريات الآخرين والطعن فيها وتزوير الوقائع وتضليل البشر بإطلاق سلاح التكفير وهو سلاح قد أعتلاه الصدأ لا يستخدمه إلا الضعفاء والعجزة الذين لا يملكون سلاح العقل الذى يحترم إنسانية البشر، وكما يقول المثل " إن لم تستحى فأفعل ما شئت"، لذلك فالسبيل الوحيد أمامهم إلقاء القنابل الميلة للدموع لتفريق المتظاهرين والدفع بالعربات المصفحة لترتفع أعداد الجرحى ويرتفع معها ترمومتر الغضب الشعبى، وهكذا يتخبط النظام فى سياساته وقراراته العشوائية التى تعمل بها قوات الجماعة فى مطاردة المتظاهرين وإفساد مظاهراتهم السلمية، إعتقاداً منهم أن الشعب سيخاف ولن يخرج إلى الشارع ليعارض تخريب وتدمير مؤسسات مصر.
وأختم مقالى بواحدة من اللافتات العديدة التى أرتفعت فى ميدان التحرير وغيرها من ميادين مصر التى تعبر عن مشاعر المواطن المصرى: {على جدران البيت، أكتب مرسي جاي بزيارة زيت}.!!!
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقوط مرسى أمام الثوار
-
صمت الأغلبية
-
الإعجاز الإخوانى
-
قناصة بلطجية مجهولون
-
بركان الغضب وحالة الطوارئ
-
هل للثورة ذكرى؟
-
التزوير المقدس
-
المدينة الفاضلة والأديان السماوية
-
لا للدستور التكفيرى
-
مأساوية أنتحار النظام
-
تأسيسية دستور الكوارث
-
مغامرات سياسية دكتاتورية
-
متى تسقط دكتاتورية الطظ المرسية؟
-
الحاكم بأمر الإخوان
-
التحرش الجنسى والنرجسية العربية
-
التحرش الجنسى فى أحتفال أوباما
-
الثقافة الزائفة فى مجتمعات اليوم
-
المنتدى الإجتماعى وأستمرار الفقر والتخلف
-
طوفان الغضب محاولة لتفسير التفسير
-
الهوس الدينى المتجدد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|