الصراع بين التيار الدينى والمدنى وخطأ المفاهيم

جمال عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 02:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ استفتاء مارس 2011يتزايد الحديث بين النخب السياسية وفى الاعلام حول انقسام البلاد الى تيار مدنى وتيار دينى وبذلك يصبح الصراع بين فريقين ,الاخوان المسلمين , تيار الاسلام السياسى من جهة ,واللبراليين والقوميين واليساريين الانتهازيين من جهة اخرى .اى ان الانقسام داخل المجتمع الان بعد الثورة بصبح طوليا . فكل من التيارين يضم اجزاء من كل الشرائح الاجتماعية .الرأسماليين الاغنياء , ومتوسطى الحال والطبقات الفقيرة والمعدمين , ونفس الامر لدى التيار الاخر .ومن ثم تختفى التمايزات الاجتماعية بين الفقراء والاغنياء , ويختفى صراع الطبقات ,اى الصراع على الثروة والملكية والسلطة . وهو اصل كل التمايزات بين البشر فى كل انحاء العالم . وعند هذا الحد يتراجع الحديث عن العدالة الجتماعية كقضية مركزية لقضايا الثورة ,بل والثورة نفسها . وعندها تستمر الحياة بالنظام القديم كما يريد اسيادة . وينحصر الصراع بين التيارين الدينى والمدنى حول شكل الدولة , وهل هى دينية ام مدنية ؟ , وطبيعة الدستور ,والمادة الثانية وتطبيق الشريعة ,وكيف نحارب ازدراء الاديان والرئيس والجماعة فالكل مقدس .. والنتيجة تصبح الحرب بين الفقراء بعضهم البعض على اساس العقيدة وبين ما هو دينى ومدنى , وليس على اساس وحدتهم الاجتماعية التى تجمعهم فى الصراع والحرب ضد اللصوص الاغنياء ـ مصاصى الدماء ـ من اجل مصالحهم الاقتصادية والسياسية ,من اجل تحقيق اهداف ثورتهم فى السلطة والثروة
وخبرة التجربة الانسانية تؤكد ان هناك فارق كبير بين الحرية الحقيقية وحرية الصراخ التى تملأ المجتمعات الاوربية والامريكية فى ظل ديمو قراطية الشركات الاحتكارية ـديموقراطية ال 1% من الاغنياء ـ فانة لاحرية لجائع .ولن تتحقق الحقوق والحريات العامة والخاصة ..حرية التفكير والاعتقاد والتعبير والبحث العلمى والحق فى الحياة والعمل والتنظيم والتعليم والصحة والسكن الا عندما يتم استعادة الثروات المنهوبة على مدى عقود طويلة وتكون السلطة بيد الطبقات الفقيرة الكادحة .
ان اصراار الجميع فى وسائل الاعلام المختلفة وفى الشارع على الحديث عن الصراع الثورى الراهن انة انقسام للمجتمع بين تيار دينى واخر مدنى انما يقومون بتزييف الوعي الشعبي , وتغييب المفاهيم الثورية حول ان اسباب واساس هذة الثورة صراع بين الفقراء والاغنياء على الثروة والسلطة قبل اى شئ اخر , وهو ما ينبغى فضحة من قبل القوى الثورية باوسع الاشكال ورفض الانجرار لهذا الشرك الخداعى القاتل للثورة. وهذا لايتناقض مع ضرورة فضح توظيف التيار اليمينى الرجعى للدين فى الدستور والشريعة واستبداد الحاكم الالة والتمييز ضد المرأة والاقباط وفتاوى القتل واهدار دم الثوار ... الخ . انة فضح ضرورى لايديولوجية رجعية فاشية الطابع لجناح يمينى رجعى من اعداء الثورة بتحالفة مع العسكر يدافعان عن مصالحهما ومصالح النظام الراسمالى القائم فى وجة الثورة الشعبية الزاحفة من اجل اهدافها فى العدال الاجتماعية والحرية وسلطة الفقراء الثورية

#جمال_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات