أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله حسين حميد - متى يعلق المشايخ على اعواد المشانق















المزيد.....


متى يعلق المشايخ على اعواد المشانق


عبدالله حسين حميد

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 15:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لعل الجهل هو احد الاسباب المباشره في وصول الامه الى هذا المستوى من الانحطاط و التخلف , فما ان تنتهي حرب حتى تبدء اخرى و ما ان تنطفئ فتنه حتى تلتهمنا اخرى , تلك الفتن التي حرقت البلاد و شّردت العباد واضاعت الامه و ادت بها الى الهاويه السحيقه حتى يتبادر للمرء ان لا نهايه لهذا النفق المظلم الذي دخلت فيه الامه وأن لانهايه لشلال الدم المهراق.
تارة نرمي باللوم على المؤامرات الخارجيه و تارة اخرى على اسرائيل التي نعلق عليها كل قذاراتنا وتارتة اخرى نخترع شيطانا رجيما ليكون كالمسيح الذي سيحمل خطايانا , و ننسى او نتناسى تصويب العقل و الحكمه لمكمن العلل والاخذ بناصية الموقف وتسخيص العلل بجرءه ورجوله حتى لو كانت على حساب انفسنا , ورحمة بأجيالنا و الاجيال القادمه من ابناء الامه فبئس امة قادها شيوخها و أئمتها الى الذل و الهوان , بدل الرفعة و القوة , بئس أمة بات حكمائها سبب في صراعاتها واضرام النار فيها , بئس امة ارشدها حكمائها لطريق الانتحار وباركوا جهلها وقدسوا نومها في سباتها المديد , بدل أن يكونوا سبب في تقدمها و نجاتها من الهلاك .
في ذلك المسجد الذي يؤمه شيخ متسلّق , ضحل المعلومه , صنعته الصدفه و قذفته الاقدار ليعتلي منبر رسول الله في معمعة ضاع فيها الحق , متسلحا بالجهل و اثارة الفتن , محترفا قطع الارزاق , صعلوك اتى في غفلة من اهل العلم و الحكمه , هذا هو الزمن اللعين وهذا هو عهدهم , مؤيدين بالغوغاء و الأمثاله كثّر في عصرنا هذا , يوزعون انفسهم على مساجدنا يتأمرون على الرعيّه يمعنون في تضليلها و تفتيتها متسلحين بأحاديث الرسول الشريفه , و بجهل المسلمين بتاريخهم .

فخطر ببالي ذلك الحديث الرائع والحكمة الجليله حيث يقول الرسول (ص) ((سيأتي على الناس سنوات خدّاعات ويصدّق فيها الكاذب ويكذّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الامين وينطق فيها الرويبضه )) قيل وما الرويبضه يا رسول الله ؟ قال الرجل التافه يتكلم في امر العامه .
فقد بيّن رسول الله (ص) أن امورا ستتغيّر في مستقبل الايام وهي حاصله في واقعنا المعاصر منها أن يتمكن التافه من الكلام وكأن الاصل أن لايتكلم العاقل الحكيم.
ومما يزيد المشكله عمقا ومساحه أن يكون هذا و أمثاله ممن يتناولون أمور الجماهير مساهمين في تظليل الرأي العام وتجييش المسلمين من خلال اثارة عواطفهم و التلاعب بها وتأليبهم بعضهم ضد بعض وشق صف المسلمين الى تيارات سياسيه لا تخدم الدين بل تخدم مصالحهم الدنيويه و توجيه العامه الى مستوى طرحه (كتافه) قاعد متقاعس أو على ضعفهم فوّسد امرهم لرويبضه.
ويصف الرسول(ص) الزمن الذي يصول فيه الرويبضه بالسنوات الخدّاعات ذلك لان الامور تسير خلاف القاعده فالصادق يكذّب و الكاذب يصدّق و الامين يخوّن و الخائن يؤتمن و الصالح يكمّم و التافه , الرويبضه , الجاهل , يمكّن . هؤلاء لقد
جعلوا من اسلامنا مهزلة ,عندما اعتلوا المنابر وبثوا السموم هنا و هناك بين ابناء الامه فأصبح الاسلام تهمه , ووصمة عار , بجهلهم وسوء ادارتهم نفّروا منّا الامم , اعتقدوا أن اسلامنا ملك امهاتهم جاؤا به من بيوتهم أخذوه وراثه .
غاص الشيخ يمعن بطعن الحاضرين واتهامهم كا العاده بأنهم تخلوا عن اسلامهم و تركوه لشهواتهم و فريسه للكفار والحكام الظالمين, وقال ( كما انتم يوّلى عليكم ) تكلم عن التاريخ المشرق و الفتوحات و العهود المشرّفه للدولة الاسلامية العتيده التي فتحت الافاق , وتحسّر على عهود العبودية التي نحن فيها الان .
واستشهد بالامويين و العباسيين ولم يسعفه جهله أن التاريخ لايدّرس للمسلمين لانه عار عليهم (اي أئمة السوء) ولانه يسحب البساط من تحتهم , لقد نسي الشيخ الاخرق أن الخليفة العباسي المقتدر با الله أواخر خلافته عجز أن يدفع مستحقات الجيش من الاموال فقام عليه العسكر و جاءوا الى بغداد يطالبونه برواتبهم , تلك أمجاد الدولة المزعومه التي ما انفضوا يكذبون على الرعية وقد اعلنت افلاسها عندما اشار احد اصحابه عليه أن يستدين من أمه بعض المال , فقالت له أنها لم يبقى عندها شي.
عندها عزم الخليفه على الهرب من بغداد الى واسط وأن يترك المدينه (عاصمة العباسيين ) لقائد الجيش المتمرد فعاب عليه مستشاروه أن يهرب و يترك بغداد للعسكر وأشار عليه أصحابه أن يتقدم الجيش فرفض وخاف على نفسه فألحّوا عليه , فجاء بعد تمنّع شديد فما أن وصل اليهم حتى انهزموا من حوله و تركوه وفروا راجعين ولم يلتفتوا اليه , فلما جاءه أمير العسكر عليّ بن يلبق ترجّل على فرسه وقال ( لعن الله من أشار عليك بالخروج في هذا اليوم ) يقصد الفقهاء الذين كانوا حوله , شيوخ و أئمة السوء ثم وكّل به قوما من المغاربه البربر فلما تركهم و اياه , شهروا عليه السلاح فقال لهم ويلكم أنا الخليفه فقالوا عرفناك سافل وانما أنت خليفة الشيطان ثم قتلوه وضرب احدهم بسيفه على عاتقه فسقط الى الارض وذبحه اخر و تركوا جثته وقد سلبوه كل شيئ كان عليه حتى سراويله , وبقي مكشوف العورة مجدّلا على الارض حتى جاء رجل فغطى عورته بحشيش ثم دفنه في موضعه وعفى أثره , ثم اخذت المغاربه رأس المقتدر على خشبه ثم رفعوها وهم يلعنونه . فهل يتطرق الشيخ المسخ لهذا التاريخ , ولو من باب النقد حتى لايقال عنه كذاب مدلّس , هو تاريخنا شئنا ام ابينا , فالتاريخ يعيد نفسه فهكذا سحل القذافي وهرب بن علي و سجن مبارك و سيأتي دور غيره و غيره حتى يأتي دور شيوخ السلطان بأذن الله ويسحلون الى الارض وتعلّق لهم المشانق ويكونوا عبرة لغيرهم , فلا اصلاح الا بالاعتراف بالحقائق التاريخيه والنقد الذاتي البناء , ومادام التغافل وتجاهل الماضي بحيثياته السلبيه هي سياسه معتمده كذلك التخفي خلف قدسية التاريخ وصانعيه , فلن تفلح الامه في الخروج من كبوتها وستبقى مرهونه لحفنه من المشايخ الضالين المضلين .
يقال أن المقتدر كان يعتمد التبذير و التفريط في الاموال و طاعة النساء والعزل العشوائي للوزراء , حتى قيل أن جملة ما صرفه في الوجوه الفاسده و التبذير ما يقارب ثمانين الف دينار على ذمة ابن كثير مؤرخ اهل السنة و الجماعه وهو مبلغ كبير من المال في ذلك الوقت.
والمقتدر هو من احفاد عبدالله أبن عباس فهو جعفر بن المعتضد بالله بن احمد ابي الموفّق أبن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبدالله ابي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ويكنى بأبا الفضل العباسي.
ويقال أنه كان في داره أحد عشر الف خادم خصّي تخيلوا أمبراطوريتنا الهالكه التي نتغنى بها وهذا غير الصقالبه و الروم و السودان وقيل أنه لايحس بالشبع الا اذا أكل الحلواء بعد الطعام .
وبموت المقتدر بالله تكون قد طويت صفحه سوداء من تاريخ العرب و المسلمين التي يندا لها الجبين ,والتي دءب مشايخنا على اخفاءها عن الاجيال خجلا , لتهيئ لصفحة اشدّ سوادا من حلكة الليل .

أمين ع أحمد
بوخارست

11 _ 02 _ 13



#عبدالله_حسين_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكّنوهم حتى يسقطوا
- ردا على رشاد ابو شاور
- الحلقه المفقوده في الثوره السوريه
- الاخوان قادمون
- لاجىىء فلسطيني يصبح وزيرا في رومانيا
- محمود الميكانيكي و السلفيه الجهاديه
- لكل عصر شيطان


المزيد.....




- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله حسين حميد - متى يعلق المشايخ على اعواد المشانق