|
مقدمة كتابي مملكة الإستبداد المقنن في سورية - القسم الثاني
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 10:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لابد من تسجيل أبرز الفوارق الجوهرية التكوينية بين النظامين الديكتاتوريين الأسدي والصدّامي نوجزها فيما يلي : ؟ 1= تسيطر على صدّام ومجموعته عقلية البادية وقساوتها وامتدادها المكشوف الذي لايخفي شيئا في مضارب البدو إلى جانب روح التباهي والتفاخر الكاذبة والإعتزاز بروح المنازلة والغزو المدمر والسير عكس العاصفة والريح بغباء وغرور مرضي متأصل .. بينما تحكم الزمرة الأسدية العقلية الباطنية ومذهب التقية الذي يعلن عكس ما يبطن فرضته مراحل الإضطهاد الديني والمذهبي عبر مراحل طويلة من التاريخ العبودي الذي عاشته الطائفة التي تنتمي لها روْوس الزمرة الأسدية ... إلى جانب الطبيعة الجغرافية الجبلية المختلفة التي عاشت بها هذه الزمرة ذات المسالك الملتوية والمخابئ والمكامن الكثيرة .....؟ 2 - انطلاقا مما تقدم أخذ صدّام الفكر القومي الشوفيني كوسيلة تنسجم مع بداوته وتحقق طموحاته الخيالية المتناقضة في نهاية المطاف مع أهداف وطموحات الأمبريالية الأنكلوأمريكية الصهيونية للسيطرة التامة على المشرق العربي كله ونهب ثرواته النفطية التي تشكل العمود الفقري للنظام الرأسمالي اللصوصي بشكل خاص إلى جانب تكريس اغتصاب فلسطين وتشريد شعبها .. لكل ذلك ورغم كل مناورات صدام وتنازلاته المذلة التي بلغت تفتيش فراشه والوسادة التي ينام عليها - ورغم اسجدائه اللقاء مع صهاينة البيت الأبيض - بقي رأسه مطلوبا تحت شتى الذرائع الكاذبة لأنه خرج على بيت الطاعة الأمريكي لصالح مشروعه الأمبراطوري الخرافي الخاص رغم كل الخدمات التي قدمها لأمريكا ... ؟ أما النظام الأسدي المبرمج بريطانيا وأمريكيا مع شهادة حسن سلوك ( تقدمية ) من الكرملين منذ اغتصابه السلطة عام 1970 .. لم يتناقض مع أسياده يوما بشكل تصادمي بل العكس صحيح أطلقوا يده في سورية ولبنان دون حسيب أو رقيب حتى أمد قريب يستبيح كل شيْ في نظام استبدادي همجي لصوصي لامثيل له في عصرنا ... ولم يكن حافظ الأسد موْمنا بأية مبادئ سوى بمصلحته الخاصة في بقائه على الكرسي الذي أوصلوه إليه على أشلاء رفاق الأمس ليبقى ملكا خاصا له يورثه لأبنائه .. مستخدما كل أساليب الخداع الباطنية واللعب على الحبال التي اعتاد الأسياد فهمها والتغاضي عنها حتى وفاة الطاغية عام 2000 وتحويل الجمهورية إلى ملكية بإشراف الصهيونية ( أولبرايت ) ومباركة الغرب كله ( الديمقراطي ) بدلت الجمهورية إلى ملكية بكل بساطة كتبديل الحذاء أو الطربوش وصمت الإعلام الداعر كله على أشلاء شعبنا المعذب المستعبد الممزق في مملكة المماليك الحديثة والاّن بعد احتلال العراق وصل النظام إلى الطريق المسدود بعد استنفاذ كل مهماته وسقوط كل أوراقه 3- إذا كان صدام وحاشيته قد نهبوا الملايين لبناء القصور والمزارع الخاصة داخل العراق .. فالنظام الأسدي اشترى القصور والشركات في أوربا وأمريكا ووضع في بنوكها ملايين الدولارات المنهوبة من دم الشعب وفتح ودعم أكثر من ثلآث قنوات فضائية تسبح بحمده ليل نهار وتضلل الناس في لندن وباريس وبيروت وتستنزف الملايين من أموال شعبنا المنهوبة .. ولم يكن النظام الأسدي أقل إجراما من نظام صدام في إعدام الرأي الاّخر والإعتقال الكيفي والتعذيب وقتل الناس بالجملة والمقابر الجماعية في سورية ولبنان .. لبنان الذي قدمه الصهيوني كيسنجر جائزة ترضية للأسد عام 1975 عوضا عن الجولان الذي سلمه دون قتال للعدو الصهيوني الى جانب مهمته الأساسية في تصفية المقاومة ااوطنية اللبنانية والفلسطينية التى تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة في شمال فلسطين المحتلة ... قبل ولادة حزب الله بعشرات السنين ...؟؟ 4- النظام الديكتاتوري الفردي عملاق من طين يقف على رجل القمع والإرهاب الواحدة يخيف الشعب ويضطهده ويغتصب حقه في الحياة ..لكنه يسقط أمام أية عاصفة خارجية أو داخلية منظمة . ولاتحميه جيوش المخابرات والمرتزقة .. إن الذين قاتلوا بشرف دفاعا عن العراق هم ضباط وجنود الجيش الالعادي وأبناء الشعب البسطاء والمتطوعون العرب . وواصلوا مجابهة الغزاة الأنكلو أمريكان بعد سقوط بغداد . وليست جيوش الحرس الخاص والحرس الجمهوري والمخابرات وفائيو صدام ... وعلى النظام الأسدي أن يرعوي ويتعظ لتجنيب سورية الحبيبة كارثة مشابهة بتحقيق ماياي حالا : ؟ 1 - إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإصدار عفو عام 2 - إلغاء جميع القوانين والمحاكم الإستثنائية وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ . وتطبيق مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء 3- تشكيل حكومة إنقاذ وطني تحقق المصالحة الوطنية وتوحد جميع القوى الوطنية الديمقراطية لمجابهة الغزو الأنكلو أمريكي الصهيوني الذي لن يوفر أحدا سواء كان هذا الغزو عسكريا أو إقتصاديا أو ثقافيا 4 - إلغاء أسطورة الحزب القائد وأسطورة الجيش العقائدي وإعادة الموْسسة العسكرية الآ ثكناتها للدفاع عن الوطن وتحرير الجولان المغتصب لا لإغتصاب السلطة من الشعب وحماية الديكتاتور والمافيات المعادية للشعب والوطن التي نهبت المال العام والخاص 5 - إطلاق الحريات العامة المصادرة منذ أربعة عقود ونيف وفي طليعتها حرية الأحزاب والصحافة والنقابات وسائر موْسسات المجتمع المدني الديمقراطية في سبيل بناء جبهة داخلية صلبة تستطيع الدفاع عن الوطن والتصدي لمخططات الغزو الهمجي الأنكلو أمريكي الصهيوني المبيّت ضد وطننا وشعبنا ووجودنا .. ولايمكن التصدي لهذا الغزو بنظام شمولي قمعي .. بل بنظام وطني ديمقراطي وبمواطنين أحرار ووحدة وطنية ديمقراطية تحمل وتطبق برنامجا ثوريا ديمقراطا شاملا يقبل به شعبنا بخياره الديمقراطي .. 6 - الإنسحاب الفوري من لبنان واحترام استقلاله الوطني وتقديم الإعتذار للشعب اللبناني عن جميع انتهاكات الإحتلال السوري وفتح ملف المعتقلين والمفقودين في السجون السورية من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين لبناء علاقات احترام متبادل وأخوة صحيحة وصحية متينة .. كلي أمل أن تكون اللوحة السريرية الموْلمة في هذا الكتاب في أقسامه الثلاثة : 1 - السجون والمعتقلات في سورية رقم قياسي عالمي .. 2 - القوانين والمحاكم الإستثنائية في سورية .. 3 - المعارضة والنظام غلى أين.؟؟ اّمل مع ملحق لنصوص القوانين الأصلية أن تكون هذه اللوحة حافزا لجميع الوطنيين الديمقراطيين الغيّورين في الداخل والخارج وداخل النظام نفسه الذين مازالوا مضبوعين من القمع إن وجدوا لتوحيد صفوفهم ووضع برنامج إنقاذ وطني شامل وسريع يتناسب مع الأخطار المحدقة من الوحش الأمريكي الذي دمّر العراق ومازال يلعق دماء الضحايا مع النفط ويطرق ابواب الضحايا الأخرى ولن يدخل إلا من باب الأنظمة الديكتاتورية القمعية كما حدث في العراق ..كما اّمل من القراء الكرام نقد الأخطاء بصراحة ووضوح لأننا نتعلم دوما من أخطائنا لبلوغ الأفضل دوما كتبت هذه المقدمة في مطلع عام 2004 وصدر الكتاب في اّب من نفس العام ... أما الاّن بعد انتفاضة الشعب البناني البطل وركوع النظام الأسدي أمام إملاءات وأوامر أصغر موظف في الخارجية الأمريكية بعد اغتيال الرئيس الحريري بشكل خاص مع مواصلة عنترياته على الشعب وتتابع الأحداث بسرعة مذهلة أمام قصف إعلامي غربي مركّز يقابله إعلام أسدي محنط بل متعفن في ثلاث صحف صفراء من عهد ( توت عنخ اّمون ) لم تعد الوصفات السابقة مجدية في اعتقادي لأن قضية إسقاط النظام الغير مأسوف عليه أضحت قضية وقت فقط ولن تنقذه مسيّرات المخابرات وكتائب الفاشيين واللصوص وابتكاراتها الجديدة ( بشّار وبس..) وبالروح بالدم .. التي اضحت أضحوكة الإعلام في كل مكان ... ليت روْس هذ النظام يرحلوا مع مسروقاتهم ويجنبوا سورية وشعبها المضطهد كوارث وماّّّّّسي جديدة ....؟
المحامي : جريس الهامس - لاهاي
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقدمة كتابي الجديد : مملكة الإستبداد المقنن في سورية
-
قمة بدون جبل .. ومهرج ديمقراطي جدا ...؟
-
أهلا بنوروز الفرح والحرية هذا العام في سورية الأسيرة ...؟
-
اليوم قيامة لبنان .. وغدا قيامة سورية _ اليوم عرس لبنان .. و
...
-
في الذكرى الأولى لمجزرة القامشلي
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ولبنان ... القائمة رقم 9
-
باقة من شهداء الحريّة في سورية ... القائمة رققم 8
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 7
-
رسالة تاريخية .. والديكتاتورية التي لاتتعظ في سورية ..؟؟؟؟
-
باقة من شهداء الحرية في سورية.. القائمة رقم 6
-
من الموْهل للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري .. ؟؟
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 5
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 4
-
باقة من شهداء الحرية .. في سورية رقم .. 3
-
باقة من شهداء الحرية في عهد النظام السوري .
-
باقة من شهداء الحرية في سورية
-
الخلود للشهداء ... ويبقي لبنان شامخا
-
هل أصبحت نقابة المحامين في حلب فرعا للمخابرات ...؟؟
-
تحية إلى أحرار لبنان ووحدتهم الوطنية الديمقراطية
-
خاطرة صغيرة
المزيد.....
-
الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا
...
-
مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
-
-نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ
...
-
روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال
...
-
17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
-
الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟
...
-
إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
-
الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
-
خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
-
القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|