أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهسم - ضحايا الاستبداد














المزيد.....

ضحايا الاستبداد


محمد الحاج ابراهسم

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتكون النظم الاستبدادية سياسيا أو سلطويا على قاعدة الظالم والمظلوم، فيكون المظلوم أول الضحايا والظالم آخرها، ولو استعرضنا بنية الدولة الاستبدادية وخاصة تلك التي تُبنى على معايير ومقومات ماقبل الدولة بمعناها الحديث، لوجدنا أن هذا النوع من الدول يقوم على الولاء بشكله الاعتباطي ذو الفرح المرحلي والمؤقت، والذي يُنعش التمايز الفردي ويعزز الفردية بمعناها المرضي فاقدة الكفاءة والقدرة على الاندماج الوطني، فيُفصل طاقم الدولة عن المجتمع وفي الحقيقة يعيش اغترابا ووهما أنه لازال ابن المجتمع الذي يعيش فيه، وعلى مايبدوا أن قدر الدولة الاستبدادية أنها تُنعش مَن حولها من موالين، فتغدق عليهم بالمكاسب لتزيد اغترابهم، وتجعلهم شريحة جديدة مستهلكة وغير فاعلة إلا بالمستويات الأوامرية التي لاتُكلّف أكثر من كلمات يقولها أو يوجهها، خاصة إذا كان في موقع قادر على تعزيز ثقافة الخوف في المجتمع، وعلى أساسه تتشكل بنى الدولة بمعناها الوظيفي والإداري من شبكة من الموالين النفعيين أو القرابات العائلية الذين يكونون آخر الضحايا للأنظمة التي صنعتهم ، وهذا ماعانت منه معظم البلدان التي عاشت بظل الأنظمة الاستبدادية التسلطية ولاأستثني أحدا على الاطلاق، لأنني من خلال متابعتي للعديد من الدراسات حول هذه الأنظمة خرجتُ بنتيجة مفادها التشابه المطلق بينها، والفارق أن الاستبداد مورس بدول حديثة بالمعنى الثقافي العقلاني واستطاع بناء دولة قوية، لكنها أمام غطرستها انهارت(ألمانيا)، ومورس بدول مفوتة بالمعنى الثقافي اللاعقلاني[[ لأن الثقافة العقلانية لاتنبت إلاّ في مناخ العقلنة القائمة على الحرية بدءا بالتاريخ ونهاية بالواقع ]]، فزرعت التفتت الثقافي والمذهبي والديني(العراق)، لتخرج هذه النماذج فتتجه الأولى باتجاه الدمار مع الحفاظ على مكونها الحديث الذي يعيد بناءها من جديد على الصعيد العلمي والمعرفي والتقني، بينما الثانية فتتجه باتجاه الانهيار المجتمعي الذي يعيد المجتمع إلى بدائيته الأولى، ويبقى النظام الاستبدادي يعيش وَهْمَ الوطن وليس هَمّهْ، فتضيع الناس بين الخوف والتوجُّس والتفرقة والمعاناة بأشكالها وألوانها بدءا بالقمع ونهاية بالانهيار الذي لايدفع ثمنه غير الشعب والفقراء على وجه الخصوص.
الشعارات لاتبني الأوطان ولن تبنيها، والذي يبنيها هو العمل والمواطنة النظيفة الخالية من التمايز إلاّ على أساس الكفاءة والقدرة والوطنية، ولغة الوطن هي اللغة الوحيدة التي تحل كل الاشكالات عندما ينال المواطن حقه في كل شيء طالما ينتمي لهذا الوطن، ولغة الوطن تعني أيضا بما تعنيه المساهمة بخلق المتحدات الاجتماعية وليس التفرقة والدعايات المغرضة التي تبغي التخوين، وباعتقادي وأنا أجزم بذلك أنّ مامن فقير يخون وطنه، لأن مصلحته تتحقق في بناءه وتأمين مستقبل آمن له ولأولاده، حتى لايتشرّد هنا أو هناك من بلاد العالم الذي يُدميه ويبكيه ويُكفّره بالحياة التي يعيشها ذُلاًّ ومهانة وهوان.
الطبقة الفقيرة في كل المجتمعات التي تعيش احترابا تدفع الأثمان والضرائب للأنظمة الاجتماعية أو السياسية من موت وتهجير وعيش في الخيام والمخيمات، وهي التي ينطبق عليها الفقدان الحقيقي لإنسانيتها بغض النظر عن انتماءها الديني أو المذهبي، وهذه الطبقة هي التي يبكي المنتمين لها من شيوخ ونساء وأطفال بمرارة البؤس والعوز واليأس، وهي التي تكون الوقود الحقيقية لانتصار الطبقة الغنية تاجرا كان أم وجها اجتماعيا متسلقا، وهي التي تموت في سبيل الآخر المُستَغِلْ ولاتنال من ذاك الانتصار إلاّ الموت والألم،والمؤلم أنها لاتُدرك أنها مُستغَلّة لتموت، وتنسى أن من يدفعها لتحقيق انتصاره لايعترف عليها بعد أن يُحقق انتصاره،علّ هؤلاء الفقراء أن يُدركوا مصالحهم ليقفوا عند حدودها فقط، دون خدمة لمُستَغِلٍّ مهما كان وكيفما وأينما كان، خروجاً وحرصا من أن يدخلوا دائرة أو نفق الضحايا، لأنهم مستحقي الحياة عن جدارة صنعوها بعرقهم وجهدهم وكفافهم وقهرهم.



#محمد_الحاج_ابراهسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أم سجنت رضيعتها 3 سنوات بدرج تحت السرير بحادثة تقشعر لها الأ ...
- لحظات حاسمة قبل مغادرة بايدن لمنصبه.. هل يصل لـ -سلام في غزة ...
- فصائل المعارضة السورية تطلق عملية -ردع العدوان- العسكرية
- رياح عاتية في مطار هيثرو وطائرات تكافح للهبوط وسط العاصفة بي ...
- الحرب في يومها الـ419: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان يتر ...
- مبعوث أوروبي إلى سوريا.. دعم للشعب السوري أم تطبيع مع الأسد؟ ...
- خريطة لمئات آلاف الخلايا تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي ...
- وسائل إعلام: على خلفية -أوريشنيك- فرنسا تناقش خطط تطوير صارو ...
- مصدر: عمليات استسلام جماعية في صفوف القوات الأوكرانية بمقاطع ...
- مصادر تتحدث عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع إرهابي -جبهة ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهسم - ضحايا الاستبداد