ثائر ارحيمة
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 21:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الاب القائد والمجتمع ... مسؤولية وواجبات
قال رسول الله صلى الله عليه واله يا علي انا وآنت ابوا هذه الامة
ما معنى هذه الابوة وما هو واجب المسلمين (الابناء) تجاهها ؟
ان اعلان الرسول صلى الله عليه واله لهذا المبدأ وهذا الاساس له ابعاد وأهداف رساليه تربوية , كيف لا وقد قال في حقه جل وعلا (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي)
ان هذه الابوة تضعنا امام مسؤولية شرعية كبيرة ومن خلالها وفيها نترعرع ونتربى و نرتقي لنبلغ المراتب التي ارادها الله لنا التي من اجلها بعث هذا الاب والمربي
هذه التربية طرفها الرسول ومن يمثله من الائمه عليهم سلام الله والطرف الاخر نحن المسلمين ولا شك ان الطرف الاول فعل ما عليه وبلغ الرسالة وما بقي علينا إلا ان نتفاعل مع هذا المربي صاحب المنهج المنظم وكما قال المفكر والفيلسوف العراقي السيد محمد باقر الصدر في كتاب أهل البيت.. تنوع أدوار ووحدة هدف ( التجربة الاسلامية اذن كانت تشمل عناصر ثلاثة، باعتبار انها عملية تربية من فاعل وهو المربي، ومن تنظيم يستمد من قبل الشريعة، ومن حقل لهذا التنظيم وهو الامة أي المجتمع) انتهى كلام الصدر
وعليه فنحن مطالبون بالخضوع لهذا المربي والتسليم فالمربي ان لم يهيمن على ابنائه فلا يمكنه ان يربيهم التربية المطلوبة يقول المفكر والفيلسوف العراقي السيد محمد باقر الصدرفي كتاب أهل البيت.. تنوع أدوار ووحدة هدف (أن الاسلام رسالة تربية للانسان، رسالة جاءت لتبني الانسان من جديد، وبناء الانسان من جديد، يتوقف على السيطرة على كل المجالات، وما لم يمتلك زمام كل تلك الميادين، لا يمكن ان يسيطر على كل ابعاد الانسان، وبالتالي ان يربي الانسان وفقاً للرسالة التي جاء بها، التربية الشاملة الكاملة للانسان بشكل متميزاً كلياً عن انسان ما قبل الاسلام، عن انسان الجاهلية، هذا يتوقف على المربي بحيث يسيطر على كل المجالات التي يعمل عليها الانسان يسيطر على مجالات العلاقات الفردية مع ربه، يسيطر على مجالات علاقاته مع الآخرين في النطاق العائلي، يسيطر على مجالات علاقته مع
الافراد الآخرين في المجال الاجتماعي وهكذا يسيطر على كل المجالات لأن أي واحد من هذه المجالات، لو انه لم يسيطر عليه، فمعنى هذا انه لم يسيطر على جزء من الانسان، لأن الانسان يتفاعل مع كل هذه المجالات، انتم ترون ان الاب لا يستطيع ان يربي ابنه تربية كاملة شاملة، ليس الاب هو المربي الوحيد لابنه، لأن هناك اشياء اخرى تشاركه في تربية ابنه، يشاركه في تربية ابنه زملاؤه في المدرسة واساتذته فيها. المجتمع الذي يعيش فيه، الشارع الذي يلعب فيه، القوانين التي تطبق عليه من قبل الدولة، كل هذا يشارك في تربية الابن، فالتربية الشاملة الكاملة لهذا الانسان لا تكون الا بالهيمنة الكاملة على كل هذه المجالات، بحيث تؤخذ كل هذه المجالات بيد المربي، وبعد هذا يستطيع ان يحدد الاطروحة الصحيحة للانسان الافضل.
علي هذا الاساس كانت سيطرة الاسلام على كل المجالات بما فيها المجال الاجتماعي الذي هو رأس هذه المجالات، كان هذا جزءاً اساسياً من التركيب الاسلامي ومن الاطروحة الاسلامية، كان من الضروري جداً للنبي (ص) ان يسيطر على كل هذه المجالات لا ان يكون واعظاً في المسجد فحسب، ولا ان يكون استاذاً في حلقة فحسب، بل يكون هذا وذاك، ويكون اضافة الى هذا وذاك، رائداً للمجتمع، حاكماً للمجتمع في كل مكان، في كل ما يمكن ان يصبو اليه المجتمع من آمال واهداف، ويكون مخططاً ومقنناً للمجتمع في كل المجالات) انتهى كلام الصدر
على هذا الاساس ولما تقدم تتضح اهمية الانقياد للقادة الشرعيين ومدى الخطر الذي يتهدد الامة ان تخلت عن هذه الابوة وقد وحدد قدس سره في موضع اخر في كتاب المجتمع الفرعوني هذه القيادة فقال (نبي , او وصي , او مرجع , وغير هؤلاء فقيادته ظلال وإتباعها ظلال ) وقد مارس السيد الشهيد محمد باقر الصدر دور الابوة من خلال مرجعيته الرشيدة وحتى في كلامه اكد على هذا المعنى (الابوة للقائد , والبنوه للمقود ) وهذا تجده واضحا في خطاباته ورسائله التي نشر منها الكثير في كتاب محمد باقر الصدر سيرة ومسيرة....., ادى ما عليه ومثل دور الاب الروحي الرسالي وكان ينتظر دور الابن الرسالي تجاه ابوه ومربيه كان ينتظر الانقياد لا الانتقاد, نعم ادى ما عليه وكان نعم الوارث ومصداق لقول ( العلماء ورثة الانبياء ) الى ان سقط صريعا باذلا كل وجوده من اجل الاسلام والعراق وبعد ذلك ومن رحم المعانات برز ابا روحيا اخر ووارث شرعي عالم جليل يحمل ويحس بآمال والآلام الناس انه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره وكان نعم الاب مربيا وملهما لم يرهبه الفراعنة وكان اقوى منهم رغم جبروتهم ايقض العقول وطرد السبات فلم يروق للحساد والأعداء الظاهريين التقليدين والمنافقين المتسترين اسلوب هذا الاب فالمجتمع اخذ بنقاد لهذا المربي فعمدوا الى قطع مصدر الماء ليجف المعين لكن خاب ضنهم وخسى سعيهم فالله موجود ولطفه وافر ورسالته مستمرة شجرة مثمرة تسقى من دماء الشرفاء العلماء الاجلال ومن تبعهم وكان ابنا لهم
ومن علينا الله بمربي وأب روحي وثمرة من تلك الشجرة الرساليه المحمدية انه العالم العراقي العربي السيد محمود الصرخي الحسني دام ظله
شق طريق وحمل اعباء المسؤولية بتصديه للمرجعية الدينية سائرا على درب من سبقه في هذا الطريق ومسار التربية الاسلامية ومنذ اكثر من عشرة سنين وهو يقوم بدورة لتربية المجتمع وربما قائلا يقول وما هي الثمرة ؟ وماذا تحقق
والجواب على ذلك اقول كما مر بنا وكما قال الشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمه الله ان الامر والتربية لا تتحقق من خلال سعي طرف دون الاخر وبما ان المجتمع طرف في هذا الموضوع فتقع المسؤولية على المجتمع فان ادعى احد غير هذا فأقول له راجع التاريخ تجد ذلك واضحا من خلال تخلي المجتمع عن الاباء الشرعيين اقصد الائمة وبعض العلماء فهل كان السبب في دور الائمة ؟!!! بالتأكيد لا
لكن عدم الانقياد لهم وعدم التسليم ادى الى عدم نجاح التجربة الاسلامية وبقي هؤلاء القادة يبذلون الجهد من اجل التصدي للانحراف وتربية الابناء ولو على نطاق ليس بكبير من اجل الاستمرار برفد التجربة بعناصر واعية مضحية تتحمل المسؤولية الرسالية
وكذلك المرجع العراقي العربي السيد الحسني بذل جهدا كبير من اجل بناء المجتمع وتربيته تربية رسالية واعية وهذا ما تراه واضحا وجليا في اتباعه ومقلديه ومن سلم وانقاد له فالذنب ليس في الاب المربي والشواهد واضحة كما مر لكن التقصير في المجتمع الذي لا ينقاد ولا يؤدي واجبات البنوه
وهنا لابد من الاشارة الى ان المجتمع غالبا لا يجحد هذه الابوه لكن هناك عوامل تجعله لا يؤدي ما عليه من واجبات ومن اهم هذه العوامل والأسباب هم الاباء المزيفين الذين يتقمصون دور الاب الشرعي الروحي القائد الرسالي ,هؤلاء الاباء المزيفين الغير مؤهلين لقيادة المجتمع ياخذون المجتمع الى غير ما اراد خالقه وللتغطية على جريمتهم هذه ولاستمرارهم في القيادة تجدهم يبذلون اكبر جهدهم للنيل من القائد والاب الشرعي الرسالي وتجدهم دائما على طرفي نقيض
لكن كل ذلك لا يبرر للمجتمع ترك القائد والمربي الشرعي والانقياد لغيرة وعلى المجتمع بذلك الجهد لمعرفة المربي القائد وكما قال الشهيد السيد محمد باقر الصدر هو احد ثلاث ( نبي , او وصي , او مرجع ) ومن هنا ادعوا كل من يطلع ان يبحث في موضوع العالم العراقي العربي السيد محمود الصرخي الحسني (دام ظله ) فهذا الاب انتم ابنائه وللأب حق ,في الاتباع والانقياد والتسليم وغير ذلك فكله في خانت العقوق وما يترتب عليه من الضرر في التجربة الاسلامية .
ثائر ارحيمة
13/2/2013
#ثائر_ارحيمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟