أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - عكاز وحجر














المزيد.....

عكاز وحجر


ماهر علي دسوقي

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 18:21
المحور: المجتمع المدني
    



اخذ الطقس يميل الى الصحو تدريجياً، بعد ان كانت الاجواء عاصفة ماطرة، الرياح اقتلعت الاشجار والمياه المنحدرة من المرتفعات تملأ الارجاء، وهي اشبه بسيول عارمة..
نظر الى جوار البيت عبر نافذة تطل على الشارع، انه الخير لكن العابر للطريق حتماً سيأخذ حماماً اضافياً، غابت اماكن تجميع المياه، والمصارف غير فاعلة، في الشتاء نغرق وفي الصيف "نطق" من العطش، آه لو استطعنا العودة الى الماضي قليلاً، الآبار التي عهدناها الى جانب كل بناية وبيت آخذة الان في الانقراض، يا ليتهم "يعيدون" فرض حفرها مع مخططات البناء ، هي رحمة للبلاد والعباد وهيهات منها الآن ..
القى على جسده ما يلزم من هندام الشتاء،وخرج سيراً على الاقدام باتجاه بقالة قريبة ، طالباً بعضاً من نواقص البيت ، سار بحذر يتلفت يمنة ويسارا خوفا من مركبة عابرة مسرعة ،وما اكثرها ،" فتنثر" مياه الشارع عليه فيعود خائباً مبتلا بمياه ملوثة الى المنزل قبل ان ينجز ما عليه .
وما توقع كان، حذره حال دون "بهدلة" مبكرة ،السائق لم يعر المارة اي انتباه، وكأن من يسير لا قيمة له.
هبط الى شارع آخرحيث وجهته، ويا هول ما رأى ، ابو احمد جاره العجوز يسوق بالجهد العكاز، يحاول عبور الشارع الى الجهة الاخرى ، المركبات المارة لا تتيح له الأمر.. والسابلة كل يسعى الى سبيله، هو بالكاد يرى جيداً ، ويعيش لوحده بعد ان هاجر ابنه الوحيد الى الخارج مؤخراً، باحثا عن عمل، اما زوجته فقد توفيت منذ وقت قريب.. لكنه يتدبر امر نفسه.
ما الذي اخرجه في مثل هذا الوقت؟ لعلها حاجته لأمر هام!
المياه المتدفقة بقوة من اعلى الشارع الى المنطقة المنخفضة حيث يقف منعت "ابو احمد" من التقدم خطوة الى الامام، حاول مرارا وتكرارا ولا فائدة، وكلما نزل عن الرصيف كانت ابواق السيارات تصدح عاليا، والمياه تتطاير من حولها وتتساقط على المحيط والمارة.
اسرعت الخطى قليلا وبانتباه شديد لألحق به قبل ان يحدث مكروه ما ، وفي الاثناء كان طفل بعمر العاشرة تقريبا قد وصل قبلي وامسك بعكاز "الجار" ، رأيت الابتسامه تعلو وجه "العجوز" وكأنه يقول واخيرا توقف احدهم ليأخذ بيدي..
وعبثا حاولا النزول عن الرصيف، وصلت الى مكانهما وادرت بعض الحوار السريع مع الجار والطفل وادركت سبب خروجه ..
غافلنا الطفل "ناصر" وقفز الى الشارع حاملا بيده حجرا.. وملوحا به معترضا حركة المرور القادمة .. واستطاع ايقافها ..
قال: تفضلا بالمرور ،علا صوت الابواق والضجيج .. ضحكت وضحك الطفل ، اما "العجوز" الجار فقهق حتى بكى من شدة وقع المشهد ..
رافقته الى مبتغاه ، وعدت به وعاد ، فخاطبته مازحا يا ابا احمد اترى لو كنت حسناء جميلة لوقف الجمع لك.. ضحك وانشأ يردد قول المعري:
وما نَهنَهت عن طلب ولكن هي الايام لا تعطي قيادا
ولما تجمهني مرادي جريت مع الزمان كما ارادا
وهوَّنت الخطوب عليَ حتى كأني صرت امنحُها الودادا
أأنكرها ومنبِتُها فؤادي وكيف تناكر الارض القَتادا

انهيت معه وعدت الى مطلبي ساكناً وفي النفس من قلة مروءة البعض مغتاظا.. ولجرأة الطفل وشهامته سعيدا مختالا!



#ماهر_علي_دسوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناب زرقاء .. وجباه سمراء
- يافطة وجائع
- في المقبرة .. أكواخ وقصور !
- -لوشيتا- والبسطة!
- عطر الزعتر
- أُرتِجَ الأمر .. فبان القهر !
- لا تَزْهَدَنَّ في معروف!!
- كلب ومواطن وحاوية!
- ثقل ربع قرن في كفي
- ناجي العلي تمرد على أبيس
- أَبَسَ عباس الكفاح المسلح
- جيفارا القدس .. ميلاد
- خبز مسرطن!
- الى الشيخ القرضاوي.. إليك سيرة القسام
- شتان ما بين نجم كوزوموتوا ونجم بن علي
- المشروعية الكفاحية في المواثيق الدولية بعد اوسلو
- طفلة فلسطينية تحرج مسؤولاً في منظمة التحرير
- جالدو نساء السودان .. يجلدون!
- الشعب الامريكي اولى بالثورة على نظامه
- حماية المستهلك الفلسطينية 1989-2011 تجربة شعبية رائدة (6)


المزيد.....




- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماهر علي دسوقي - عكاز وحجر