أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - هرطقة ضمير - الشباب العربي واضطراب الشخصية















المزيد.....

الشباب العربي واضطراب الشخصية


هرطقة ضمير

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 16:41
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



ساكتب هذه المرة في هذا المشكلة محاولا الاحاطة ببعض جوانبها واسبابها ومظاهرها . انطلاقا من خلفيتي المهنية . ولاادعي هنا طبعا بان ما سيرد يمثل الكل او انه يصف الجميع او انه سيكون ملائما او مقبولا من الجميع لذلك ساقدم احترامي لكل نقد واعتذاري لكل رفض يرد على هذا الموضوع .
ان الملاحظ لسلوك غالبية الشباب العربي وعذرا لااقصد الكل. يرصد اضطرابات تكاد تكون حصرية له . لا يماثله بامتلاكها غيره من الاقران في باقي بلدان العالم المتحضر وهذا طبعا لم يأت من الفراغ بل من اركان في هذه الشخصية التي تكونت بحكم الظروف الزمكانية والاجتماعية والتي يمكننا ان نمر عليها ونفتح ملفاتها والتي استطيع تلخيصها بالتالي.
1. الفهم الخاطئ للحرية :- بحكم انتشار وسائل الاتصال الحديثة والتي جعلت من العالم قرية صغيرة و في ظل اطلاع الشباب العربي على مديات الحريات لاقرانه من الشعوب الاخرى صار عنده فهم مشوه لممارسة ما متيسر له من حريات اتخذت اشكال ليس اقلها احيانا الانفلات والوقاحة . وهنا كانت ولادة ازمة حقيقية بين الجيل القديم المتمسك باسنانه بالموروث وبين الجيل الناشيء الطامح لممارسة الحرية كسلوك دون التسلح بالوعي الذي يعطي الحرية فهما ملائم يجعل منها احد اركان البيئة النفسية السليمة . لقد فهم الكثير من هذا الشباب الحرية سطحيا وبانها التماهي مع القدرة على فعل الاشياء وحسب الاتاحة وهنا كان الخطا الفادح لان الاتاحة والقدرة تعني في اغلب الاحيان التجاوز على فضاءات الحرية للاخرين لما هو معروف من تقاطع هذه الفضاءات في مياديين عديدة من الحياة والمواقف . ان هكذا نتائج قطعا تحصل في ظل غياب توعية منهجية مركزية من المجتمعات لأبنائها بما يخص الحريات العامة والفردية هذا على فرض ان هذه المجتمعات حرة بالاصل وتسعى لغرس هذا المفهوم فما بالكم بمن يحارب الحرية منها تحت عنوان الاصاله والمحافظة على الموروث .
2. الفردية :- ان الشخصية العربية تتصف بالفردية وهذه ناشئة من الانانية التي يعيشها نفس الشاب بحكم ان هذه المجتمعات ما تزال في الخطوة الاولى من النهضة المدنية اذا ما كانت في حالة نكسة رجعية اصلا . وهنا يكون الانسان فيها اقرب للبدائية من التحضر وهذا ايضا بالاصل مرتبط بقلة الوعي الذي يهب الانسان طبيعة العلاقات والافعال وتاثيرها على المجموع فنراه بعيدا عن الغيرية والتعاونية . انانيا الى حد بعيد فرديا يفكر بنفسه اولا واخيرا لانه يرى الصلاح بنجاحه هو حتى وان كان على حساب غيره وبهذا يخسر الجهد الجمعي والانتماء الذي يهب الطمأنينة.
3. الاهتمام بالمظهر مع اهمال الجوهر :- حين يود الشاب العربي الخروج لاي مكان ولقضاء اي حاجة فانه يستعد لها وكانه ذاهب لحفلة فنراه يتزين بتكلف كبير على الاغلب وبما لا ينسجم مع الهدف من الظهور ... في الجامعة او المعمل او الدائرة وهذا قطعا ليس بعيدا عن موضوع الخواء الفكري الناتج عن الشحن الديني المستمر بالموروث والتاريخ وموضوع الكبت الجنسي والذي سيرد الحديث عنه لاحقا .
4. الكبت الجنسي :-
ارى من غير ان اكون متفقا بالكامل مع تحليل فرويد النفسي الذي يضع الانفعالات الجنسية هي حجر الزاوية والاساس لكل نشاط بشري ان هذا الموضوع من اكثر المواضيع حساسية في حياة الشباب العربي لما يحيطه من كتمان وتحفظ وجوع ناهيك عن التركيز القيمي والديني عليه حيث تبدا حياة هذا الشاب منذ الصغر بلا وكلا واياك واصمت وعيب واحذر وكل الادوات الناهية والنافية لتترك بعد كل ذلك استفهامات عائمة ورغبات هائمة تجد طريقها الى الاشباع او المعرفة بتشوه بعيدا عن ابسط مقومات الصحة النفسية .
5. التشظي الديني :-
واضح جدا بان العنوان الديني اليوم هو العنوان الابرز والاهم والاكثر سيادة من بين الكثير من العناوين الاخرى التي قد تكون جامع شعبيا على الرغم مما يعانيه هذا العنوان من اصول وفروع مختلفة واتباع مختلفين ايضا .فهو يطغي ويقدّم على اي معيار اخر وانطلاقا من التناحر الموجود ضمن الاديان في المنطقة العربية اصبح التمايز الديني عامل اعتلال نفسي لانه يترك النفس في دوامة الشعور الواهم بالرقي والعلو وامتلاك الحق والتعالي وحتى التطاول على الاخرين بما لا يترك مجالا للتواشج واللحمة مع المحيط المخالف له . ان باقي المجتمعات انتبهت لهذا التمايز الخطير واستبعدته من قوائم المسميات الانسانية لما ينظوي عليه من مشاعر غضب واسقاط للاخر فيما لو ترك كعنوان للتمايز . واختزلته بالقناعة الشخصية والحق الشخصي دون التمدد على حقوق الاخرين اي بمعنى انتقلت للمجتمع العلماني .
6.عقلية الضحية ونظرية المؤامرة:-
تشحن المخيلة العربية منذ بداياتها بافكار وصور الخسارة وبان ما عند الغير من رقي قد قام على سرقة خيراتنا والتلاعب بالقوة بخياراتنا وباننا دائما ضمن مسلسل من التامر علينا من قبل الغير المتربصين بخيراتنا و"ديننا " وهذا يترك الشاب العربي متوجس غير مرتاح لحاله و حتى لو انه نشأ بالصحراء وحيدا . ان الشعور بالهزيمة والخسارة عامل حيوي في ايقاظ روح الانتقام والثأر .
7. التعصب للموروث والصرامة في منهجية التعليم :_
من الواضح جدا بان طرق التعلم واساليبها تعيد انتاج نفسها بمباركة الاسلاف ورفضهم لكل ثورة او تغيير قد يطرأ لما اختبروه في صغرهم وبتعلمهم وباي شكل من اشكاله سواء كانت العائلية او المؤساساتية . فنرى استمرارية تقديس مذهب التلقين الاعمى والتاكيد على اهمية كم الحفظ بلا تفكير وهنا يقتل مذهب البحث العلمي وتطوير الذات ومحاكاتها والارتقاء بها وبصوتها الذي غالبا ما يكون ذائبا ضمن القناعة الجمعية بلا ادنى جرأة لاظهار الفكر المخالف الذي يولد مع تفتح المدارك . فيغضب الاب بمناقشة ابنه له في موضوع حسب اسلوب يفترضه قطعا سليما بحكم انه اختبر هذا السلوك مع السلف وبدوره يتبرم الابن لانه يرفض طريقة التلقي العسكرية وهنا يكون للغضب الابوي وعدم الرضا من قبل الابن دوره في خلق اضطراب نفسي .
8. اخيرا
يبقى هناك تفاوت حتى بين بلدان العالم العربي يكون قريبا من احدى هذه التشخيصات او بعيدا عنه او انه يضيف لها او ينقص منها بمقدار ذاك التفاوت .



#هرطقة_ضمير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكبت الجنسي واثاره المستقبلية في العلاقات الزوجية
- من يحتاج ليتحرر


المزيد.....




- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
- فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
- لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط ...
- عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم ...
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ ...
- اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا ...
- العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال ...
- سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص ...
- شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك ...
- خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - هرطقة ضمير - الشباب العربي واضطراب الشخصية