أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - !!جلسة سرية غير مبررة















المزيد.....

!!جلسة سرية غير مبررة


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1153 - 2005 / 3 / 31 - 01:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد طول انتظار انعقدت الدورة الثانية لمجلس الشعب ، وبعد تأخير داوم ثلاث ساعات ، دون أن يعلن ،أحدما ،عن سبب وجيه أو مقنع لهذا التأخير، وقد تكهن البعض أن وراء هذا التأخير ، وضع اللمسات الأخيرة ، كما يقول الدبلوماسيون في بلدان الديموقراطيات ، على اتفاق بين الكتلتين المرشحتين لتشكيل أول حكومة منتخبة ، قائمة الائتلاف الموحد ،وقائمة التحالف الكوردستاني ، وبعد رفع الستارة عن مشهد الحضور ، علا الهرج والمرج ، آنئذ أدرك الجميع أن سبب التأخير ، لم يكن وضع اللمسات ،بقدر ما هو محاولة إقناع فاشلة ، للشيخ غازي عجيل الياور للقبول بمنصب الرئيس للمجلس الوطني الجديد ،ولم يكن الرفض مفاجئا ، بل الكثير من المتابعين للشأن العراقي يعرفون ،أن الشيخ الياور رفض قبول هذا المنصب ، فلماذا يعاد هذا السيناريو إذن من جديد..؟
كل الدلائل تشير ، من خلال تصريحات ممثلي القائمتين ، أن هناك استعصاءات حقيقة في مجرى المفاوضات الدائرة ، وقد طال أمدها ، والشارع العراقي قد مل حالة الترقب والانتظار لاجتماع المجلس ، وقد أدركت كل الكتل البرلمانية حالة اليأس والإحباط التي عليها الناس ، ( ومن بينها القائمتان المتفاوضتان ) وإن الشعب يحمل الطرفين مسؤولية التأخير وتردي الوضع العراقي على كل الصعد ، لذا عقدت الجلسة الثانية لامتصاص نقمة الشعب ،ودون أن يكون شيئ ما حقيقيا في جعبتهم يطرحونه في المجلس ، سوى افتعال ترشيح رئيس لمجلس غير راغب في إشغاله لهذا المنصب ، تبريرا لقعد جلسة تبعد عنهم تهمة الشارع لهم ، أقل ما يقال فيها عدم شعورهم بمسؤولية ما يحصل في العراق ، وهذا ما كان من أمر عقد الجلسة ، والا لماذا لم يتم ترشيح غير الياور والمجلس فيه الكثير من الطائفة السنية ؟، ولما علت احتجاجات أعضاء المجلس على عدم تحقق أي تقدم في المساومات ، وتغطية لفضائح قد تحدث ، مثلما حصلت في البرلمان الصومالي قبل أسبوع ـ بل ربما تستخدم فيها الأحزمة الناسفة أوال R.B.G7ٌفحوٌلوا الجلسة ، بإجراءات غير مبررة ، إلى جلسة سرية ،لا يعرف أحد ما دار فيها ، كما لا أحد يعرف ما.هو برنامج الجلسة القادمة ، وهل سيتكرر عندئذ السيناريو ؟!
خيبة أمل حقيقية سادت وتسود الشارع العراقي ،لفشل ليس في تشكيل حكومة ، بل لعدم القدرة على مكاشفة أعضاء القائمة الواحدة ، في حين أن الشعب هو الأجدر بالمكاشفة وإحاطته بما يتوصل اليه من اتفاق أو اختلاف ،وهذا ما لم يحصل ، ولولا تسريبات البعض عن كتلة الائتلاف ، لما عرفنا الكثير من الحقائق التي يتكتمون عليها ، فقد أعلن السيد حسين الصدر قائلا : ( لدى قائمة الائتلاف رؤى غير سليمة ..) ويضيف أن الإئتلاف ( يعمل في الباطن على إقامة دولة دينية في العراق ، ..) ويحذر من (خطأ استنساخ التجربة الإيرانية في العراق ..) ولذا نرى أن الائتلاف يتكتم على الحوار الجاري بينه وبين القائمة الكوردستانية ، لأنه يبيت أمرا خطيرا للشعب العراقي ، ويتناقض هذا مع قانون إدارة الدولة ، وكثيرا ما يفهم من تصريحات بعض المحسوبين على التيار الشيعي من أن الكورد هم الذين يطرحون مطاليب تعجيزية وغير واقعية ، موهمين السامع أو القارئ بان الكورد هم الذين يعرقلون التوصل إلى الاتفاق ، ولم يقولوا صراحة إننا نريد أن نؤسس لحكم ديني ،والكورد يعارضون هذا صراحة ، ولا لبس في موقفهم مطلقا .. وما قاله السيد حسين الصدر يؤكد هذا الاتجاه ويحذر منه ..
إن المتتبع لسير المفاوضات بين القائمتين ، يظهر له بوضوح ،أن الكورد أكثر شفافية وأكثر مصارحة ،ليس لشعبهم فقط بل لعموم الشعب العراقي من كتلة الإئتلاف ، فيما يطرحون ويعتقدونه حق لهم..لنقرأ ما قاله فلك الدين كاكائي قبل يومين من عقد جلسة 29 آذار يقول:
"... سواء عقدت الجلسة أو لم تعقد فإن المشكلات الأساسية التي تتعلق ببناء الدولة العراقية لم تحسم بعد ،وحقوق الشعب الكوردي : في الفدرالية وقضية كركوك والمناطق الكوردستانية الأخرى المختلف عليها ،ومسألة البيشمركة وحصة إقليم كردستان من الميزانية العامة للعراق وواردات النفط والعلم العراقي الجديد...أما إذا ظلت المسائل تدور في الفراغ ،كما هو الحال فان المستقبل القريب يتطلب إجراء انتخابات برلمانية جديدة.."
إن مثل هذا الوضوح في الطرح والمصارحة لم نجد بعضه عند قائمة الائتلاف، ما هو ردهم وما هي وجهة نظرهم بالمطالب الكوردستانية ..؟ وماهي مطالبهم التي رفضتها القائمة الكوردستانية ..؟ إن الشعب العراقي يجهل المواقف الملتبسة لقائمة الائتلاف ، وهذا ما يدلل أن الائتلاف يبيت شيئا ما قد يفاجئ به الشعب العراقي ، كما أن تعنته في عدم إبراز حقيقة ما يدور في مساوماتهم الجارية مع الطرف الكوردي ، والتعتيم عليها ، ربما يمهد لأن ينتزع من التحالف الكوردستاني موافقتهم على التساهل فيما أشار إليه السيد حسين الصدر بخصوص التأسيس لمشروع حكومة دينية لا تخضع لها فدرالية كوردستان ، مثلا ، وإن كان الموقف الكوردي واضحا وصريحا في عدم الموافقة على أي مشروع من هذا القبيل ..
ثقة المواطن بدأت تهتز بممثليه ، فإن نزعها ممن يمثله وهو في البرلمان ، فلن يعيدها له بعد تسنمه منصبا سياديا أو عاديا ، فالثقة تنمو وتكبر بالمصارحة والشفافية ، والعودة إلى الناخب ومعرفة رأيه واجب عليه ،عندما لم يجد حلولا للقضايا والمسائل الشائكة التي تؤثر على حياته ومستقبله ، فكيف إذا كانت تهم الوطن ككل !، فالحكومات الديموقراطية عندما تتعرض حياة ومصائر شعوبها لمفترق طرق لا تنفرد بالقرارـ وهي قادرة على هذا ـ بل تلجأ للاستشارة عن طريق الاستفتاء وعلى ضوء واقعنا العراقي المعقد والفريد هذا ، يقتضي الأمر سلوك طريق غير الطريق الذي سلكته القوائم المتحاورة ، احتراما لإرادة الناخب الذي خولها التحدث باسمه ، من أجل أمنه وحريته ورفاهيته ، وليس من أجل الانفراد برأيه ومصادرة قراره وإطالة أمد معاناته ، خصوصا وإن الانتخابات القادمة على الأبواب ،وكما سبق أن قال السيد فلك الدين كاكائي :ـ( إذا ضلت المسائل تدور في الفراع كما هو الحال، فأن المستقبل القريب يتطلب إجراء انتخابات برلمانية جديدة ) وقتئذ لن نجد نائبا واحدا، من هذا المجلس الذي انعقد اليوم ، في المجلس الوطني القادم .. وسوف لن نجد من يبدي أسفه على واحد منهم
20 _ آذار 2005



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على خبر -بايت-ولا زال طازجا !!
- فراغ سياسي وفلتان أمني ومسؤوليةحكم!
- الطبع والتطبع ..!!
- احترموا الوقت يا سادة
- هل البصرة مدينةعراقية؟؟؟
- تمخض الجبل فولد فأرا !!!!
- لم التشفي يا عرب !!
- !!!شهداء الشعب العراقي
- لو كنت كرديا لتشددت
- مقاومة مأفونة..ومقاومين مأبونيين
- صارحونا قبل أن تذهبوا الى لبرلمان
- المراة الراقية ..وغد أفضل
- هل سيحكم الجعفري باسم الطائفة أم باسم العراق؟
- الكورد والفدرالية..والخطاب السياسي
- هل حدت الإنتخابات من الإرهاب المنفلت
- لماذا الكيل بمكيالين
- عهر.. وعاهر
- هل يتعض التيار الديموقراطي في العراق بما حصل ؟
- الديمقراطية الى أين؟
- هل من نموذج لحكم إسلامي


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي فريد التكريتي - !!جلسة سرية غير مبررة