أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أم كلثوم المُنّقبة والمعّري المقطوع الرأس














المزيد.....

أم كلثوم المُنّقبة والمعّري المقطوع الرأس


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- قامت مجموعة مُسلحة مُتطرفة ، في محافظة أدلب ، التي سيطرتْ عليها مؤخراً ما يُسمى المعارضة السورية ، ب " قطع رأس " تمثال ابو العلاء المعري ، في مسقط رأسهِ : مَعّرة النعمان . يُذكَر ان " جبهة النصرة " الإرهابية تبنتْ العملية ، مُتذرعةً ان الشاعر كان مُلحداً وان التماثيل مُحّرمة بالأساس . هذا يحدث ، وما زالتْ جبهة النصرة والجيش السوري الحُر ، لم يُحّرِرا سوريا كُلها من دكتاتورية بشار الأسد .. ترى ماذا سيفعلان إذا إستَتبَ لهما الامر وقادا السُلطة في دمشق ؟ . أشهر شخصية تأريخية في الشام كُلها وفيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة ، كان مصير " تمثاله " ، طلقات في الرأس .. فكيف سيتم التعامل غداً مع المثقفين والفنانين والقوى المدنية في سوريا ؟! .
- قبل يومَين ، قامَ أتباع السلفيين والاخوان المسلمين ، في مصر المحروسة .. بوضع [ نقاب ] على تمثال السيدة أم كلثوم .. في وسط مدينة المنصورة ! . ذلك النصب الشامخ ، لكوكب الشرق .. أم كلثوم الشهيرة أكثر من أي سياسي او رئيسٍ في المنطقة العربية كلها .. وضعوا نقاباً أسود على وجهها .. في عمليةٍ رمزية ذات مغزى . انهم يبعثون رسالة الى كُل نساء مصر : تحجبوا وتنقبوا وإلا ! . سلفيوا وإخوان مصر ، مازالوا أقل تطرفاً ، كما يبدو .. من زُملائهم جبهة النصرة في سوريا .. وإلا لكانوا حطموا تمثال ام كلثوم تحطيماً ، إسوةً بالمعّري . علماً ان هنالك دعوات سلفية في مصر ، تدعو الى إزالة الاهرامات من الوجود ، بإعتبارها رجساً من عمل الشيطان !. تصوروا : مصر بدون أهرامات وبدون تراث أم كلثوم ! .
- قبل هؤلاء ، قام مُجاهدوا حركة طالبان ، بنسف تمثال [ بوذا ] في جبال أفغانستان .. ذلك النصب التُحفة ، الذي كان ضمن التراث العالمي الذي ترعاه منظمة اليونسكو . هذه العملية الإرهابية الرجعية ، التي أدانها العالم من شرقهِ الى غربه .. في حين هّلَلَ لها السلفيون والجهاديون الإسلاميون ، من باكستان الى السعودية وقطر واليمن الى الصومال وشمال افريقيا .. الخ .. وأعتبروها نصراً مُؤزراً للإسلام وهزيمة مُنكرة للكُفر ! .
- وللحق .. فان الجماعات أياها ، أي المتطرفين الإسلاميين والمتشددين السلفيين ، لم يُقصروا في أي بُقعةٍ تواجدوا فيها .. ويسعون الى فرض رُؤاهم على المُجتمع .. كما يفعلون في ليبيا وتونس والجزائر وشمال مالي والفليبين واندونيسيا وايران والسودان ... الخ . انهم يريدون ، ليسوا فقط منع التقدم الإجتماعي وتطور البلدان .. بل إرجاعنا قروناً الى الوراء ! .
- هنا في العراق .. أفرغوا المهرجانات الثقافية والفنية التقليدية ، من أي مُحتوى " ثقافي او فني " .. فلا المربد عاد مُلتقى لتلاقح التجارب الشعرية .. ولم يعُد مهرجان بابل الموسيقي والفني ، له أي علاقة بالموسيقى والغناء والفن .. أغلقوا المنتديات الثقافية ، لم تعد هنالك دار سينما واحدة في العراق ، أزالوا النُصب وحطموها في بغداد والبصرة وغيرها ، إغتالوا كبار المثقفين وحاصروا الصحفيين والكُتاب ، أصبح العراق من اقصاه الى أقصاه ، في حالة تصّحُرٍ ثقافي وإنحسارٍ للفن والغناء والموسيقى .. العراق الذي يُحكم مِنْ قِبَل طَرَفَين أحدهما أسوأ من الآخر : الإسلام السياسي بِشقَيهِ ، والعشائرية المقيتة الرجعية . والمُضحك المُبكي : ان بغداد القاحلة المُتصحرة المنكوبة بحكامها .. بغدادنا هذه ، هي عاصمة الثقافة العربية لهذا العام 2013 . يا للفضيحة ! .
..........................................
هذه كُلها من بركات الإسلام السياسي الصاعد والمتنفذ ، في العديد من بلدان المنطقة .. وأبسط هذه البركات : أم كلثوم مُنّقبة ، والمعّري مقطوع الرأس .. والبقية على الطريق !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحنُ مُستعجلون .. والعَجلة لا تدور
- قضية - سيمون - وتداعياتها
- نصيحة
- صديقي الراحل والجّنة
- لا وجود لأي فسادٍ في أقليم كردستان
- بين تركيا وحزب العمال .. مُلاحظات
- مُحّمَد ( ص ) يدعمُ مُظاهرات الموصل !
- كيفَ سيكون تشييع المالكي ؟
- مَشهدٌ بسيط من الحِراك الفكري
- في العراق .. المياه لاتعود الى مَجاريها
- الإسلام السياسي ، مُشكلة بحاجة الى حَل
- خريجون بلا مَعرِفة
- الفرق بين الشَلاتي والسَرسَري !
- لا ثورة حقيقية في الموصل
- صراعٌ أقليمي على -رأس العين-
- المالكي يُهنئ خليفة بن زايد
- الطبخ على الطريقة العراقية
- التَعّود
- صراعٌ على دستور أقليم كردستان
- سوء الحَظ


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أم كلثوم المُنّقبة والمعّري المقطوع الرأس