ميعاد العباسي
الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحاول الاعلام الخليجي--وهو اعلام موجه بحت-- جاهدا هذه الايام على تغيير مجرى تفكير الشباب الخليجي من خلال سياسة التأجيج الاعلامي لاحتواء الوضع السياسي خوفا من اندلاع ثورة لتغيير الانظمة الخليجية الحاكمة. فهو يحول من الثورة ضد الانظمة الحاكمة الى ثورة لحماية المذهب. فلابد من ايجاد عدو والعدو في هذه الحالة هم الشيعة.
ولعل هذه الحملة الاعلامية سوف تنجح فعلا في تأجيج الحرب الطائفية، لكنها ستؤدي الى تعزيز الاصولية وهذا سيؤدي بدوره الى الانقسام.
ومما يشجع على الانقسام، الشعورالعام بالمظلومية والخطر لدى الاطراف المتنازعة، فالسنة وشعوهم بالغبن لعدم امتلاكهم قوة صنع القرار السياسي، والشيعة وشعورهم بالخطر الكردي والسني، والاكرداوالتهديد العربي لحقوقهم وثرواتهم الوطنية.
فالطائفية اصبحت الورقة الفائزة في الانتخابات بما ان الناخب يتبع المذهب وليس الاستحقاق عند تصويته يوم الانتخابات وكل ما على المرشح ان يقوم به هو ان يشتكي من خصمه ويذمه اعلاميا كي يصبح الاكثر جداره
وكذلك الاعلام الخليجي فانه يستخدم الطائفية لتغطية الفجوة السياسية والاجتماعية في بلدانهم وتحويل طاقة الشباب من ثورة ضد النظام الى ثورة لحماية المذهب
لكن الخليج قد يكون واهما بحساباته حيث ان الاثر الرجعي للطائفية سرعان ما سيطرق باب دويلاته المتفرقة قبليا ومذهبيا.
فلو تخيلنا ما ستكون عليه المنطقة بعد الانقسام المذهبي اوالطائفي فسيكون الوطن العربي عبارة عن اشباه دويلات تحكمها قبائل واشباه حكومات فاول من سيطالب بالانفصال في دول الخليج السعودية كونها تضم عرقيات ومذاهب تكن العداء لبعضها البعض وهذا يشمل الامارات العربية والكويت والبحرين.
بعد ان كانت من المحرمات، فكرة الانفصال سوف تكون اكثر تقبلاً لدى الشارع العربي، وخصوصا ان حملات الانفصال قد بدأت تتجلى في الصراع السوري وفي الصراع العراقي والصراع الكردي.
فهل ان الانقسام هو الطريق الوحيد لنيل الحرية وتحقيق الاهداف؟
فهل يا ترى ستضحي دول العالم العربي في مفهوم الدولة الحديثة ويعود بنا التاريخ الى حكم القبيلة؟
#ميعاد_العباسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟