المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
صاعقا ومقززا كان ما جرى في ختام جلسة 13 يناير 2005 بالغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بوارززات. فبعد المرافعات المرموقة التي قام بها الأساتذة عبد الرحمان بنعمرو وعلى عمار وعمراني عبد الرحمان وعبد السلام الباهي، كان الحكم متعجرفا ومحتقرا وجليديا وثقيلا. 10 سنوات سجنا نافذة للمناضل النقابي والمدافع عن حقوق الإنسان خويا محمد، و10 سنوات لكل من رفاقه العمال الأربعة المعتقلين وشهران سجنا موقوفة التنفيذ مع1000 درهم غرامة لكيزو مصطفى والبراءة للعمال السبعة الآخرين.
رغم ما قام به الدفاع ، مستندا على الحجج، من إبراز ساطع لكل تناقضات هذه القضية، لاسيما ظروف وفاة احمد بركوني، تمسك القضاء بإصرار بمواقفه ولم يأخذ بالاعتبار سوى تقرير التشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة ، علما أن معطيات هذا التقرير تناقض تصريحات بركوني المسجلة بمحضر الدرك يوم 15 ابريل 2004، حيث صرح انه تعرض لضربات في اليد والحوض وليس في الرأس. كما أن معطيات ذلك التقرير تناقض كليا معطيات الملف الطبي بالمستشفى المحدد لأسباب وفاة بركوني. وقد عثر على حلقة الربط عندما اعترفت أرملة بركوني أنه أجريت لزوجها عملية جراحية يوم 16 أبريل 2004 بمستشفى سيدي حساين. وحسب بطاقة الفحص المقدمة لهيئة المحكمة فقد كان بركوني المصاب بالسكري غير قابل لإجراء عملية جراحية عليه.
وكانت أكبر مفاجأة هو اعتراف أحد المشتكين، لأول مرة، أن ميليشيا تابعة لرب العمل تعدادها 120 شخصا تم تجنيدها يوم 15 أبريل 2004 في مكان الأحداث وتجرأ حتى على قول إن السلطات المحلية هي التي استقدمت شاحنة مضيفا أنه كان عاجزا عن إدراك أهدافها.
فيما يخص المناضل خويا الذي لم يكن نهائيا بالمكان لحظة وقوع الأحداث، والذي لم يذكره بركوني ضمن من زعم أنهم اعتدوا عليه، فرغم الشهادات العديدة الواضحة التي ُأدلي بها في الجلسة لصالحه سواء من طرف المشتكين أو جميع المتهمين، لم تأخذ هيئة المحكمة سوى بالشهادات الملتبسة لعاملين جندتهم الإدارة وشهادة زوجة بركوني في فترة حدادها.
ما عدا بعض ومضات الحقيقة، ظل نفس السيناريو يتكرر بعد مؤامرة مدبرة بإحكام و تحقيق زائف، ومساطر مبتورة، واعتقالات تعسفية، وحجج مفبركة، وافتعال شهادات، وشهدنا مسخرة حقيقية بدأت في الساعة 15 إلى غاية 6 من اليوم التالي ، لم تفعل غير أن أيقضت لدى المتشككين فكرة إننا ما زلنا في سنوات الرصاص وأن نظامنا القضائي تحت سطوة الكبار.
أولئك الكبار الذين يستحوذون على ثروات البلد ويستغلون الفقراء ويتآمرون على النقابيين وعلى نشطاء الدفاع عن الحقوق الإنسانية ، واغتالوا المهدي بنبركة وسعيدة المنبهي وبلهواري وجبيهة رحال …وتلاعبوا ببركوني لتركه يموت في المستشفى في إهمال تام بقصد سجن المناضل خويا محمد ورفاقه وكسر اعتصام العمال .
اللائحة طويلة…قلتم مصالحة صفراء! مسخرة ـ و ذر للرمل في أعين تاريخنا
السبت 15 يناير 2005
المناضل-ة عدد: 4
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟