أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال غانم - لأجلك تدمع العين شُكري بلعيد !!!














المزيد.....


لأجلك تدمع العين شُكري بلعيد !!!


جلال غانم

الحوار المتمدن-العدد: 4001 - 2013 / 2 / 12 - 14:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فخ الاتهام المجاني التي تُعاني منه الشُعوب نتيجة انعدام العدالة البشرية في تطبيق الأنظمة والقوانين هي من ترفع اللافتات عند في أول عملية قتل تُطال المدنيين والكُتاب والمُثقفين .
فما بين جار الله عُمر وشُكري بلعيد مآقي من الدمع , رصيد لا ينتهي من الألم , فمن يحمل في زماننا هذا هم وطنه وأمته دائما تُسدد بُندقية وبارود الغدر في صدره لأنه قال لا في وجه جلاديه , لأنه يؤمن أن الأوطان لا تُبنى بالطعنات , ولا بطيف سياسي واحد مُختزل لا يقبل بفكرة الآخر وبقضيته وصوته الجهور .
هو إذا شكري بلعيد الحقوقي والقيادي في كُتله الجبهة الشعبية المعارضة للحكومة التونسية والمعروف بمواقفه المُناهضة لحزب النهضة التونسي .
فمن يكتب اليوم عن الثورات يجب أن يكتب عن شكري بلعيد , عن تصالح قوى اليسار بدلا من انهيارها ردا على كُل من يعبث بحُلم الناس , ردا على كُل من يرى في تغييب الأصوات المُناهضة لأي مشروع إسلامي مختزل لا يُمثل هوية الشعوب المُنادية بفضح كُل طرق وألاعيب الحُكام الجُدد .
تونس تودع ابن بلدها شُكري بأصوات وزفير الملايين التي خرجت تقول لا في الوقت الذي لم يرى فيه شعبنا اليمني من قضية اغتيال جار الله عمر إلا بعض الكتابات البسيطة والاجتهادية لبعض المُثقفين وهذا هو الفرق بين قوة الشعوب المنادية بالحرية والمساواة والعدالة وبين الشعوب المُتقبلة للواقع بكل بشاعته وأرتاله القميئة .
شُكري لم يؤمن يوما ما إلا بصوت الوطن الواحد , ولم يهاب الموت في رسائل تُوزع على طول الخريطة التونسية بالمجان لتطال هاتفه وأسرته الصغيرة بفجيعة أدمت لها كُل القلوب , كُل من يحمل مشروع إنساني خوفا من انهياره .
هو إذاُ شُكري بلعيد أبن الساحل التونسي الذي فضل الغياب والتواري خلف صدره المليء بمُعاناة السجون والفجيعة , بين قتل فكر نهضة الشعوب وتقدمها , هـــو رجل اغتالته يد الغدر والكُره والحقد لكل ما ينتمي للشعب التونسي شعبا وهوية , لكل من يُدافع عن بلده بروحة ودمه , لكل من يقول لا في وجه قراصنة السُلطة ومُرتزقيها .
لن ننساك شُكري ومازالت محابرنا نسنها لوداعك , وسوف نُواصل طريق الحُرية بخارطة أشلاءها تتفتح دم وقتل واغتيال بدلا من ربيع الزهر الذي صنعته أنت بكتفك المُتعب دفاعا عن ثورة بدأت تأكل أبنائها سريعا
وتفتك بدمائهم كعُصارة مرحلة مُغيبة فيها كُل أصوات العدالة التي تُختصر بالرصاص والموت المجاني المستباح نتيجة ضيق أفقهم وهوائهم المسموم الذي يحملوه خوفا من أي مشروع وطني يطالهم ويفضح ألاعيبهم القذرة .
فلا مفهوم الإسلام السياسي الذي تُروج له قوى الظلام قادر على إنقاذ الشعوب من حالة الاستباحة هذه ولا بشفاعة رجل دين ومفكر يرى بالآخرين مُجرد فائض وطني وإنساني يجب تصفيته قبل أن تنقشع كُل الألاعيب التي يُمارسوها باسم هذا الفكر وباسم الإسلام البعيد عن هوياتهم البربرية .
فلا غرابة ما رأيناه في الأمس من أن مشى بجنازة جار عمر ابن اليمن البار وما رآيناه في جنازتك التي حضرتها كُل أدوات الموت الحادة وكل القوى التي رفعت صوتها عن تكفيرك في لحظة موت خوفا من وجه العدالة الذي رُبما يطالهم .
يا لهاله الموت , ويا لصفاقة هذه الشعوب التي تُفكر بالموت قبل الحياة , تُفكر بتصفية أبنائها المُتنورين قبل أن تولد الثورات وتخرج من رحم وبجاحة الرجل الواحد !
شُكري بلعيد وأنا أرى وصيتك لأبنتك على عجل لم أستطع مُكابدة دمعي المتواصل ونزيفي ذاكرتي الحاد , لم أستطع مُكابدة الظروف التي تحيط بنا من كُل جانب والتي ما إن ننفك من إحداها إلا ونرى رصاصة طائشة تسكن صدورنا .
شُكري بلعيد مشروعك بتوحيد قوى اليسار التونسي سوف يجد بعد رحيلك طريق للنجاة تيمنا بمبادئك التي صفتها على عجل قبل الموت , بل سيتعدى هذا المشروع إلى بُلدان كاليمن ومصر وغيرها لإعلان يسار عربي مُوحد قادر على مواصلة النضال على دربك ودرب جار الله عمر اليمني وبقية شُهداء الأمة الذين ضحوا بأرواحهم ووهبوها كي تثمر في الغد وردة الكُل سوف يشم عبق رائحتها والكل سوف يقطف من بُستان وطنه قانون عادل ونظام سياسي قادر على تمثيل الشعوب والأخذ بها إلى طريق النجاة .


جلال غانم

http://jalalghanem.blogspot.com/



#جلال_غانم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال غانم - لأجلك تدمع العين شُكري بلعيد !!!