أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!














المزيد.....

الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك إيذانا بتحولات تاريخية في المنطقة العربية الإسلامية, أو ما أصبح يسمى بالشرق الأوسط الكبير. وكان ذلك الحدث فاتحة التحولات التي يمكن اعتبارها الموجة الديمقراطية الثانية, بعد تلك التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي أوائل التسعينيات من القرن الماضي. وإذا كانت الموجة الأولى من التحولات الديمقراطية قد اجتاحت معظم بلدان أوروبا الشرقية بصورة خاصة, فإن الموجة الثانية بدأت بأفغانستان والعراق, ثم استكملت دمقرطة النظم الاستبدادية التي تأخرت عن اللحاق بالموجة الأولى, مثل أوكرانيا وجورجيا وقرغيزيا (وتنتظر بيلاروسيا دورها أيضا), لتطل علينا مؤخرا من النافذة اللبنانية, وتفتح ثغرة في سور المستنقع العربي الراكد تحت حراسة وسطوة ثلة من الأنظمة الشمولية الفاسدة والمفسدة لهذه الدرجة أو تلك.
وبعد اغتيال الحريري, برهن الشعب اللبناني بانتماءاته بالغة التعقيد والتمايز على قدرته في الاصطفاف من جديد حول شعارات جديدة تعيد إنجاز استقلاله الوطني, وتعيد إليه هويته التوافقية. ويمكن للبنان بعد انتهاء هذه المرحلة أن يعيد نسج علاقاته مع العالم, وخاصة مع سوريا, مع أن ذلك لن يكتمل إلا بعد حدوث التغيير المرتقب فيها, ضمانا لاستقرار العلاقات بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
لقد فعلت الأخطاء السياسية من الجانبين فعلها قبل التدخل السوري في منتصف السبعينيات من القرن الماضي, وخاصة بعده, حيث عملت الأجهزة الأمنية السورية على استنساخ صورة لها في لبنان, واندمجت معها في علاقة مصلحة معقدة, بعيدة كل البعد عن تلك العلاقات التكاملية التي كان من المفترض أن يقيمها الشعبان السوري واللبناني من أجل حل المشاكل التي رافقت تطور البلدين منذ استقلالهما عن المستعمر الفرنسي.
والتغيير الذي حصل في لبنان, ليس سوى فاتحة تغيرات أعمق وأكثر تعقيدا ستجتاح المنطقة برمتها. فقد أوشكت بلداننا على الخروج من التاريخ المعاصر, وليس من الممكن أن تتابع بهذه النظم العقيمة الفاسدة التي أضحت نشازا لا يقبله العالم كله.
ونظرا للتعقيدات الخطيرة التي قد ترافق عملية التغيير المرتقبة, والناجمة عن محاولة القوى المتسلطة الدفاع عن مواقعها ونفوذها, حتى لو دمرت ما تبقى من الأوطان, فإن عملية التغيير هذه لا بد وأن تبقى تحت مراقبة دائمة من مؤسسات الشرعية الدولية ضمانا لعدم انفلات الأوضاع وخروجها عن السيطرة. كما أن الضغوط المستمرة على الأنظمة غير المستندة إلى شرعية تعاقدية لا يجوز لها أن تتوقف, مع الحذر, في الوقت نفسه, أن لا تحدث هذه الضغوط انعكاسات خطيرة على الشعوب المغلوبة على أمرها. ولعله من الضروري الاستفادة من الأخطاء السابقة في تطبيق العقوبات على العراق, والتي دفع فيها الشعب العراقي أثمانا باهظة, واستغلها النظام لدوام سيطرته وسطوته.
وإذا كانت الولايات المتحدة هي قوة الضغط الخارجي الرئيسة, فإن جهودها ستكون فعالة أكثر عندما تنضم إلى مجموع الجهود الدولية في إطار المنظمة الدولية, وذلك بسبب الحساسيات التاريخية الناجمة عن دعمها السابق للأنظمة العربية, وتبنيها حماية دولة إسرائيل.
ونظرا لفشل أنظمة الطوق العربية في الصراع التي خاضته مع الكيان الاسرائيلي, لأنها, أو بعضها, أرادت, وقبل كل شيء, استغلال هذا الصراع لتثبيت الأوضاع القائمة والضامنة لهيمنتها على شعوبها, وتخديرها بالأحاسيس الوطنية, فإن أمر حل الصراع العربي الإسرائيلي سيكون متروكا إلى ما بعد حدوث الإصلاحات أو التغييرات المتوقعة في هذه المنطقة.
أفلا يستحق منا السيد "بن لادن" لفتة "شكر وعرفان" على الجريمة - الصدمة في الحادي عشر من أيلول 1991, والتي كانت منطلقا لسلسلة من التغييرات الإيجابية بعامة في منطقتنا, بعد أن وصلت إلى حضيض التخلف الفكري والانحطاط والإفقار, في ظل الاستبداد المتعدد الأوجه, والذي بزَّ في سطوته ووحشيته أنظمة العبودية في عصور التاريخ الغابرة, وحول الشعوب إلى قطعان من الرعية الهاتفة بحياة رموزه؟!.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف
- الموالاة والكفاءة والفساد


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!