|
الشيوخ من الدعوة لله للدعوة لقتل خلق الله
عزة إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 20:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قطع الشيوخ رحلة طويلة من الدعوة الدينية إلي الدعوة للقتل واستحلال الدم فى مصر فدعوة محمود شعبان على قناة الحافظ لقتل اعضاء جبهة الانقاذ سبقها تاريخ ملطخ بالدماء كانت ابرز حلقاته حينما أفتى عمر عبد الرحمن بقتل فرج فودة (1992) فقتل الرجل مرتين مرة على يد شابين جاهلين، ثم قتله محمد الغزالي بشهادته في المحكمة حينما رأى ان الخطأ الوحيد الذى ارتكبه القتلة هو أنهما افتأتا على الحاكم وقاما بدوره في تطبيق شرع الله يقصد حد الردة ثم كانت محاولة قتل نجيب محفوظ عام 1994 على يد شاب لم يقرأ اعماله وانما سمع من شيخه انها ضد الدين ووقتها علق الغزالي على رواج (أولاد حارتنا) قائلا إن المخدرات تنتشر أيضا والآن نواجه دعاوى الشيوخ للقتل ، ويجب أن نواجهها جميعا بصدر مفتوح ، بدون قداسة لا لشيخ ولا لرئيس " . لا اعرف بالضبط متى اصبح للشيوخ كل هذه الهيمنه على عقول المصريين لكن ربما يكون الامر بدأ فى السبعينات مع ظاهرة الشيخ الشعراوى والرئيس المؤمن محمد انور السادات الذى عدل المادة الثانية من دستور1971 فبعد ان كانت المادة في الدساتير السابقة تنص على أن " الاسلام دين الدولة " أضاف إليها السادات " والمصدر الرئيسي للتشريع بكل ما ترتب على هذا التعديل فيما بعد من نتائج التفت يوسف ادريس فى هذا الوقت المبكر لهذا الصعود لنجم الشعراوى وما يمكن ان يترتب عليه وحذر فى كتابه " فقر الفكر وفكر الفقر " من تحول الشيخ الشعراوى الى راسبوتين جديد فى الاسلام وقامت الدنيا عليه لدرجة انه كاد يفقد اعصابه وهو يطوف حول الكعبة اثناء تأديته لمناسك العمرة عندما ذهب اليه عشرات المعتمرين واحدا تلو الاخر يسألونه ويكررون سؤالهم بلهجة استياء : هل صحيح شتمت الشيخ الشعراوى ؟ كان اندهاش ادريس كما ذكر فى كتابه راجعا الى ان كل هؤلاء تركوا المناسك وعطلوا الحدث الهام الذى هم بصدده من اجل هذا السؤال . لم يكن ادريس قد شتم الشيخ وانما قال ان بعض اعدائه يصفونه براسبوتين الاسلام وانه – اى الشيخ – مخلوق مثلنا تماما لا يليق ان نجعل منه وثنا محصنا من ابداء الرأى فيه ربما تكون السبعينات بداية تدخل الشيوخ فى الحياة العامة حينما ارتدى الرئيس السادات المسوح الدينية ولقب نفسه بالرئيس المؤمن واعطى لوزير الاوقاف وقتها الشيخ محمد متولى الشعراوى صلاحيات كبيرة تتعدى صلاحيات وزارة الاوقاف فالشعراوى هو من اصدر قرارا بانشاء اول بنك اسلامى فى مصر وهو بنك فيصل رغم ان انشاء البنوك من اختصاصات وزارة الاقتصاد لا الاوقاف وهو ايضا من صلى لله شكرا لان مصر هزمت فى يونيو 1967 فيما عرف بالنكسة استخدم السادات الدين فى صراعاته السياسية فهو من اخرج الجماعات الدينية من السجون ليضرب بها قوى اليسار المصرى فى الجامعات وغيرها ربما لا تكون هناك مبالغة فى القول بانه هو الذى حضر العفريت واخرجه من القمقم فكان من ضحاياه . وحينما تولى مبارك الحكم وفرض قانون الطوارىء وهو قانون استثنائى جعله قانونا ابديا وحكم به مصر ثلاثين عاما مدعيا انه يحاصر به الارهاب والتطرف ويعيد العفريت الى القمقم والحقيقة انه حاصر به المصريين جميعا فى عملية قتل بطيئة للمعارضة الحقيقية واكتفى باحزاب ديكورية تجمل وجهه القبيح اكثر مما تعارضه العفريت الذى تربت افكاره فى ظلمات القمقم وكهوف الجبال واقبية السجون لم يراجع هذه الافكار واعتبر ان ما تعرض له من سجن وظلم بسببها كفيل باثبات صحتها وحتى ما سمى بالمراجعات تم تحت اشراف امن الدولة وما عرف بالحلول الامنية وهوما عطل مواجهة الفكرة بالفكرة خاصة فى ظل غياب قوى تقدمية حقيقية تواجه هذه الافكار وتطرح للمجتمع بدائل اخرى وهكذا اختلط الدين بالسياسة واصبح للشيوخ المنتمين للجماعات الدينية بكافة اشكالها منابر تتواصل بها مع الجماهير خمس مرات فى اليوم بعدد الصلوات الخمس واصبح انشاء المساجد والزوايا من اسهل ما يكون واعتلى المنابر هؤلاء القادمين بافكارهم المظلمة من الكهوف والسجون واقبية امن الدولة والمحملين بافكار يدعون انها قادمة من اربعة عشر قرنا من الزمان فى حين انها محملة شاءوا ام ابوا بكل ما جرى فى هذه القرون الاربعة عشر من صراعات سياسية ودينية وشاءوا ام ابوا فان النبى ( صلعم ) الذى ارسل رحمة للعالمين برىء منهم ومن افتراءاتهم فالدين الذى نزل لتحطيم الاوثان وليتمم مكارم الاخلاق لا يقبل باوثان جديدة لبشر مهما ارتدوا مسوحا دينية او تستروا خلف اقنعة قداسة زائفة ... لا قداسة لبشر ولو كان رئيسا او شيخا او اماما لمسجد
#عزة_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشيوخ من الدعوة لله للدعوة لقتل خلق الله
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|