وسام ابراهيم عنبر
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 16:33
المحور:
الادارة و الاقتصاد
قصتي مع القطارات بدأتْ حينَ سألتُ جارنا عن سبب تركهم لفنائهم الخلفي دون بناء.وروى لي وقتها قصةَ "الميترو" وقال لي أنهُ حلمٌ عراقي منذُ سبعينيات القرن الماضي –حسب روايته- وكيف أنّ هذا الميترو يجوب باطنَ الأرضِ يحملهم من مكانٍ لآخر، وكيف إشترت الدولةُ الأراضي التي تقع على مسار الميترو المفترض.
إكتشفتُ بعدها أن "الريل" هو القطارُ نفسهُ بلهجةٍ عراقية جنوبية تمتزج بموالٍ حزينٍ وصوتِ دق القهوةِ ورائحة الهيل.
بقيتُ أنتظر القطارَ العراقي الحديث حتى توقفت السكك العراقية تماماً عن نقلِ الركّاب..وأستعصى الأمرُ عن الحلّ حتى نسيته،رغم إنّهُ يعود لمخيلتي كلما سافرت لمحافظةٍ عراقية بالسيارةِ قاطعاً بضعَ مئات الكيلومترات بساعاتٍ طويلة قد يختصرها "الريل" كثيراً ويوفرُ مشقةَ وغلاء النقل الخاص ..ويحقق حلمي.ذاك الحلم الذي تحطمهُ وزارةُ النقل كلما أعلنت عن نيتها بناءَ مطارٍ جديدٍ وتجاهلها للنقلِ البريِ داخلَ العراقِ وكأنهُ موضةٌ هابطة وقديمة لا تليق بمقامنا الرفيع.
ما أثار شجون القطاراتِ في نفسي مجدداً خبرٌ من شرقِ آسيا مفادهُ أن الصينَ أطلقت قطاراً يدعى "الطلقة" تبلغُ سرعتهُ 300كيلومتر في الساعة،ويعدُ الأسرع في العالم حسب الوكالة الصينية العربية للأخبار.
مثلُ هذهِ الأخبار تطلقُ العنان لمخيلةِ محرومٍ من ترفِ النقلِ مثلي أن يتخيل نفسهُ في قطارِ الطلقةِ هذا ،ذاهباً إلى أربيلَ مثلاً،ومضيفاتٍ بوجهٍ صبوحٍ يسألنهُ إن كان يرغبُ بشايٍ آخر، ليصلَ كوردستان بساعةٍ ونصف فقط! دونَ أن يحتاجَ ليومٍ كاملٍ من الراحةِ ، ليلقي خلفهُ تعب الجلوسِ وسماجةَ سائقٍ يختارُ مطعماً في الطريقِ حسبَ مزاجهِ ، وراكبٍ بجواركَ ينامُ مطلقاً حنجرتهُ للشخير.أو قد أكونُ ذاهباً للبصرةِ فأصلَ الفيحاءَ بساعتينِ تقريباً ،دونَ المرورِ بمطباتٍ كأنها زلزال!!..يالهُ من حلمٍ لا يعكرُ صفوهُ إلّا تذكري لوزير النقل في العراق وصوتُ مظفر النوابِ يردد "لا بالمحطة رف ضوة...ولا ريل مر عالسدّة".
#وسام_ابراهيم_عنبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟