|
مقدمة كتابي الجديد : مملكة الإستبداد المقنن في سورية
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مملكة الإستبداد المقنن في سورية الإهداء : إلى جميع الشهداء ومعتقلي الرأي والضمير في السجون والمنافي إلى كل من قال لا .. لنظام القتلة واللصوص في سورية - مقدمة الطبعة الثانية منقحة ومزيدة صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في ظروف قاسية وغير طبيعية في غربتنا المريرة اجتزناها بصبر وتصميم وثقة بالنفس مستمدة من من أرض الوطن الذي يسكننا أنّى كنا في السجن الصغير أو في السجن الكبير أو في المنافي مطاردين كالهنود الحمر من قتلة الهنود الحمر ووكلائهم بالعمولة من المحيط إلى الخليج الذين داسوا الوحدة العربية بالأقدام الهمجية لحماية كراسيهم وخدمة أسيادهم صدر من الطبعة الأولى مئتي نسخة فقط وزعت مجانا على الأصدقاء والمنظمات والشخصيات المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم . تأتي الطبعة الثانية اليوم بعد عشر سنوات عجاف بفضل دار ( بافت - اّلن فست فالن ) للنشر في ألمانيا - مشكورة مع الرفاق القائمين عليها .. تأتي هذه الطبعة بعد تبدل الكثير من ملامح المجتمع البشري تبدل فيها وجه العالم نحو المزيد من العبودية والفقرالمدقع لملايين البشر بعد تمركز النظام الرأسمالي اللصوصي في قطب واحد تهيمن عليه الصهيونية العالمية . ولم تشهد فيها الأمة العربية سوى المزيد من الإذلال والقمع والتخلف والتهميش بفضل أنظمة القمع والإرهاب والتبعية والشمولية التي تزحف خلف مخطط ( سلام الإستسلام ) منذ مدريد وقبلها حتى اليوم .. وبقي الشعب الفلسطيني وحده في الساحة العربية يسطر البطولات ضد الغزاة الصهاينة دفاعا عن الأمة كلها أمام صمت الأنظمة باستثناء بيانات الشجب والإستنكار . ..كما لم تشهد المجتمعات العربية بفضل هذه الأنظمة سوى المزيد من التمزق المجتمعي في بنائها الداخلي كنتيجة حتمية للأنظمة الشمولية العشائرية والطائفية والقمع الوحشي المزمن " وأعدام العقل والرأي الاّخر وإلغاء المجتمعات المدنية وموْسساتها الشرعية واستشراء الفساد والإنهيار التام على جميع الأصعدة لقد قطعت الأنظمة الديكتاتورية الفاشية العربية مسيرة تطور المجتمعات الطبيعيبعد الستينات نحو التنمية واحترام حقوق الإنسان والديمقراطية لتحل مكانها أنظمة القمع والعشائرية والبداوة والطائفية الدينية والمذهبية وكل أمراض النظام العبودي والإقطاعي ..ولعل النظامين الديكتاتوريين : السوري والعراقي أبشع هذه الأنظمة وأكثرها وحشية وهمجية حيث اقترن فيهما التركيب السابق مع وضع الموْ سسة العسكرية جلاّدا فوق رأس المجتمع لتشكّل بنية هذين النظامين .. على أشلاء النظام الوطني الديمقراطي وأبسط حقوق الإنسان التي تطمح إليها الشعوب ... مع الأخذ بعين الإعتبار الفارق الأساس بين النظامين النظام السوري أو الأسدي خاضع خانع لمشيئة أسياده الأنكلوأمريكان ينفذ ما يطلب منه صاغرا منذ كان رأسه وزيرا للدفاع عام 1967 وتسليمه الجولان للعدو الصهيوني دون قتال حتى اليوم في عهد الوريث التعيس في الجمهوملكية الأسدية التي أشرفت على ولادتها مادلين أولبرايت بالذات بعد وفاة الطاغية مباشرة أما النظام الصدّامي في العراق باركته أمريكا وبريطانيا منذ خطواته الأولى ودعمه نظام عبد الناصر منذ اغتصابه السلطة في 8 شباط 1963 وتصفيته الدموية للقوى الوطنية الديمقراطية العراقية .. دون أن ننسى أخطاء وانحرافات تلك القوى وخصوصا الحزب الشيوعي العراقي المناضل العريق الذي أضاع فرصة تاريخية نادرة لبناء نظام وطني ديمقراطي في العراق يوم كان معظم الشارع العراقي موْيدا له .. بينما كان حزب البعث هزيلا يقتصر على مجموعة صغيرة من ( الأنتلجنسيا )القومية الشوفينية المعزولة عن الجماهير .. وبعد قفزة صدام الدموية للسلطة على أشلاء رفاقه أضحى العراق مرتهنا لأحلامه الإمبراطورية وغروره القاتل الذي اقترن بعقم الفكر القومي الشوفيني الذي وضعه ( ملهم صدّام ) السيد ميشيل عفلق الذي تقمص الفكر النازي مخلوطا مع فوضوية ( برودون ) وطوباوية ( فوريية ) ..؟ هذا الفكر الذي التزم به على الأقل من الناحية الشكلية وضعه السيدعفلق في تصادم مع الديمقراطية الليبرالية من جهة رغم البنية الرأسمالية للنظالم تحت لافتة ( الإشتراكية ) الكاذبة - ومع الإشتراكية العلمية - رغم سرقة الكثير من شعاراتها - من جهة أخرى وهنا يلتقي تماما مع النظام الأسدي لكن نظام صدّام تجوز قرينه وفق الفكر العفلقي الذي استنجد بالدين ليمزجه مع اشتراكيته المزعومة . فلم يجد أمامه سوى الفكر السلفي الرجعي ليخلطه مع الفكر الشوفيني في بوتقة الديكتاتورية الفاشية بمباركة السيد عفلق الذي لم يذكر كلمة ديمقراطية واحدة في كل موْلفاته وقال قولته الشهيرة : ( صدّام هبة البعث للعراق وهبة العراق للأمة العربية )..؟ .. هذا السراب الفكري الذي تخبط به البعث عموما وصدّام خصوصا إلى جانب ثروات وموارد العراق الضخمة التي أضحت غنيمة باردة لصدّام وعشيرته وأتباعه من ملايين المرتزقة والمشعوذين جعله يصدّق أسطورة الهبة الاّنفة الذكر ليحولهاعقم التفكير والعداء المطلق للديمقراطية والفكر العلمي إلى لافتة فريدة من نوعها علّقت في شوارع المدن العراقية تحمل الشعار أو الأسطورة التالية ( صدّام هبة السماء إلى الأرض ) وبدأ يتقمص تاريخ الفتوحات والغزو وإخضاع الاّخرين بالسيف على ظهر حصان ..وزاد في تطرفه اغتصاب الملالي للسلطة في إيران ومشروع الخميني في تصدير الثورة الإسلامية للخارج ..وانحدر أكثر فأكثر نحو تسخير الدين في تحقيق أحلامه ليصبح ( سيف الله المسلول ) في ثلاثة حروب زج بها الشعب العراقي الضحية كان يمكن تجنبها بسهولة انتهت بالكارثة الأخيرة التي دمرت كل ما بناه الإنسان في بلاد الرافدين منذ فجر الحضارة على أيدي رعاة البقر والنفط الأنكلو امريكان أو المغول الجدد الذين وعدهم صدّام بالموت والإنتحار على أبواب بغداد وهو يجز روْوسهم بشفار سيفه على صهوة جواده الأبجر ..وبإيمانه وبجانبه الجنرالات أركان حرب ( طه ياسين رمضان وعزت ابراهيم وعلي حسن المجيد وإخوته برزان ووضبان زمزبان دون أن ننسى : قصي وعدي .. ولله في خلقه شوْون ..) والنصر من عند الله ..؟ وهكذا نحر العراق ونحرت معه الأمة العربيةكلها أمام غطرسة بوش وقرينه شارون وذهبت كل قدرات الجيش العراقي وبطولاته هباء عوضا عن توظيفها لتحريرفلسطين المغتصبة ولم يكن النظام السوريالذي يتباكى الاّن على قرينه مختلفا عنه في بنائه الديكتاتوري الفردي الطائفي والعشائري مع اختلاف الواقع الإقتصلدي والإجتماعي والجغرافي بين القطرين إلى جانب اختلاف الولاءات السياسية والدينية بينهما .. ففي كلا النظامين تحوّل حزب البعث إلى جهاز مخابرات يشمل مجموعات كبيرة من محترفي القتل والتعذيب واللصوصية واغتيال أبسط حقوق الإنسان وأصبح الجيش النظامي رهينة الجيوش الخاصة المزودة بأحدث الأسلحة والإمتيازات المفتوحة لحماية الديكتاتور وحاشيته في كلا القطرين : في العراق حرس خاص وحرس جمهوري وفدائيو صدّام وفروع المخابرات في كل مكان ومثلها في سورية حرس خاص وحرس جمهوري وسرايا الصراع وقبلها سرايا الدفاع التي حلّت بعد رحيل السفّاح الصغير رفعت وقوّات خاصة وسبعة عشرا فرعا للمخابرات تستنزف ثلث موازنة وفي كلا النظامين نظام واحد لغسل أدمغة الناس منذ الطفولة لتأليه وعبادة الديكتاتور وربط الحصول على رغيف الخبز والعمل بالإنتماء القسري لحزب السلطة أو أجهزة المخابرات مباشرة سواء في حزب البعث أو أحزاب جبهة شهود الزور التابعة للمخابرات أيضا .. ورغم كل ذلك لابد من تسجيل فوارق جوهرية تكوينية كثيرة بينهما سنوجزها في القسم التالي من هذه المقدمة يتبع المحامي : جريس الهامس - لاهاي
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قمة بدون جبل .. ومهرج ديمقراطي جدا ...؟
-
أهلا بنوروز الفرح والحرية هذا العام في سورية الأسيرة ...؟
-
اليوم قيامة لبنان .. وغدا قيامة سورية _ اليوم عرس لبنان .. و
...
-
في الذكرى الأولى لمجزرة القامشلي
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ولبنان ... القائمة رقم 9
-
باقة من شهداء الحريّة في سورية ... القائمة رققم 8
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 7
-
رسالة تاريخية .. والديكتاتورية التي لاتتعظ في سورية ..؟؟؟؟
-
باقة من شهداء الحرية في سورية.. القائمة رقم 6
-
من الموْهل للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري .. ؟؟
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 5
-
باقة من شهداء الحرية في سورية ... القائمة رقم 4
-
باقة من شهداء الحرية .. في سورية رقم .. 3
-
باقة من شهداء الحرية في عهد النظام السوري .
-
باقة من شهداء الحرية في سورية
-
الخلود للشهداء ... ويبقي لبنان شامخا
-
هل أصبحت نقابة المحامين في حلب فرعا للمخابرات ...؟؟
-
تحية إلى أحرار لبنان ووحدتهم الوطنية الديمقراطية
-
خاطرة صغيرة
-
دعوة للتضامن مع الشاعرالسوري الكردي مروان عثمان وجميع معتقلي
...
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|