سيتى شنوده
الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 23:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يفجر أحمد سيف الإسلام حسن البنا - الأبن الوحيد للشيخ حسن البنا - مفاجأة من العيار الثقيل تنسف تماماً " الرواية الرسمية المعتمدة " التى روجتها جماعة الإخوان المسلمين طوال أكثر من ستين عاماً عن إتهام الملك فاروق بإغتيال مرشدها الأول ومؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا , وينفى سيف الإسلام قيام الملك فاروق بقتل والده الشيخ حسن البنا , ويقول ان الملك فاروق برئ تماماً من قتل والده , ويقول عن اغتيال حسن البنا : { .. لقد حيكت مؤامرة دولية مدعومة من الداخل ضمن مخطط استهدف الإيقاع بالملك والنحاس والبنا ..} , وقال انه سيكشف خيوط تلك المؤامرة , وانه يعكف حالياً على إعداد كتاب سيكشف فيه من قام بإغتيال والده .. ( جريدة الشروق الجديد الصادرة فى 12/2/2009 ) .
ولكن لم يوضح سيف الإسلام سبب سكوتة طوال أكثر من ستين عاماً عن قتلة والده , وعن " الرواية المعتمدة " التى روجتها جماعة الإخوان المسلمين عن الملك فاروق الذى ادعت انه هو من دبر اغتيال الشيخ حسن البنا , ولم يوضح سبب سكوته حتى اليوم عن كشف قتلة والده الذين قال من قبل انه يعرفهم جيداً ولديه المستندات التى تدينهم ( جريدة الفجر الصادرة فى 23/4/2007 العدد 98 ) ..!!؟؟؟؟؟
ومن الغريب ان يهدد سيف الإسلام الآن فقط - وبعد أكثر من ستين عاماً - بفضح قتلة والده فى كتاب , لم يظهر حتى اليوم , ولن يظهر فى المستقبل ..!!؟؟؟؟
فهل سكوت سيف الإسلام عن قتلة والده , الذين يعرفهم جيداً ولدية المستندات التى تدينهم - كما قال - هو خوف من هؤلاء القتلة وقوتهم وسطوتهم ودمويتهم ..!!؟؟؟ وهل قام هؤلاء القتلة بتهديد وإرهاب ابن حسن البنا حتى يسكت طوال هذه السنوات , ويصمت تماماً عن قتلة والده الذين يعرفهم ويملك مستندات تدينهم ..!!؟؟؟؟ وهل تم شراء سكوت سيف الإسلام لمنعه من فضح قتلة والده ونشر المستندات التى تدينهم ..!!؟؟؟؟؟؟
ومن المُلفت للنظر ان جماعة الإخوان المسلمين قد استبعدت تماماً احمد سيف الإسلام الأبن الوحيد لمؤسس الجماعة ومرشدها الأول الشيخ حسن البنا من كل المناصب والمواقع داخل الجماعة منذ مقتل والده وحتى اليوم ..!!؟؟؟
*****
وفى مفاجأة كبيرة أخرى عن مقتل الشيخ حسن البنا , نشر موقع العربية نت يوم 21/2/2008 تحقيق صحفى مع محمد نجيب القيادى السابق فى النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) لجماعة الإخوان المسلمين نفى فيه تماماً اتهام الملك فاروق وحكومته بإغتيال الشيخ حسن البنا مؤسس ومرشد جماعة الإخوان المسلمين .. وتقول العربية نت :
{ .. فجّر القيادى الإخواني محمد نجيب عضو التنظيم الخاص، وأقدم المتبقين من الرعيل الأول للإخوان، مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكد أن الملك فاروق بريء من دم البنا الذي اغتيل في نهاية أربعينات القرن الماضي.
وتناقض هذه الشهادة من قيادي كان مقربا من البنا، كل روايات الإخوان المستقرة منذ نصف قرن، على أن ملك مصر السابق فاروق وحكومته هم الذين قتلوا البنا، أو على أقل تقدير، تم قتله بتوصية من الملك شخصيا ..}
وأكد محمد نجيب أن البنا كان على علاقة جيدة جدا بالملك فاروق، وعندما سُئل عن تناقض ذلك مع كتابات الإخوان حول علاقتهم بالملك فاروق، وانهم يعتبرونه المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال، قال نجيب: {.. هذا رأيي في الملك فاروق ولدي ما يدعمه، وأعتذر لقيادات الإخوان؛ لأنني أعرف جيدا أنهم لا يتفقون معي فيه، بل وربما يثير هذا الرأي مشاكل داخل الجماعة ..}
وتابع بقوله: { .. الحقيقة لابد وأن تظهر مهما مرت السنوات، فالملك فاروق كان له دور كبير جدا مع الإخوان، ولكن للأسف الشديد لم يتكلم أحد عن حقيقة هذا الدور لأسباب مجهولة في نظري ..}
وعن رأيه في سر طمس علاقة الإخوان بالملك فاروق في كتاباتهم قال نجيب: { .. لأن الإخوان اتهموا فاروق بأنه وراء قتل البنا، فكيف يتكلمون عنه في كتاباتهم بعد ذلك. الحقيقة المؤكدة أن الملك فاروق بريء من هذا الاتهام، وبريء من دم البنا، ولم يشارك أو يسعى في قتله، وهذا لا يعرفه إلا عدد قليل جدا من قيادات الإخوان، مات معظمهم ولم يتبق منهم إلا القليلون ..}
وقال: { .. هؤلاء لا أعتقد أنهم يريدون أن يتكلموا في الأمر، أو يفتحوا لغز مقتل البنا من جديد، رغم أن كلا منهما قد مات (أي البنا وفاروق)، إلا أن حقيقة الاغتيال ستظل باقية وفاروق ـ أيضا ـ سيظل بريئا؛ لأنه بالفعل لم يقتل البنا ..} .
وهو كلام خطير ينفى تماماً " الرواية الرسمية " التى اعتمدتها جماعة الإخوان المسلمين وروجتها بإصرار طوال أكثر من ستين عاماً عن مقتل مرشد ومؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا , دون ان تقدم دليل واحد على صحة هذه الرواية التى روجتها ..!!؟؟
ومن الغريب والمُلفت للنظر ان نجيب ذكر ان ما صرح به سيثير مشاكل داخل جماعة الإخوان المسلمين .. وان الإخوان لا يريدوا ان يفتحوا" لغز" مقتل حسن البنا من جديد .. !!؟؟
ومن الغريب ايضاً ان محمد نجيب بعد ان نفى تماماً إتهام الملك فاروق وحكومته بقتل حسن البنا , لم يصرح بهوية القاتل الحقيقى للبنا , رغم ان أقواله تشير الى معرفته بالقاتل الحقيقى ..!!؟؟؟
ولكن معرفة قانون النظام الخاص (السرى ) لجماعة الإخوان المسلمين قد يوضح سبب رفض محمد نجيب - القيادى السابق فى النظام الخاص – البوح بأسم القاتل الحقيقى للشيخ حسن البنا , لأن هذا القانون يهدر دم من يفشى أسرار النظام الخاص او يفضح جرائمة , خاصة وأن أصابع الإتهام أشارت الى عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص للجماعة فى قتل حسن البنا , بعد ان أقال البنا السندى من قيادة النظام الخاص وعين مكانه سيد فايز , الذى تم قتله ايضاً بعد ذلك ..!!؟؟؟؟
*****
وفى ملف عن إغتيال الشيخ حسن البنا نشره موقع " إخوان اون لاين " يوم 11/2/2012 أورد فيه ما نشرته جريدة الأهرام فى العدد 2280 السنة 75 بتاريخ 12/2/1949 عن مقتل حسن البنا, وكتبت الأهرام فى صفحتها الأولى : { .. الإخوان المسلمين هم الذين قتلوا حسن البنا , لأنه كان ينوى إبلاغ الحكومة عن مكان الأسلحة ومحطة الإذاعة السرية ..} كما ذكرت الجريدة : { .. ومما يذكر ان وزارة الداخلية كانت قد تلقت من الشيخ حسن البنا خطاباً بعنوان " ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين " , وجه فيه اللوم الى الذين ارتكبوا الحوادث الماضية , وأشار الى حادثة محاولة نسف مكتب النائب العام قائلاً : انه وقع بعد يومين من الكتاب الذى اذاعة فى الصحف بعنوان " بيان للناس " , كما ذكر فى خطابه قوله : وكأن مرتكب حادث محاولة النسف أراد ان يتحدانى بهذا العمل .. ثم قال : ( وليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التى يبعثون بها الى كبار الرجال , لن تزيد احداً منهم إلا شعوراً بواجبه وحرصاً تاماً على ادائه , واننى لأعلن اننى منذ اليوم سأعتبر أى حادث يقع من أى فرد سبق له الإتصال بجماعة الإخوان المسلمين موجهاً الى شخصى ..) }.وتضيف جريدة الأهرام : { .. هذا وقد علمنا انه كان قد أرسل منذ أيام خطاباً آخر الى وزارة الداخلية يعلن فيه عن اعتزامه تسليم المحطة السرية والأسلحة وغير ذلك مما تحت يد الإخوان الى السلطات المختصة , وأنه على أثر ذلك تلقى خطاب تهديد بالقتل اذا اذاع أى سر من أسرار الجماعة ..}
وهى أقوال خطيرة توضح ملابسات قتل حسن البنا بعد البيان الذى أعلنه بعنوان " ليسوا إخواناً .. وليسوا مسلمين " والذى أستنكر فيه أعمال الإغتيالات والتفجيرات التى قام بها النظام الخاص لجماعته بقيادة عبد الرحمن السندى , وأستنكر ايضاً خطابات التهديد التى وصلته والتى تهدده بالقتل اذا أذاع أى سر من أسرار الجماعة أو أبلغ عن أسماء أعضاء النظام الخاص وأماكن الأسلحة ومحطة الإذاعة السرية ..
*****
وفى مذكرات الأستاذ / صلاح شادي القيادي السابق فى النظام الخاص ( التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) , والذي كان فى نفس الوقت أحد كبار ضباط الشرطة المصرية، بعنوان " صفحات من التاريخ .. حصاد العمر " ( الطبعة الثالثة عام 1987 – الناشر: دار الزهراء للإعلام العربي ) ، يتحدث
عن عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وعن شخصيته الدموية و"الانحرافات فى نفسه " و " نزعاته فى حب الظهور والرئاسة " وجنون العظمة ( البارانويا ) , واستخفافه حتى بمرشد الجماعة .. واستعدادة لقتل أى إنسان يحاول الاقتراب من موقعه فى قيادة النظام العسكري .. حتى لو كان هذا الإنسان هو زميله فى جماعة الإخوان المسلمين , أو حتى زميله فى النظام السرى العسكري نفسه ،ويتحدث صلاح شادى عن قتل عبد الرحمن السندى لزميلة ومنافسه فى النظام الخاص سيد فايز , وتفجيرة بقنبلة ناسفة هو وشقيقته الطفلة , ويقول فى ص 141 : { .. وربما أشار السبب فى مقتل سيد فايز بعد ذلك إلى حدة وخطورة هذه الانحرافات فى نفس السندى .. حين لم يطق صبرا أن يكون من بين إخوان النظام من يخالفه الرآى .. أو ينال بالنقد الجدي اسلوبه فى العمل.. أو موقعه من قيادة النظام ! } ..!! ؟؟
كما يتحدث صلاح شادي عن نفوذ وسطوة ودموية عبد الرحمن السندى , واستعداده لفعل أى شئ للحفاظ على نفوذة وسيطرته داخل جماعة الإخوان المسلمين , إلى الدرجة التي حاول فيها السندى "خلع " المرشد الثاني الأستاذ حسن الهضيبى عندما حدث خلاف بينهما ..و حتى وصل الأمر بالسندى الى قتل زميله سيد فايز ، ويقول فى ص 142 من مذكراته " حصاد العمر" :
{ .. وأيقن السندى أن الأرض التي يقف عليها لم تعد صلبه .. وأن هناك تفكيرا فى تغييره .. وتغيير غيره من قادة النظام .. وأدرك أن الفكرة التي حملها سيد فايز يحملها فى الوقت نفسه كمال القزاز ومحمد شديد وغيرهم .. وكان قد سبق طرحها عليه فلم يوافق .. فبدأ يعرض على الإخوة أعضاء مكتب إرشاد النظام فكرة خلع المرشد !! والاحتمال الغالب أنه لما لم تتحقق رغبة السندى .. هداه فكره إلى التخلص من هؤلاء الذين جرى فى ظنه أنهم يحفرون الأرض تحت قدميه !! وربما هداه هواه إلى أن إفضاء سيد فايز للمرشد بمعلوماته عن النظام " خيانة" تبيح له قتله " شرعا ".. } ..!!؟؟ وفعلا قام عبد الرحمن السندى بقتل المهندس / سيد فايز " شرعاً " يوم الخميس 20 نوفمبر 1953 ..!!؟؟؟؟؟؟؟
ويورد صلاح شادي شهادة أحد رجال التنظيم العسكري السري " الثقاة" .. وهو الأخ سيد عيد يوسف الذي يتحدث عن واقعة اغتيال عبد الرحمن السندى لزميله سيد فايز ، ويقول في ص 144 من "حصاد العمر " : { .. كنت فى السنبلاوين عندما علمت "باستشهاد" سيد فايز حين طالعت الخبر فى الصحف صباح يوم الجمعة 21 نوفمبر 1953.. فعدت إلى القاهرة وعلمت أن الحادث تم الساعة الثالثة بعد ظهر الخميس .. عندما حمل أحد الأشخاص إلى منزل المهندس / سيد فايز " هدية المولد".. وهى عبارة عن علبة حلوى بداخلها شحنه ناسفه من مادة الجلجنايت .. سلمت إلى شقيقته .. وأدعى حاملها أن أسمه كمال القزاز .. حتى إذا حضر سيد فايز بعد ذلك انفجرت المادة الناسفة فى محيط الغرفة الضيقة .. وأطاحت بحاملها .. بل بحائط الغرفة جميعه الذي هوى إلى الشارع .. } .
كما يتحدث صلاح شادي فى موضع آخر عن قتل عبد الرحمن السندى لزميله المهندس / سيد فايز ، ويقول فى ص 142 : { .. وقد روى لي الأخ علــــى صديق ، أن الأخ محمود الصباغ حاول أن يعرف سر حادث مقتل سيد فايز .. فذهب مع الشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق إلى عبد الرحمن السندى ، بعد الحادث بفترة ليست طويلة ليسألوه عن حقيقة الحادث .. وأفهموه أنهم لا ينتظرون منه إلا جواباً بالنفي أو الإثبات .. وأن ما يقدمه من شروح دون ذلك يعنى عندهم ارتكابه الحادث .. فلم يجبهم بالنفي .. فخرج الثلاثة باقتناع واضح أنه هو الذي دبر الحادث ..} ..؟؟!!
كما يتحدث صلاح شادي عن الإتهام الذى أشار وقتها الى اشتراك أحمد عادل كمـــــال – القيادي فى التنظيم العسكري السري وصديق عبد الرحمن السندى – فى قتل المهندس سيد فايز ، ويقول فى ص 146
: { .. أرسلت إلى السيد أحمد عادل كمال عند بدء تدوين حادث مقتل المرحوم سيد فايز لموافاتي بمعلومات فى هذا الحادث .. فلم يكلف نفسه بالرد }.... !!؟؟؟؟
ويعود بنا صلاح شادي إلى " حالة التمرد والعصيان " التى أعلنها عبد الرحمن السندى على المرشد الشيخ حسن البنا , ويتحدث عن قيام السندى قائد النظام الخاص – التنظيم العسكري السري للإخوان – بالتمرد على المرشد .. ويتحدث عن شعور السندى بالاستقلال – هو وقوات التنظيم العسكري المسلح – عن فضيلة المرشد، بل وعن جماعة الإخوان المسلمين كلها، ورفعه راية العصيان ورفضة تنفيذ تعليمات الشيخ حسن البنا بوقف تنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات من وراء ظهر المرشد .. وهو ما تسبب فى إضرار شديدة للمرشد شخصياً، ولجماعة الإخوان المسلمين التي كادت هذه الحوادث أن تدمرها تماما , كما ذكر الشيخ حسن البنا ..
ويتحدث صلاح شادي عن التصاعد الخطير فى حالة التمرد والعصيان التى قام بها السندى والنظام الخاص الذى يتولى قيادته ضد المرشد حسن البنا , ووصوله إلى مرحله خطيرة عقب قيام عبد الرحمن السندى باغتيال المستشار أحمد الخازندار، ويقول فى ص 92 من مذكراته " حصاد العمر " : { .. وأخذ الغضب والأسف من المرشد كل مأخذ ، وهو يقول أن هذا يعنى تدمير الجماعة التي قضى عمره فى بنائها.. وأن الرصاصات التي أطلقت على الخازندار إنما أطلقت على صدره هو .. ولم يخفف من هول الحادث ما تذرع به السندى عندما ووجه برد الفعل هذا لدى المرشد ، فإدعى أن المرشد قال فى مجلس عام : إن القاضي يستأهل القتل ..} .
كما يقول صلاح شادى فى ص 93 : { .. فأعتبر السندى أن هذه العبارة من المرشد إذناً ضمنيا على قتل الخازندار , وهذا تبرير غير معقول لحادث كهذا .. ولكن الحقيقة كانت كامنة وراء شعور السندى فى هذا الوقت باستقلاله هو – وبمن يتولى قيادتهم من الإخوان – عن سلطان الجماعة وقائدها .. الآمر الذي سهل له هذا السلوك }..!!؟؟
كما يتحدث صلاح شادي عن تحول خطير فى تفكير عبد الرحمن السندى وفى الجهاز العسكري السري وقواته التي كان يسيطر عليها سيطرة كاملة .. والتي جعلته لا يشعر فقط بالاستقلال عن المرشد والجماعة .. بل جعلته يتعامل مع المرشد على أنه " المتحدث الرسمي" باسم السندى والنظام الخاص , والذي يجب عليه أن يغطى ويبرر , أمام الجماعة وأمام الشعب والعالم كله , كل الجرائم التي يرتكبها السندى وتنظيمه العسكري السري من وراء ظهر المرشد , من قتل وإغتيالات وتفجيرات , بل يجب على المرشد ان يعمل على "تكييف الرأي العام " فى داخل الجماعة وخارجها لتقبل كل هذه الجرائم .. ؟؟!! ويقول فى ص 93 من "حصاد العمر": {.. وأصبح فهم السندى لدور المرشد هو أن يبحث له عن مخرج أمام الناس .. لترميم الصدوع التي تحدثها أمثال هذه التصرفات غير المسئولة .. وتكييف الرأي العام فى داخل الجماعة وخارجها لتقبل هذه الحوادث !! } ..!!؟؟
ثم يتحدث صلاح شادي عن قرار خطير أتخذه المرشد الشيخ حسن البنا .. وهو إزاحة عبد الرحمن السندى تماماً عن قيادة التنظيم السري وتعيين سيد فايز بدلاً منه ، بعد أن حول السندى التنظيم السرى إلى "فصيل مسلح متمرد" على المرشد وعلى جماعة الإخوان المسلمين، وبعد أن قام السندى – خلافاً لتعليمات المرشد – بتفجير محكمة استئناف القاهرة يوم 13 يناير1949 ..
ويقول الأستاذ صلاح شادى فى ص 137-138 من " حصاد العمر " : { فى يناير 1949 وبعد مقتل النقراشى بأيام , وقع حادث محكمة الإستئناف , الذى كان له اسوأ الأثر فى نفس حسن البنا , فقد وقع فى هذا الجو المضطرب من سنة 1948 , التى كانت تموج احداثها لتصيب جماعة الإخوان فى الصميم .. ويفسر لنا هذا الحادث الذى نفذ فى هذا الوقت مدى فقد الشعور بالمسئولية التى كان السندى ينظر من خلالها الى الأحداث ..} .
ويورد صلاح شادي بعد ذلك مباشره جمله خطيرة تحمل معاني كثيرة , ويقول: { ويجدر بي أن أشير هنا إلى أنه قبل هذا الحادث بأشهر قليلة، عرفني المرشد بالأخ/ السيد فايز باعتباره المسئول عن النظام الخاص .. } ..؟؟!! كما يقول فى ص 139 :{.. وفى هذا الجو الملبد بالغيوم .. وقعت حادثة محاولة نسف أوراق التحقيق بمحكمة الاستئناف .. وضبط الأخ/ شفيق أنس .. فأصدر المرشد بياناً آخر فقال فيه : إن أي عمل يصدر من أي شخص ينتمي إلى الجماعة .. يعتبر كأنه موجه إليه شخصياً ..} .
ثم يورد صلاح شادي جملة خطيرة أخرى فى معانيها ودلالاتها ، تكشف الكثير عن سر مصرع الشيخ حسن البنا بعد هذا البيان مباشرة، ويشير صلاح شادي الى اتهام السندى بقتل المرشد قبل أن ينجح فى إزاحة السندى عن قيادة التنظيم السري، ويقول فى ص 139 : { وعاجلت المرشد منيته .. فلم يستطيع أن يتم دوره الذي بدأه فى إزاحة السندى عن رئاسة النظام .. }..!! ؟؟؟
ويتبعها بجمله أخرى أوضح وأخطر من سابقتها يشير فيها أيضا إلى مسئولية السندى عن قتل المرشد ، ويقول : { .. إن المرشد حسن البنا رحمه الله ، منذ سنة 1944 كان يحاول تقليص سلطات السندى جهد الطاقة بدون مواجهه صارخة بعزلة .. فقد أراد أن يجنب الجماعة صراعاً فى داخلها لا تحمد عواقبه .. ولكنه لم يغفل عن التخطيط لازاحتة فى هدوء حين تواتيه الفرصة .. كما بدا ذلك فى تكليف محمود لبيب بمباشرة العمل مع ضباط الجيش فى الجهاز السري .. وتكليـفي بممارسة الواجبات نفسها بمعزل عن نشاط النظام الخاص }..!!؟؟
ثم يفجر الأستاذ صلاح شادي قنبلة أخرى تسببت فى أحداث خطيرة أعقبتها ، وترتب عليها اغتيال المرشد بعد ذلك , وكشفت عن فقد المرشد لثقته فى أمانة وطاعة وولاء وقدرات عبد الرحمن السندى , كما كشفت عن قرار المرشد بإزاحة السندى وتعيين سيد فايز قائداً للنظام الخاص بدلاً منه , ويقول : {.. أما بعد حادث الخازندار فقد رأى رحمة الله ، أن يحزم الآمر .. بأن يكلف شخصاً آخر .. يثق فى أمانته .. وطاعته .. وقدراته .. فى النهوض بتبعات العمل فى النظام الخاص .. "ولم يتحقق ذلك إلا قبل قتل النقراشي بأشهر" .. بما كان من أمر تعيين سيد فايز .. على ما سبق شرحة .} ..!!؟؟
وعقب قرار الشيخ حسن البنا بإزاحة عبد الرحمن السندى من قيادة التنظيم السري ، وتعيين سيد فايز بدلا منه , تم قتل الشيخ حسن البنا أمام المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين فى شارع الملكة نازلى يوم 12 فبراير 1949 ..!!؟؟
*****
وفى مذكرات الأستاذ على عشماوى القائد السابق للنظام الخاص ( التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) بعنوان " التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين" (الطبعة الثانية عام 2006) يتحدث عن قيام عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص بقتل زميله فى نفس التنظيم السرى المهندس / سيد فايز , عندما اعتقد السندى أن فايز ينافسه على قيـــــــادة التنظيم العسكري .. ويقول الأستاذ على عشماوى فى ص 25 : { .. ولما بلغ السندى أن السيد فايز قد وضع ولاءه للمرشد الجديد .. اشتاط غضباً .. وكـــان شخصيه ديكتاتورية .. لا يحب أن ينازعه احد.. أو ينافسه أحد.. وكان يقضى على جميع منافسيه حتى لا يكون على الساحة غيره .. فأرسل للسيد فايز من يقتله .. فأرسلت له علبة حلوى فى منزله .. انفجرت حين فتحها ..} ..!!؟؟
ويتحدث على عشماوى عن الخلافات وأساليب الغدر والخيانة بين قادة جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم ، ويقول فى ص 21 : { لقد حدثت من قبل محاولات عديدة للانقلاب على الأستاذ حسن البنا نفسة.. وهو مؤسس الجماعة .. } كما يتحدث عن الأسلوب العنيف "والبأس " الذى يتعامل به الإخوان مع بعضهم البعض فى التنظيم ، ويقول : {.. فهذا تاريخهم مملوء بالعلامات الواضحة التى تؤرخ للخلافات الشديدة والبأس بين الأفراد .. حتى وإن ادعوا غير ذلك .. وحاولوا الظهور بالملائكية .. فان الحقيقة تظهر دائما صارخة للعيان ... }..!!؟؟
*****
ومن الواضح مما سبق أن السندى , الذى كان يتميز بالدموية والشراسة الشديدة , كان على استعداد للقيام بأي عمل – مهما كان – فى سبيل التمسك بقيادة النظام الخاص وقواته المسلحة , هذا الموقع الذى جعله يسيطر على جماعة الإخوان المسلمين سيطرة تامة , ويصبح هو بمثابة المرشد الفعلى للجماعة .. ووصل به الأمر للتمسك بهذا المركز الى حد تفجير زميله وصديقه فى النظام الخاص المهندس سيد فايز - هو وشقيقته الطفلة – بقنبلة وضعها فى علبة " هدية المولد " , عندما وجد أنه المنافس له فى هذا المركز الخطير.. وهو نفس السبب الذى جعله يتجاهل مبدأ السمع والطاعة للمرشد –وهو مبدأ أساسى داخل الجماعة - بل ويلغى تماما دور المرشد فى قيادة الجماعة وفى قيادة التنظيم السرى.. ويعلن العصيان والتمرد على الشيخ حسن البنا مرشد ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين , بل ويضع المرشد فى موضع " المتحدث الرسمى " بأسم السندى , الواجب عليه تبرير كل جرائم السندى من القتل والإغتيالات والتفجيرات التى يقوم بها من وراء ظهر المرشد , وخلافاً لتعليماته وأوامره .
*****
ويكشف الأستاذ عبد العزيز كامل فى مذكراته " فى نهر الحياة"( الطبعة الأولى – أغسطس 2006 – المكتب المصري الحديث) عن السر وراء خفايا ماحدث - ومازال يحدث – داخل جماعة الإخوان المسلمين , ويتحدث عن تكوين جماعة الإخوان المسلمين الأقرب الى " النظام الماسونى " .. وأسلوب العمل فى داخلها .. وما أدى أليه هذا الأسلوب من مشاكل وخلافات ظهرت أثارها الخطيرة داخل الجماعة نفسها بعد ذلك , بل وصلت بقادة الجماعة إلى قتل بعضهم البعض لمجرد التمسك بالمصالح الشخصية والمناصب و المواقع فى الجماعة ..، ويقول فى ص 58 : {.. أن هذا الأسلوب كان اقرب إلى " النظام الماسونى " أو الجماعات السرية التي أفرزتها عهود التآمر ، منها إلى عهود الصفاء والنقاء الإسلامي الأول .... بل أن هذا الأسلوب كان له أفرازه الحارق .. الذي ترك ندوباً غائرة على أديم العمل الإسلامي ..} ..!!؟؟
*****
ولكن السؤال الذى يتبادر الى ذهن أى إنسان يعرف طبيعة جماعة الإخوان المسلمين الدموية فى الإنتقام من خصومها , هو لماذا لم ينتقم الإخوان من المسئولين والأشخاص الذين ادعوا انهم هم الذين قتلوا مرشدهم , خاصة وانهم انتقموا من آخرين اتهموهم بتهم اقل بكثير من تهمة قتل مرشد ومؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا الذى
كانوا يقولون عنه : " كانت حياتنا بعض من أنفاسه .. وصحونا من صحوه .. وحركتنا من خطوه " ( صلاح شادى – حصاد العمر - ص 112 ) ..فقد قتلوا المستشار احمد الخازندار لأنه أصدر حكماً بالسجن على اثنين من أعضاء الجماعة , كما قتلوا محمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر لأنه أصدر قراراً بحل الجماعة , الى جانب قتل الكثير من خصومهم وزملائهم لمجرد الإختلاف معهم فى الرأى أو المصلحة ..!!؟؟؟؟ وهل كانت الإتهامات للملك فاروق والحكومة وابراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء والبوليس السياسى والأميرلاى محمود عبد المجيد , هى للتغطية على القاتل الحقيقى للمرشد وإبعاد الأنظار عنه ..!!؟؟؟ وهل لم ينتقم الإخوان من هؤلاء لأنهم يعرفون القاتل الحقيقى ويتسترون عليه , وهو عبد الرحمن السندى قائد النظام الخاص ( ميليشيا الإغتيالات ) الذى كان يسيطر على جماعة الإخوان المسلمين بميليشياته المسلحة وخلاياها العنقودية السرية , والذى كان يعتبر هو القائد الفعلى لجماعة الإخوان المسلمين , والذى قتل الشيخ حسن البنا بعد أيام من عزله من منصبه , كما قتل سيد فايز , الذى عينه البنا بدلاً منه..!!؟؟؟؟؟؟
دكتور سيتى شنوده ( يتبع )
#سيتى_شنوده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟