أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جواد كاظم غلوم - موتى القوارب














المزيد.....

موتى القوارب


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 19:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


موتى القوارب


ما زالت الهجرة السريّة وحالات اللجوء والتسلل الى دول اوربا عن طريق شمال افريقيا وبالأخص المغرب العربي هي الشغل الشاغل للاتحاد الاوربي مع الدول المطلّة على البحر المتوسط في الشمال الافريقي
وعلى الرغم من إحكام السيطرة على الشواطئ من قبل خفر السواحل المغاربة لكن الأمر ما زال مبعثا للقلق . وتحدثنا تقارير الجمعية المغربية لحقوق الانسان عن حصول انتهاكات فظيعة تمارس ضد هؤلاء المتسللين وهم في معظمهم افارقة من دول الصحراء في شمال افريقيا وبعض العرب ، وكثيرا ما تفضح هذه الجمعية السلطات المغربية بممارسة ابشع انواع القتل والتنكيل ضد طالبي الهجرة السود المسحوقين والهاربين من الجوع والظلم في بلدانهم والعرب الفارّين من أوطانهم الجائرة وتعرض على الرأي العام شهادات حيّة ومسجّلة على شرائط فيديو لبعض من المتسللين الافارقة الذين تعرّضوا لانتهاكات عنصرية بشعة للغاية والتي تتمثّل بما يلي :
--حدوث عمليات إغراق متعمّدة للقوارب وجميعها مدبّرة من قبل خفراء السواحل المغاربة
--معظم الغرقى يقتلون في البرّ قبل ان يرمى بهم في عرض البحر
--المعاملة الوحشيّة لطالبي الهجرة وممارسة أقسى انواع العنصريّة بحقّ الملونين "السود"
--هناك جمعيات ومنظمات المجتمع المدني تتاجر بدون ايّ خجل في مآسي هؤلاء المحبطين بالتواطؤ مع السلطات المغربية لأجل نيل شيء من الفتات الذي يكرمه الاتحاد الاوربي على المغرب العربي الذي اصبح "درَكيا " مطيعا لسيده الاتحاد الاوربي
موتى القوارب هؤلاء يعيشون وضعا اقل ما يقال انه كارثي ، فما ان تطأ أقدام طالبي التسلل والهجرة أرض المغرب حتى تبدأ رحلة الخوض في العذاب بحثا عن ارض الميعاد التي ستلمّ الظامئين الى الحريّة والحالمين بالثروة بعيدا عن بلدانهم الغارقة في الظلم والفقر والجوع والمهانة ، وحالما يسترخي طالب الهجرة في احدى المقاهي طلبا للراحة يأتيك احد الوسطاء ويناجيك بصوت خافت هامس :
--أتريد الدخان أم الحريق ؟!
والحريق تعني عبور البحر سرّا الى اسبانيا
وتعجّ السواحل المغربية بمافيات الهجرة واصطياد هؤلاء المساكين المتلهفين للعبور ، وإذا كان الحظّ حليفهم ويفلتون من صائدي "الافارقة " فان غضب الطبيعة لهم بالمرصاد والويل الويل لمن تنحرف مراكبهم وتصطدم في صخور جبل طارق الهائلة خاصة اذا عرفنا ان معظم هذه المراكب متهالكة وفي النزع الاخير من الهلاك غرقا
ومن كتب الله له النجاح والنجاة وفور وصول الاكتاف المبللة الى السواحل الاوربية (والأكتاف المبللة تسمية اسبانية تطلق على المتسللين المهاجرين غير الشرعيين ) ويطلعون كالطاعون من البحر ؛ تستقبلهم الملاجئ والسجون لتبدأ رحلة مريرة اخرى في ارض قيل عنها انها ارض الميعاد وأيّ ميعاد سوى بدء حياة العذاب ثانية والمستقبل الضبابي غير المرئي وربما المظلم الكالح والبحث عن هوية جديدة وانتماء جديد وصدمات ثقافية في مجتمع يرونه غريب الأطوار يتميّز بأخلاقيات غير مألوفة للمهاجر الجديد
ومثلما يقول المثل الفرنسي : " ان ترحل يعني ان تموت قليلا " .لكن هؤلاء الراحلين سيلتقون بالموت كثيرا

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبابُنا والمنشّطات الضارّة
- الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي
- قصيدة بعنوان : قاسمٌ مشتركٌ أبكم
- ياوابور ؛ قل لي
- عيادات الدّجل والشعوذة
- لكنّما الريحُ تهاوتْ بنا
- مغامرةٌ أخيرة
- الدراما العربية إلى أين ؟؟
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ
- لو خَفّتْ أعباءُ الشاعر
- هكذا يواجهون التظاهرات
- التعايش بلا مذاق - الملح -
- قصيدةٌ بعنوان - شهقاتٌ ساخنةٌ من شراسة النار -
- مام - خوسيه - الرئيس الزاهد
- لا عوافي للطائفي
- ثلاثُ قصائد 1) أسمال بضمائر مستترة . 2) هزيمة بنكهة النصر . ...
- أتوَكأُ وأهشُّ أشعاري لأدخلَها بيت الحكمة
- مؤتمر الدفاع عن الأقليات الدينيّة
- فما ليَ إلاّ البيتُ منجىً وواحةٌ
- الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - جواد كاظم غلوم - موتى القوارب