|
سبعون وجها لها !!!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 17:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سبعون وجها لها !! اورد أحد المفسرين للتوراة في مقدمته وهو الراب ابن عزرا ، وكل هذا حسب صاحب الفضيلة غوغل ، بأن للتوراة 70 وجها ، تلقاها موسى عليه السلام ودرسها خلال فترة بقاءه لاربعين يوما على جبل الطور في سيناء ، والبعض يقول أنه درسها ايضا بسبعين لغة . وقد قدم الصحفي يارون لوندون برنامجا تلفزيونيا تحت هذا الأسم ،استضاف فيه شخصيات من مختلف الأتجاهات الفكرية ، ليبدوا رأيهم في "قضية الاسبوع " ، وهي قراءة في بعض نصوص التوراة ، يفسرها الضيف حسب ما يراه مناسبا لتوجهه الفكري او العلمي . وللتوضيح فأن لكل سبت لدى ابناء عمومتنا " قضية " يقرأنوها ويتحدثون عنها في الكنس ايام السبت ، وهي محددة سلفا ولكل سبت "قضيته " الاسبوعية . لهذا فالمتابع ولو عن بعد للديانة اليهودية يرى فيها تنوعا مذهبيا واختلافات كبيرة بين هذه المذاهب ، تصل الى حد التكفير ،فهناك من يرفضون أن تقوم المرأة بالصلاة في حائط المبكى (حائط البراق ) ، كالتوجهات المتزمتة ،الحريديم ، بينما مخالفيهم من الاتجاه الأصلاحي ،يجيزون ذلك ،بل أنهم يعتقدون بأن المرأة تستطيع أن تكون (رابي ) ، رجل دين ،تقود الصلوات المختلطة من رجال ونساء ، بينما مخالفيهم من الحرديم ، يحرمون ذلك تحريما قطعيا ، ولا يجيزون الاختلاط داخل الكنيس ، فهناك "مصلى" للنساء ، وارصفة الشوارع في احيائهم منفصلة فرصيف للنساء واخر للرجال ، والباصات كذلك فالرجال يجلسون من الأمام بينما النساء في الخلف !! وهناك "المهدويون " الذين ينتظرون قدوم المهدي وبناء دولة الشريعة ، حيث ستأتي الامم والشعوب لاعتناق اليهودية ، ويعم السلام حتى أن الذئب سيجاور الشاة ، وستتحول السيوف الى محاريث ! ويمكن الحديث في القضايا والأختلافات طويلا ، ويلفت انتباهنا ،الموقف من زواج الصغيرات ، فالمتزمتين يحبذون زواج الصغيرات، لاعتقادهم أن مكان المرأة في البيت ، حتى انهم يتداولون مقولة "وأنا اترجم " :كرامة وشرف بنت الملوك (الانثى ) في الداخل ، اي داخل بيت الزوجية وان شئتم في المطبخ وعلى فراش الزوجية !!!!! والقضايا متعددة ، لكن ما اود قوله بأن كل هذه الاتجاهات والمذاهب ، تجد سندها من التوراة وفهم نصوصها بما يتوافق مع معتقدها وممارساتها !! وتروي كتب التاريخ الاسلامي ، أن الامام علي عليه السلام ، بوابة مدينة العلم وأحد القلائل الذين عايشوا نزول القرأن ، أوصى ابن عباس حينما بعثه لمجادلة الخوارج ، اوصاه قائلا ، لا تجادلهم بالقرأن فهو حمال اوجه ، اي يحتمل تفسيرات وفهما متعددا ومختلفا احيانا . هذا ما يقوله ربيب القرأن واديب نبي القرأن . لهذا فالمتعطشون للسلطة ولسفك الدماء يحتجون بأية السيف ، والتي يعتقد بعضهم أنها نسخت ثلثي القرأن ، يتجرأون على ذلك بنفي ما نزل من القرأن في الفترة المكية ، الذي هو منسوخ حكما في رأيهم ، تستغرب كيف يتجرأون على هذا القول ، الذي يعني وببساطة ان الله قد استدرك نفسه وابطل احكاما منزلة من عنده ،لأنها كانت تمارس للتقية ، ولكن بعد الاستقواء لم تعد هناك حاجة لهذه الأيات واحكامها ! وناقل الكفر ليس بكافر كما يقول اسيادنا العلماء !! اما الذين يعتقدون أن الاسلام هو دين الحريات والعدل ومقارعة الظلم ، فيجدون في القرأن ايات كثيرة تدعم موقفهم ، كذلك انصار المساواة ، فالتكاليف الشرعية لا تفرق بين ذكر وانثى او غني وفقير ، بل أن احكام الميراث والتي اعطت للذكر مثل حظ الانثيين ، هي في الحد الادنى ومن شاء ان يساوي بينهما في الميراث فله ذلك . أما الذين يرون في الانثى وعاء لتفريغ طاقتهم الجنسية واشباع رغباتهم وشبقهم ، فسيجدون ما يدعم موقفهم من نكاح الطفلات ، اللاتي لم يحضن ، ومعارضيهم يقولون بأن الأية تحدثت عن النساء ،لهذا لا يمكن اعتبار ابنة السادسة من النساء والمقصود شيء اخر . والبيدوفيليون ، اي المعتدين جنسيا على الأطفال ،يدافعون بأستماتة عن سن عائشة اثناء دخول النبي بها ، وهو في رأيهم تسع سنوات ، رغم أن باحثا موضوعيا اثبت بأنها كانت في سن العشرين او اقل من ذلك بقليل . الانسان السوي المؤمن الذي يحترم نبيه ،سيتنفس الصعداء ويشعر بالراحة لهذا الكشف ، اما الشواذ المعتدين ، فأن هذا الكشف سيسحب من تحت ارجلهم المسوغ الديني الايديولوجي ، الذي مارسوا تحت غطائه شذوذهم وعدوانيهم الجنسية !! وهذا هو الحال في كافة القضايا ولدى كل المذاهب والفرق . فكل مذهب وفرقة تجد في القرأن او في تفسيره ما يؤيد ما تذهب اليه من فهم للدين وللاحكام والشرائع . واذا تعذر الأمر ،ففي الكم الهائل من الأحاديث ما يعوض عن اي نقص لدى تلك الفرقة او ذلك المذهب . فكتب "الصحاح " يضعها البعض في صف واحد مع القرأن ، رغم أن الكثيرين من الباحثين القدماء قد الفوا كتبا اسموها بالمستدرك او التتبع ، اوجدت عللا في هذه "الصحاح "!!!! فالأمر اولا واخيرا ، هو تطويع للنصوص لتصب في صالح النهج الذي ينتهجه اصحاب المذاهب المختلفة ، وكل يبحث عن دعم "مقدس " لما يحمله من افكار . فانصار الحرية ومقارعة الظالم المستبد ، يجدون ما يدعم موقفهم ، واتباع طاعة ولي الامر ،يجدون مبتغاهم !! ففي المحصلة ، ما يميز الكتب المقدسة ، هي قدرتها على جمع النقيضين تحت سقف واحد ، وفي رأيي هذا هو سر قوة الاديان !
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يهود....وعنصريون ؟!!!!!
-
-العاقل - يحكي ... -والمجانين- يستمعون !!
-
الرحيل (1)
-
مساواة في الفقر
-
حضارة الهدم
-
من هو اليهودي ؟
-
صراع الاديان ...والحوار
-
الكاميرا الخفية وصناعة الوهم
-
العرب...خارج الاسوار
-
التموضع في المركز
-
انتخابات محسومة سلفا -نظرة على الاحزاب الاسرائيلية
-
صراع الهويات
-
وحدة وصراع الهويات
-
أمي .. وأنا
-
اليسار الاسرائيلي 2
-
اليسار الاسرائيلي
-
خارج التداول
-
مهاجرون من العربية الى العبرية - سيد قشوع
-
الحسين بن علي واطفال غزة
-
سوناتا الوجد
المزيد.....
-
الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو
...
-
السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة
...
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|