أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فاطمة الشيدي - الرياضة والثقافة والفنون ودورها في بناء وعي عربي جديد














المزيد.....


الرياضة والثقافة والفنون ودورها في بناء وعي عربي جديد


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 17:57
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الرياضة، والثقافة بكل مكوناتها المعرفية المتعددة، والفنون بكل أنواعها من الموسيقا والتشكيل، والسينما، والمسرح؛ هي أساسيات صناعة الوعي الإنساني العميق، والروحي المتحضّر، والفكر الراقي، ولذا يجب الانتباه إليها في المرحلة القادمة من الزمن العربي المتوقف منذ زمن، للنهوض به، وبإنسانه الخامل والهامد، للخروج من بوتقته الضيقة، وكبوته التاريخية الطويلة، وتغيير حالته المعتمة أخلاقيا وإنسانيا، وفكريا وثقافيا وعلميا نحو الأجمل.
وتكمن قيمة الرياضة في كونها تأخذنا بعيدا عن الترّهات، والنميمة، والعبث، والفوضى، والتخلف، والشهوات، والانزلاقات،والسقوطات، والعنف؛ لتقربنا من إنسانيتنا، وتفتح لنا أبواب الروح والجسد، والعقل، فتجعلنا مهتمين بنا أكثر من الآخر في النظر، كما تجعلنا نحترم أجسادنا وأرواحنا، كما نحترم أجساد وأرواح الآخر. فنحن حين نمارس الرياضة؛ نبني أجسادنا وعقولنا معا، ونربي الروح الرياضية لدى الإنسان فينا، تلك الروح القائمة على السمو والقيم والرفعة، فنتعلم الصبر، والاحتمالات الكثيرة للحياة من النصر والهزيمة، كما نؤمن بنا كائنات طبيعية، فلاننظر للجسد على أنه مادة، بل هو كيان كامل من مادة وروح، فحين نركض ونمشي نتسامى فوق فكرة الجسد العضوي ليصبح كيانا بذاته يستحق الصحة والجمال، وننظر للإنسان على أنه إنسان كامل، وليس جسدا فقط. لأن هذا للأسف -أي الجسد- مرض الإنسان العربي الأكبر والأبشع.
إننا حين نمارس الرياضة نتخلص من أوهامنا وقلقنا، ورؤيتنا الناقصة للحياة، ونشحذ عقولنا بالتفكير الحر، فالرياضة، والمشي تحديدا وسيلة التفكير الحر والسوي، والتكفير عن الزمن في الجسد، إنه يبث الحياة في الحياة، ويشعل الأرواح، ويشغل الإنسان عن كل التداعيات اللأخلاقية. وهو بذلك دربة حميمة على التعالي والتحليق، وعلى الوعي والانفتاح على كل شيء، دربة على الأمل، فالرياضة تصنع تلك الروح المعنوية العالية، وتحارب الإحباط والسأم والكآبة والضجر.
ولو أن كل الذين يجلسون على المقاهي والأرصفة والشوارع يستبيحون الوقت في النميمة، ومراقبة البشر، واحتساء المضرات، ومتابعة كل عابر، خاصة النساء يمشون كل ذلك الوقت، لكانت مجتمعاتنا بخير، وأخلاقنا بخير، وأعمارنا بخير، وأحلامنا بخير .
إننا بحاجة لثقافة الرياضة لتستعيد مجتمعاتنا حياتها وحيويتها، قيمها وأخلاقها، تسامحها وإنسانها الهارب من الحياة لإدمان الصمت والحزن، والمضرات والشهوات. فتتقبل الرياضة كفعل صحي وإنساني فلا تستغرب حين تجد إنسانا يركض رجلا أو امرأة، طفلا أو عجوزا، نحتاج أن تصمم شوارعنا، ومنتزهاتنا لنركض ونمشي بحرية وحيوية.
نحتاج أن نقتنع ونقنع الجميع أن الرياضة مهمة كالأكل تماما، وربما أكثر، للصغار والكبار، بدءا من مخططي المدن، ونهاية بالمتربصين بالمشائين، وأن وجود أمكنة للمشي والرياضة قد يقلل الحاجة لعدد أكبر من الأسرة والأدوية، بمستشفياتنا، وعدد حالات مرضى الجسد والنفس، وعدد حالات الوفاة، وعدد حالات العنف الأسري، وعدد حالات التحرش، وعدد حالات الانتحار.
واليوم ومع هذا الطوفان الذي يجتاحنا ولا نستطيع أن نحدد كنهه تماما، سلبا أو إيجابا، ما أحوجنا للرياضة ولروحها للتعامل مع الآخر، لنلحق بالعالم الذي يركض منذ زمن طويل حتى قطع مسافات ضوئية بعيدا عنا، ونحن نجلس في زوايانا ننظر إليه ونتحسر، ونغتاب، ونتشهى، ونمارس كل سوء بمسميات جديدة، ونتدعي الحداثة أيضا!
تماما كما نحن بحاجة للثقافة بمكنوناتها المتعددة كالأدب والمعارف والعلوم، والفنون كالتشكيل والمسرح والموسيقا والسينما.
فالثقافة والفنون هي جسر الروح، بين ماهو ماضٍ وماهو آت، بين الماضي كتاريخ مكتوب، والمستقبل كتاريخ نشترك جميعنا في صناعته، فحين نقرأ نحن نتخلّق بشكل جديد، بشكل أجمل وأكمل، نتعالى على نقصنا، وعلى فقرنا، وعلى جوعنا، نشعر أننا أكثر قوة، وكمالا ، وجمالا وبهاء، وأن الغد لنا.
فالمعرفة قوة غالبا، قوة نستطيع التغلب بها على الفقر، وعلى القبح، وعلى التردي الأخلاقي، والقراءة العميقة والواعية والرصينة تجعلنا أكثر اتزانا وأملا ورغبة في تغيير العالم، كما تجعلنا أكثر مؤازرة وألفة ومحبة للكون والناس والحياة والغد، تجعلنا نحترم عقولنا وعقول الآخرين، نحترم العقل الذي أنتج هذا المنتج الثقافي، نتشارك معه فيما كتب، ونشارك كل قارئ في قراءاتنا المشتركة. نحن نتعلم ونعلم، ونستفيد من أوقاتنا في ما يفيد، كل قراءة هي زيادة، لاتوجد قراءة تأخذ منك، إنها تهبك الثقة والاتزان والوعي والجمال والهدوء والحكمة والصبر، والمثابرة واستغلال الوقت.
ولذا فعلينا أن نبني وعينا الجمعي القادم بالرياضة، والثقافة، لبناء أجيال جديدة تمتلك الحرية والاحترام والقوة على التغيير.



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل موتى بعيون مفتوحة
- كثافة الرمز وأفق الدلالة في سرديات أحمد الزبيدي
- -شعرية القلق- النص بوصفه مسوَّدة أولى للذاكرة
- عن الكتابة والحلم والفراغات التي لا تنتظر من يملؤها إلا بورد ...
- شرفات بحر الشمال لواسيني الأعرج : اقتراحات الشعرية، وأرشفة ا ...
- صورةٌ بشعةٌ جدا
- نزار قباني : دهشة الاكتشافات الأولى ل جسدية النص، ونصية الجس ...
- رقاع تاريخي
- النص الشعري عند ظبية خميس
- الغربال الأعمى
- رسالة إلى ابن عربي
- القفار سردا: لطالب المعمري : سينمائية الواقع حين تكتب بالحبر ...
- ذاكرة الإسفنج
- سيدةُ الحيادِ
- الصورة الشعرية بين الذاكرة والمخيال في نصوص الشاعر الإماراتي ...
- العزلة:رقية الحيوات السرية
- أرواحنا بين قيد ومقص، وتحت جلودنا رقيب
- حساسية الرؤية الشعرية المغايرة في مجموعة -نون الرعاة- للشاعر ...
- ثقافة الطفل العربي : حاجة أم ترف ؟!
- كفاءة التناص في توظيف الموروث اللغوي في النص الشعري المعاصر ...


المزيد.....




- طفل بعمر 3 سنوات يطلق النار على أخته بمسدس شبح.. والشرطة تعت ...
- مخلوق غامض.. ما قصة -بيغ فوت- ولِمَ يرتبط اسمه ببلدة أسترالي ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل اعتمدت أساليب معيبة لتحديد الأهداف ...
- خمسة صحفيين من بين القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
- كازاخستان: ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم الطائرة الأذربيجانية إلى ...
- تسونامي 2004.. عشرون عاماً على الذكرى
- إسرائيل تعلن انتهاء عملية اقتحام مدينة طولكرم بعد مقتل ثماني ...
- الولايات المتحدة.. سحب قطرات عين بعد شكاوى من تلوث فطري في ا ...
- روسيا.. تطوير -مساعد ذكي- للطبيب يكشف أمراض القلب المحتملة
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - فاطمة الشيدي - الرياضة والثقافة والفنون ودورها في بناء وعي عربي جديد