أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ميرزا حسن دنايي - لا للفيدرالية الغربية قبل حل مشكلة الاقليات في الموصل















المزيد.....

لا للفيدرالية الغربية قبل حل مشكلة الاقليات في الموصل


ميرزا حسن دنايي

الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قبل أيام تواردت تصريحات مختلفة من بعض المسؤولين، بدأت بالسيد محافظ الانبار، برغبة في تشكيل فيدرالية المنطقة الغربية والتي ستضم المحافظات الثلاث، نينوى والانبار وصلاح الدين. وذلك استنادا إلى قانون إدارة الدولة الانتقالي وإسوة بفيدرالية الجنوب. وقد برر المسؤولون مثل هذه الفيدرالية المبتغاة إلى حجة الخصوصية المتقاربة لهذه المحافظات الثلاث، واظن أن القصد من هذا الكلام هو أن يقال أن هذه المحافظات هي محافظات سنية.
ولكن الموضوع يحتاج إلى وقفة حقيقية، وتمعناً جاداً. خاصة في أمكانية ضم محافظة الموصل (نينوى) إلى أية فيدرالية ممكنة، الان أو مستقبلاً. لأن محافظة الموصل تختلف عن تكريت والرمادي، إختلافا جذريا. أجد من المؤسف أن السادة مشرعي قانون إدارة الدولة الانتقالي، قد اهملوا خصوصيتها السكانية، وكنت أنذاك قد نبهت في مقالة بهذا الخصوص. حيث كان من المفروض أن تستثنى محافظة الموصل من أية فيدرالية، على غرار بغداد وكركوك، لحين أيجاد صيغة مناسبة تضمن حقوق كافة الأطياف الدينية والقومية فيها.
ففي الوقت الذي نبارك أية خطوة أيجابية تدفع بالمجتمع العراقي إلى المزيد من الحرية واللامركزية والادارة الذاتية، الاجراءات التي تدعم فكرة الديمقراطية وكفالة الحريات، بما فيها إقامة فيدراليات أخرى في العراق. ولكننا نحتاج إلى الوقوف على الامور التالية:
أولا: محافظة نينوى تضم نسبة كبيرة من الاقليات متوزعة في المدينة والاقضية والنواحي التابعة لها، وبالتالي ليس صحيحا ان هذه المحافظة محافظة سنية أو عربية خالصة. فعدد السكان الذي يناهز المليونين والنصف، وتقل نسبة العرب السنة عن 45%، في حين أن الباقي موزع على الاقليات الاخرى وبالشكل التالي:
1. قضاء الموصل: المكون من مركز المدينة إلى جانب الاطراف منها ناحية بعشيقة. وهذا القضاء هو الخليط من جميع الاثنيات الموجودة في المحافظة والعراق. ويمكن تلخيص أن الاغلبية العربية السنية موجودة فقط في الساحل الايمن. في حين أن الساحل الايسر يضم أعداد هائلة من الكورد. إضافة إلى أن ناحية بعشيقة هي ناحية مكونة من الكورد، الايزيدية والشبك، إلى جانب المسيحيين.
2. قضاء الشيخان: التي تضم أكثر من 95% من الايزيدية، إضافة إلى أعداد من الكورد المسلمين
3. قضاء تلكيف: بأغلبية ساحقة من الكلدواشوريين وبعض القرى الايزيدية
4. قضاء الحمدانية: تتألف من الشبك والمسيحيين
5. قضاء سنجار: بحدوده الادارية قبل عام 1990، يشكل الايزيدية اكثر من 90%، إلى جانب الكورد المسلميين والعرب والمسيحيين
6. قضاء بعاج: (بحدوده الادارية قبل عام 1980) قضاء يضم العرب السنة بشكل شبه كامل مع قلة من القرى الايزيدية، التي الحقت بها خلال عهد البعث البائد.
7. قضاء حضر: من العرب السنة
8. قضاء مخمور: من الاغلبية الكوردية الساحقة، وكان القضاء تابعا لكركوك أو اربيل، وأُلحِق بالموصل في عهد صدام.
9. قضاء تلعفر: ذو أغلبية ساحقة من التركمان، ويضم هذا القضاء ناحية ربيعة ذات الاغلبية العربية السنية، وناحية زمار ذات الاغلبية الكوردية (إذا ما استرجع المهجرون الكورد أراضيهم).
10. قضاء عقرة: قضاء كوردي، الحق اداريا بعد انتفاضة 1991 بمحافظة دهوك.
11. قضاء القوش: وكان سابقا ناحية، تحولت إلى قضاء عام 2003 ، وهي تضم الايزيدية والكلدواشوريين.

ثانيا: هناك نسبة من المسلمين الكورد أو العرب او التركمان في هذه المحافظة من الشيعة وليسوا السنة. وهي أيضا نسبة كبيرة. ومن الصعب أن تتكفل فيدرالية مبنية على أساس الانتماء السني حقوق هؤلاء.
ثالثا: المعروف ومع كل الاسف، أن هذه المحافظات الثلاث، كانت في الفترة الاخيرة بؤرة الارهاب وأزلام النظام، وسوف تعتبر هذه الفيدرالية نفسها وريثة الفكر البعثي المتزاوج مع الفكر الوهابي السلفي. وهذا يشكل خطرا على جميع الاقليات الموجودة في محافظة الموصل.

هذا يعني بإختصار أن هذه المحافظة ليس فيها سوى ثلاثة أقضية ذات اغلبية عربية سنية، إلى جانب ثمانية أقضية من الاقليات. ولهذا ارى أن من واجب الدولة العراقية المقبلة أختيار أحد الامرين، لحل هذه الاشكالية قبل أن تدخل محافظة الموصل في عملية الفيدرالية:
السيناريو الاول: إما تحويل الاقضية والنواحي التي تضم الاغلبية الكوردية والمسيحية إلى محافظة مستقلة، أي سنجار، شيخان، بعشيقة، تلكيف، حمدانية، والقوش لتسمى مثلاً (محافظة نينوى)، والحاقها باقليم كوردستان. وترك القرار بشأن تلعفر للاخوة التركمان، فيما إذا كانوا يختارون البقاء ضمن اقليم سني أو ضمهم أيضا إلى هذه المحافظة الجديدة. أما الاقضية والنواحي ذات الاغلبية العربية فتبقى حاملة اسم (محافظة الموصل) وتلحق بالفيدرالية الغربية المزمع تشكيلها.

السيناريو الثاني: أو أن تبقى الموصل محافظة بحدودها الحالية، كفيدرالية مستقلة ولاتدخل في أية اتحادات مع محافظات سنية. مع ضمان أكيد وواقعي لحقوق جميع مكونات المجتمع في المحافظة وضمان تمثيلهم الصحيح والعادل في جميع مرفقات الحياة السياسية والادارية نسبة إلى تواجدهم السكاني، وليس مثل التمثيل الحالي، وأن لا تتكرر المؤامرات كالتي حصلت في قضية الانتخابات، حيث حرم الايزيدية والمسيحيين والشبك من الانتخاب. على شرط أن يكون لادارة اقليم كوردستان حق المتابعة على الاقضية ذات الاغلبية الكوردية، مثل سنجار والشيخان وبعشيقة.
وبهذا الخصوص يوجد نموذج عالمي يحتذى به في مسألة حق المتابعة وهو مثال (اقليم جنوب تيرول) الايطالي، الذي يتكون من الاغلبية السكانية الالمانية ضمن دولة ايطاليا ولدولة النمسا حق الوصاية أو المتابعة على هذا الاقليم.

أما الفكرة الحالية لبعض السياسيين في محافظات الموصل وتكريت ورمادي، لتشكيل فيدرالية غربية، فهي لن تكون عادلة للاقليات، وهي بطرحها الحالي مرفوضة جملة وتفصيلاً. لأنها لن تخدم الحريات، بل ستمنح القوى القومجية والسلفية قوة اكبر وإمكانية جديدة لصهر وتفتيت وقهر الاقليات الدينية والقومية العراقية. وهذا ما لن نستطيع، نحن المتطلعون إلى الحرية وحقوق الانسان أن نقبله.

* كاتب عراقي مقيم في المانيا



#ميرزا_حسن_دنايي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الجدل القائم بين المثقفين العراقيين حول القضية الكوردية س ...
- هل كان اغتيال الحريري المسمار الاخير في النعش السوري؟
- على هامش الانتخابات والتصويت: تساؤلات وحيرة في الوقت الضائع
- قراءة في أحداث الموصل: هكذا تحولت مدينة السلام إلى مدينة الر ...
- الحلقة الناقصة في الديمقراطية العراقية: أحزاب لم تناقش منهاج ...
- مذكرة من أجل تثبيت حقوق الاقلية الدينية للكورد الايزيديين وح ...
- مراحل التحول السايكوسوسيولوجي وتأثيرها في مستقبل العراق


المزيد.....




- روسيا تبدأ محاكمة الصحفي إيفان غيرشكوفيتش بتهمة التجسس والول ...
- نائب مصري يهاجم مدبولي: هل يعلم أن قرار إغلاق المحال سبب مزي ...
- مدفيديف: القانون الدولي يجب أن يعكس توازن مصالح كافة الدول
- أولمرت يتهم نتنياهو بالخيانة
- إردوغان يتهم نتانياهو بالتخطيط لـ -كارثة- في لبنان
- لماذا فرضت المحكمة العليا الإسرائيلية على الحريديم الخدمة ال ...
- تواصل الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة، وكتيبة جنين في الضفة ...
- واشنطن تواصل ضغوطها على إسرائيل لتجنب حرب مع حزب الله
- زيلينسكي يصادق على استحداث -قوات المسيّرات- في جيشه
- الاستخبارات التركية تعلن تحييد قيادي في -العمال الكردستاني- ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ميرزا حسن دنايي - لا للفيدرالية الغربية قبل حل مشكلة الاقليات في الموصل