أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تميم معمر - الحريّة ستستمر يا أعداء الإنسانيّة














المزيد.....

الحريّة ستستمر يا أعداء الإنسانيّة


تميم معمر

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 11:10
المحور: حقوق الانسان
    


يخافون من الحرية ويصمّون الآذان أمام حقائق التاريخ المدوية وتطور المجتمعات , بل ويختبئون خلف ستائر مظلمة , لكن حتماً ستعصف بها رياح العصر الحديث وتعريهم على حقيقتكم ، إذ لم يكن الآن فغدا. وغداً إليكم يا أعداء الحرية وكارهي ثقافة الحياة من حبل الوريد ! قطار الحرية يعلو صفيره في أرجاء الأرض قاطبة، قادراً يشق طريقه رغم العوائق والحواجز وصحاري الفكر القاحلة ، ولن يقف عاجزاً على أبواب أنظمة الاستبداد السياسي من ناحية .. والفتاوى الظلامية والحزبية التي تحلل سفك الدماء التي تغزيها شهوتكم الدموية ! ضلالكم يحول بينكم وبين معرفة إنسانية الإنسان .. فكيف لعقولكم الضيّقة وقلوبكم العنيفة – التي هي من صنع ثقافة الموت والجهل – كيف لها أن تدرك حقوق الإنسان ؟!
أنتم بمحاولاتكم اليائسة في الوقوف في وجه الحرية يا آل أبي جهل ، إنما تريدون وعن سابق تصور وتصميم حجب شعاع الشمس بالغربال . فاشلون وستفشلون حتماً وستتخبطون في مستنقع الفقر والوبال ومن اضمحلال إلى زوال ! فالحياة للأقوياء في حريتهم والضعفاء يندثرون في استبدادهم . هذا قانون طبيعي لا غبار عليه تؤكده وقائع هذا الزمان . وفقط المجتمعات المبنية على أسس الحرية والديمقراطية هي المجتمعات المتينة المتماسكة الموحدة المزدهرة المنطلقة والقوية . ولن يقف في طريق الحرية أية عوائق . وستهد أصنامكم العالية فتذروها الرياح ، ويصلح معتقداتكم الظلامية الواهية فتستنير بنور الصباح ، ويهز ثوابتكم المتهاوية عليكم ، وتغربل أفكاركم من عادات وتقاليد بالية ، ويقضي على أنظمتكم الاستبدادية الدكتاتورية المستكبرة المتعالية على حضارة العصر.
فإحدى السمات التاريخية المتأصلة في تلك الأفكار الظلامية هو الاستبداد معطوفاً على الخوف من الحرية . وكأنها البعبع الأكبر الذي سيفكك أفكاركم المفككة أصلا بسبب التسابق ، والريح التي ستعصف بأفكاركم التي تهلعون خوفاً عليها من حق الانتقاد ! والحوت الذي سيبتلعكم إلى غير رجعة ويتركهم فتاتاً على موائد الأمم المتقدمة والمزدهرة والقوية . والغريب في الأمر أن احدي أهم الأسباب التي أدت بالأمم الأخرى لكي تصبح متقدمة ومزدهرة وقوية هي الحرية والتزام مبادئ وقيم الديمقراطية . فإلى أين انتم هاربون من نور الحرية ؟!
والأجيال القادمة لن تسامحكم على جبنكم يا آل أبي جهل ! وإعلانكم الحرب الضروس على الحرية لن ولن ينفعكم فهي لن تنفك تغزوكم في عقر دياركم وتهز أسس ظلاميتكم بسلاسة الضوء العنيد، يبدد ظلام الليل الشديد ليبزغ فجر نهار جديد . محاربة الحرية وفرض نظام استبدادي بالعنف والإرهاب والقمع وخنق المجتمع وتقييده بفكر واحد هو الأرض الخصبة لولادة التطرف والجهل والتعصب، وأيضاً الأرض الخصبة للثورة على واقع ميؤوس لن يدوم ومهما استعملت للحفاظ عليه من مبررات وعمليات لف ودوران !! ومن الاستبداد يولد الفساد الذي يقود الدول والمجتمعات إلى الأفول والفناء . ومن الحرية تولد الديمقراطية التي تقود المجتمعات إلى الحضارة والرخاء.
ومن هنا فقدر الأحرار أن يكونوا مشاعلها، وإلا كيف ستستطيعون الخروج معافين من الكابوس. وإلا كيف ستنتصر الحرية على العبودية, والبسمة على العبوس، الديمقراطية على الشمولية, والعدل على الظلم، القانون على شريعة الغابة, والنور على الظلام, التسامح على الحقد, وثقافة الحياة والأمل على ثقافة الموت وسفك الدماء ! مع انه وبكل بساطة محاربة مسيرة الحرية والديمقراطية هو الدليل القاطع على الخوف والضعف والتقهقر والهزيمة وعدم الثقة بالنفس. وفقط ضعيف الشخصية ، وفاقد الإرادة ، وضيّق الصدر والخائف والمرتعب والمتكبر والمغرور والمتردد والموتور هو عديم الثقة بنفسه . وما يقال عن الإنسان يقال عن المجتمع . فمن الاستبداد السياسي إلى الفكري إلى العقائدي إلى الأبوي إلى الأخوي إلى العائلي إلى القبلي إلى العشائري إلى الاجتماعي.... الخ. إنه مستنقع من الاستبدادات لا يبرره إلا الخوف من الحرية .. ولا عجب أن من استمرارهم المرتعب من نور الحرية وباقي شلّة العميان في ملاحقة كل أصحاب الفكر الحر النيّر أو كل من يخالف الرأي أو ينتقده . بل ولا عجب أن يسكنوا أحياناً السراديب والملاجئ والحفر والأنفاق والثقوب فهذا مأوى آل أبي جهل !



#تميم_معمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبنا لا يريد
- فرصتنا الأخيرة لانجاز المصالحة الفلسطينية قبل القيام بثورة
- عناق المدائن وتعزيز الهوية والوجود
- استقرار مصر ومآزق الإخوان
- أصحاب الكلمة الحرّة
- المجلس العسكري بين مطرقة الإخوان وسنديان شباب الثورة
- صفقة تبادل الأسرى .. مكاسب سياسية وتجاوز أزمات
- مأزق المصالحة الفلسطينية .. قبل التوقيع أم بعده
- صمت فاضح ..!
- رؤية نحو انفتاح حقيقي في ضوء تعاظم الثورة التكنولوجية
- مزيد من التلاحم الإنساني ضد سرطان الارهاب ..!
- نحو النهوض بالحركات الشبابية ..!!


المزيد.....




- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تميم معمر - الحريّة ستستمر يا أعداء الإنسانيّة