أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - المالكي في المواجهة الاخيرة !














المزيد.....

المالكي في المواجهة الاخيرة !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا احسب ابدا ان رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي لا يدرك خطورة مايمر به البلد من أزمة أخيرة عصفت به بعد سلسلة التظاهرات التي أعقبت أعتقال عدد كبير من افراد حماية القيادي في القائمة العراقية ووزير المالية السيد رافع العيساوي يوم الخميس 20-12-2012، والتي تطورت بعدها هذه التظاهرات، بشكل ملفت، الى احتجاجات واعتصامات بدأت في محافظة الانبار وانتقلت بعدها الى بقية المحافظات ذات الغالبية السنية فضلاً بعض مساجد بغداد التي تشهد تجمعات في يوم الجمعة.
لم تكن التظاهرات في بدايتها تشكل أزمة أو مشكلة كبيرة بالنسبة لدائرة وعي المالكي ولا بالنسبة لحزبه وطاقم مستشاريه المقربين، اذ كان يحسبها، في ظني وقراءتي لما يفكر به، ليست اكثر من احتجاج عدد معين من الناس تابعين لسياسي ما من اجل تحقيق غرض وهدف معين حزبي او فئوي خاص شأنه ِشان ماحدث من تنديد واحتجاج بعد اعتقال حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي واصدار احكام بالاعدام عليه.
لكن الأمر جرى على نحو مغاير لما تتمناه وتشتهيه سفينة المالكي التي تسير منذ تربعه على كرسي ولايته الثانية عام 2010 وسط امواج عاتية وعواصف ضاربة حاولت بكل قوة تكسير أشرعة هذه السفينة واغراقها او على الاقل منعها من الابحار في الطريق الذي رسمتها لنفسه والذي كان مغايرا لطريق ومنهج الاخرين.
كان تطور هذه التظاهرات الى أحتجاجات وخضوعها وانتقالها من ساحة التفكير السياسي المنفرد الشبه عقلاني الى ساحات فوضى سايكولوجيا الجماهير التي لاتخضع لضوابط العقل والتفكير والموضوعية كما وضّحها على نحو مفصل المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه الشهير "سايكولوجيا الجماهير" نقول كان هذا التطور مفاجئا، وربما مباغتا، بالنسبة للمالكي الذي لم يكن يتوقع ان يتحول اعتقال بضعة اشخاص متهمين بالارهاب الى تظاهرات كبيرة تحمل مضامين وشعارات سياسية وطائفية ضد المالكي شخصيا.
تتسم هذه التظاهرات باربع سمات أصبحت من خلالها تشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للمالكي، ولولاها لما اصبحت هذه التظاهرة ذات قيمة او يكون لها تأثير في حسابات المالكي واجندته السياسية، وهي كما يلي:
السمة الاولى: عددها الكبير جدا الذي لم يكن له مثيل في واقع التظاهرات الشعبية في المحافظات ذات الغالبية السنية بعد سقوط نظام صدام عام 2003.
السمة الثانية: التنظيم الملفت للانتباه فيها الذي بدا جليا بشكل كبير في المكان والزمان والتحركات التي تتصف بها والاجراءات المتعلقة بذلك.
السمة الثالثة: الاصرار على استمرار التظاهر على الرغم من تحقيق العديد من المطالب التي رفعتها تلك الجماهير.
السمة الرابعة: استخدام الورقة الطائفية في هذه التظاهرات ورفع شعارات تزعم وجود "مظلومية" لسنة العراق.
ولذا أضحت هذه التظاهرات عقبة ومشكلة كبيرة بالنسبة للمالكي الذي بدأ فعليا بالقيام بالعديد من الخطوات التي من شأنها تحقيق بعض من مطالبها التي وصفها بنفسه انها مشروعة وتقع مسؤولية الاستجابة لها على جميع الاطراف ومن ضمنها البرلمان العراقي لا عليه فحسب باعتباره رئيس مجلس الوزراء.
بالطبع ان على السيد المالكي مهمة مضاعفة في هذا الشأن، فلا ينبغي بالنسبة له معرفة مطالب المتظاهرين التي يرفعوها خلال التظاهر، فهذا امر بسيط ومن الممكن لاي سياسي بل اي انسان ان يعرفها،بل ينبغي له، بل يجب عليه، ان يُدرك القوى المحركة لنفسية الجمهور الذي يتواجد في مكان التظاهرة لان " معرفة نفسية الجماهير تشكل المصدر الاساسي لرجل الدولة " كما يقول لوبون في ص48 من كتابه "سايكولوجيا الجماهير".
ان على المالكي ان يبحث عن اجابة السؤال الذي طرحة لوبون في كتابه اعلاه وبالضبط ص88 منه وهو سؤال "كيف يمكن التأثير على خيال الجماهير ؟ فخيال الجماهير ونفسيتها هما الجوهر الاساسي في هذه القضية، وعلى المالكي ان يُدرك ان مفتاح حل هذه الازمة يكمن في فك شفرة طلبات هذه الجماهير والتعامل معها على نحو تمتزج فيها العقلانية مع مخاطبة الخيال وادراك كنه هذه النفسية التي تتظاهر منذ اكثر من اربع اسابيع.
من وجهة نظري ان هذه الازمة هي المواجهة الاخيرة التي يدخل فيها المالكي مع خصومه، وهي مواجهة خطرة وليست سهلة كما كان غيرها من الازمات والمشكلات لانها ازمة " مجتمعية " تتعلق بمكون مجتمعي من مكونات الشعب العراقي يظن ان "مُضطهد" ويتلقى التحريض من اعداء المالكي في الداخل والخارج، بينما كانت المواجهات والازمات السابقة سياسية بامتياز تتعلق بخلاف حول تفسير نصوص الدستور العراقي او حول الصلاحيات المناطة بمنصب المالكي او خلافات داخل البرلمان العراقي او غيرها من الخلافات التي لم تتدحرج كرتها نحو المجتمع كما هو الحال في الازمة الراهنة.
وقد ظهر جليا هذا من خلال رد فعل المتظاهرين مع الحكومة، اذ ان الحكومة قد قامت بالعديد من الخطوات التي تعتبر متقدمة في سبيل معالجة الكثير من المشكلات التي طرحها المتظاهرون لا بل اعتذرت وعلى لسان، رئيس اللجنة المكلفة بالنظر بمطالب المتظاهرين الدكتور حسين الشهرستاني من كل الاخطاء الخاصة بالمعتقلين وبرغم ذلك مازالت التظاهرات على حالها ولم تهدأ لحد الان مما يعني ان القضية اكبر من كونها مجموعة طلبات يرغب المتظاهرون بتنفيذها، ولذا تتطلب عقلية من نوع خاص وبادوات جديدة تجيد التعامل معها وتسحب البساط ممن يحاولون الانتفاع منها وتحقيق مكاسب سياسية من خلال الظهور بمظهر المدافع عن الشعب العراقي.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يحرقون المصاحف !
- عمائم في خدمة السياسة !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !
- التظاهرات السنية وجدل اللامعقول والمعقول !
- لماذا اطلقتم سراح السجينات ؟
- مقالات بحثية/ الجزء السابع - معنى صورتك في الفيسبوك !
- العراق في غيبوبة بلا طالباني !
- قوة ميليشياوية او سلوك ميليشياوي !
- مقالات بحثية / الجزء السادس – النوموفوبيا !
- مقالات بحثية/ الجزء الخامس/ كم مرة تمارس الجنس ؟
- السلفيون..حرام في الاردن...حلال في سوريا !
- الازهر يسقط في حضيض الطائفية !
- إبادة عائلة عراقية !
- رجل غادر أم إمرأة خائنة !
- الامانة من حصة المجلس الاعلى !
- تناقضات أصحاب عبارة - الا رسول الله- !
- مقالات بحثية / الجزء الرابع- الفرق بين الحب والشهوة !
- وما علاقة السفارة البريطانية بالفلم المسيء ؟
- عالي نصيف..-مهلا - مع الاخوة في الكويت!
- الكذب والغش والسرقة!


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - المالكي في المواجهة الاخيرة !