|
الجالية الإخوانية و قضايا الوطن
مها الجويني
الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 20:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في كل مناسبة تؤكد الجالية الإخوانية التي حطت رحالها في تونس أيام الربيع العربي أنها لعنة على هذا الوطن و لا تنتمي إليه قط... حتى عند المآتم و الأحزان نراهم يغنون على ليلاهم و لا يسمعون أحزان الخضراء . بربكم من أي طينة خلق هؤلاء ؟ أرى الإجابة في قول النبي صلوات الله عليه : إذا لم تستحي فأفعل ما شئت .. البارحة أغتيل المحامي و الحقوقي شكري بلعيد .. مقتل إستنكره العديد فقامت المسيرات و المظاهرات و التنديدات إستمترت أمام قمع البلوليس للمتظاهرين .. إغتيال أعادنا لإغتيال فرحات حشاد على يد اليد الحمراء فترة الإستعمار . حادث جلل .. تفاعل معه الشارع التونسي و العربي و العالمي حيث ردد المتظاهرون في ميدان التحرير إسمه رافعين العلم التونسي .. وقف نواب البرلمان الاوروبي دقيقة صمت لذكراه ... رفعت صوره في جنيف و باريس و عديد المدن الأخرى ... كان يوم حزن و غضب و تعاطف مع ما تمر به تونس... و لكن الجالية الإخوانية كانت في كوكب آخر .. حيث تحدث وزير الداخلية الإسلامي عن إعتداء تعرض له شرطي أثناء المواجهات بين الامن و المتاظهرين و أصدر بيانا حول مقتل شرطي أثناء أحداث العنف عندما قامت قوات الامن بالإعتداء بالهراوة و الغاز المسيل للدموع و الضرب على من إلتحقوا بموكب جثمان شكري بلعيد .. عدم إحترام لحظات الموت و إنتهاك حقوق الإنسان لم يتطرق إليه علي لعرضي الذي لم لا يولي إهتمام للتهديدات و الاعتداءات التي يتعرض إليها أنصار الاحزاب المخالفين للنهضة نرى حكومتنا تتدخل في شؤون جاليتها أما الأخرين فلا ضرر لو هددوا أو قتلوا .. و إلى ذلك قام الجيش التونسي بتنكيس العلم إحتراما لفقيد تونس الذي لو يوارى التراب بعد .. وفي ذات السياق خطب أحد أئمة الإخوان بفتوى تحريم إقامة الصلاة على الفقيد شكري بلعيد و عدم قراءة الفاتحة له لأنه حسب الإمام كان رجلا شيوعيا يساريا كافرا .. وحرم على المسلمين الإلتفاف حوله و يضيف إمام الإخوان بأنه لا يجوز دفن شكري بلعيد في مقابر المسلمين ... و في يوم صدور فتوى تحريم دفن الحقوقي شكري بلعيد يموت طفل جراء حالة إختناق بالغازات المسيلة للدموع بمحافظة قفصة أصابته عند خروجه لمسيرات تندد بإغتيال أحد زعماء الجبهة الشعبية فهل سيحرم شيخهم دفن ذلك الطفل أم لا ؟ هذا و ترفع صفحات صقور الحركة الإسلامية شعار الإلتفاف وراء حركتهم معتبرين إياها الخلاص الأوحد و لا حل لتونس إلا بإتباعها و كأن ثورة 17 ديسمبر فجرتها بركات الإخوان أو ربما إنتفاضة الحوض المنجمي كانت بتوصيات الأب الروحي راشد الغنوشي ... وفي دعوتهم لنصرة حركتهم يحاولون إبعاد الأنظار عن مقتل شكري بلعيد ... و يضخمون من شأن رجل الأمن الذي قتل يوم أمس و ينشرون تحليلاتهم حول ما يحدث في تونس معتبرين إياه مأمرة ضدهم مؤكدين على ضرورة التسامح و التآخي ..مشددين على حب الوطن مكفرين لنا .. مقسمين على إستأصالنا ... داعمين للممارسات وزارة الداخلية .... أرى أن الجالية الإخوانية لم تفهم بعد أن الولاء للوطن أسبق من الإنتماءات الضيقة و أكبر من كل الحركات الأصولية و تلك نقطة الخلاف بينهم و بين الشهيد شكري بلعيد صاحب شعار أرض حرية كرامة وطنية . ينادي شكري بالأرض لأنه لا يعرف وطن غير تونس ... و لاينتمي لشيء سوى لتونس و عليه سالت دماؤه على أرضها ... و لأجل الخضراء لم يغادرها أيام الجمر بل إرتفع صوته فيها أيام الجمر يوم أمر الكمبرادور بن علي بحبس أنفاس كل من يعارض أو يناقش النظام ، بقي فيها شكري رغم إختناقها و ضيق الأفق فيها .. حينها تركتها الجالية الإخوانية و نامت في سبات عميق لأكثر من عشر سنوات ... ربما لأن هذه الجماعة تنتمي فقط للفكرها الإخواني و تأتمر لأوامر مرشديها و وفق منطق الإخوان فكل البلاد الله أوطانهم .. ودورهم في الحياة يختزل في لإقامة تعاليم الله و الجهاد في سبيله حسب فتاوى أمرائهم من أجل ذلك لم تعرف قلوبهم عشق الأوطان . و على ذكر الله فإن شكري بلعيد لم يكن كافرا أو ملحدا .. و لم يذكر أنه إعتدى على الإسلام أو تهجم على المسلمين .. لقد كان أول من عارض قانون مكافحة الإرهاب أيام النظام السابق الذي بموجبه تمت ملاحقة أبناء الجالية الإخوانية . إلتحق شكري بشهداء الحركة اليسارية التونسية .. نبيل بركاتي..الفاضل ساسي.. المختار اللغماني من يقول :" لا تهدر حلمي بإسم الله و بإسم الدين و بإسم القانون " .. غادرنا شكري و على دمه أقسمنا على الأرض و أقسمنا على الحرية و على كرامة الوطن .. .
#مها_الجويني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كادحة لا أكثر
-
الإعلام و المزز
-
آتاي إما
-
إلى سجين إرميل
-
بين الحب و الجنس
-
خطاب تيزرزرت
-
لا ترضي دور البديل
-
دور البديل
-
حروف الوجود
-
أنا إمرأة
-
بدون برستيج
-
في اليوم العالمي للتسامح
-
لا أعرف الصمت
-
رسالة إلى القبطية
-
أهل النفط و النزوات
-
لقاء مع ثمغارت
-
لا تنتظرني
-
ملامحي تونسية
-
المستبد ليس بالعادل
-
قتل العَامرٌية
المزيد.....
-
-أنا بخير في غزة-.. سرايا القدس تبث مقطعًا مسجلًا للمحتجزة أ
...
-
سرايا القدس تبث رسالة مصورة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهو
...
-
شاهد..رسالة من الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود لنتنياهو وترا
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود تناشد فيه نتنياهو و
...
-
شاهد.. الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى -سرايا ال
...
-
تردد قناة طيور الجنة أطفال 2025 على نايل سات وعرب سات
-
الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية التزمت بالكامل بعدم خرق الاتف
...
-
هل الولايات المتحدة جادة في رصد -مكافأة كبيرة للغاية- على رؤ
...
-
الشيخ قاسم: المقاومة الاسلامية تصدت بكل اطيافها لعدوان الاحت
...
-
الشيخ قاسم: لا ننسى مساندة الجمهورية الاسلامية ودولة العراق
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|