حرامي لاتصير من الحدود الاسلاميه لاتخاف

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 19:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم ورحمة الله:ينتقد الكثير القانون الجزائي(قانون العقوبات) في الاسلام وكل شيئ قائم في المجتمع على قاعدة الثواب والعقاب حتى على مستوى العائله الصغيره من يسيئ منهم ومن يخرق الضوابط التي وضعتها الاسره يتعرض للعقوبه وتختلف مستويات العقوبه حسب طبيعة الخرق لللوائح والانظمه التي وضعتها الاسره تبداء من الزعل عندما يكون الخرق لتلك الضوابط واللوائح بسيطا ثم تتصاعد العقوبه حسب تصاعد حدة الخرق الى الحرمان من المصروف المادي والحرمان من بعض الامتيازات وقد تصل العقوبه الى الضرب واحيانا الى الطرد من المنزل وكل المجتمعات قبل نزول الاديان السماويه وضعت قوانين جزائيه لضبط المجتمع ومنع تجاوز البعض على حقوق البعض ولاحاجة بنا لذكر الشرائع التي ارساها القانونين في تلك الحضارات ومنها شريعة اورنمو وشريعة حمورابي في الحضارات العراقيه القديمه التي قامت قبل ظهور الاديان وحتى في يومنا الحاضر في الدول ماتسمى بالعلمانيه التي ما اقتبست دساتريها من الاديان ولم تجعل الاديان مصدر لتشريعاتها نجد فيها مايسمى بالقانون الجزائي فقوانين العقوبات ماوضعت لتطال جميع ابناء المجتمع ولكن وضعت لضبط المجتمع وحفظ الحقوق وحتى يعرف كل فرد حدوده التي عليه ان لايتجاوزها وحتى لايسود قانون الغاب وحارة كل مين ايدو الو وليس الاسلام وحده الذي انفرد بتشريع القانون الجزائي وهناك الكثير من الامثال والحكم التي تجعل المواطن بعيدا عن ذالك القانون الجزائي اومايسمى بقانون العقوبات ومنها :حرامي لاتصير ومن السلطان لاتخاف, وامشي عدل يحتار عدوك فيك الى غيرها من الحكم والامثال التي لاتغيب عن بال المتابع التي وردت في الحث عن الابتعاد عن المساءله والقانون والاسلام كديانه وتشريع اولت ذالك اهتماما حالها حال كل النظم من شرائع وضعيه وسماويه سبقتها في هذا الجانب فوضعت لااتباعه قوانين جزائيه لضبط المجتمع والحفاظ على سلامته وضمان حقوق كل فرد فيه ومنع اي تجاوز يصدر من فرد منه على افراد اخرين او على المجتمع ووضعت لتلك القوانين ضوابط واستند في تنفيذها على مبدأ التوثق والتحقيق المسبق وكلفت بتنفيذ تلك القوانين بالقضاء وجعلت القضاءمستقلا بعيدا عن تأثير السلاطين واعتمد على الاخذ بعين الاعتبار الدوافع وراء الاختراق الحاصل لتلك الضوابط ولم تبيح تنفيذ تلك القوانين لعامة المسلمين بل حصرت تنفيذها بيدأولي الامر والسلطه القضائيه حصرا ومن هذه القوانين الجزائيه والتي يطلق عليها في الشريعه الاسلاميه بالحدود
حد السرقه:لايمكننا ان ننكر اونتجاهل ماتحدثه السرقه من اثر على من تقع عليه سواء كان هذا الاثر نفسي من فقدان للشعور بالامن والامان ومايرافقه من الشعور بالرعب والخوف اومادي من ضياع للمقتنيات والثروه وابخاس للجهد الذي بذل في جمعها وقد تحدث نتيجتها اضرار جسمانيه حال التعرض للسارق اذا لم نقل التعرض للقتل وخاصة في حوادث السرقه المسلحه وما يسمى بالسطو المسلح اضافة الى كون السرقه تجاوز على الممتلكات فهي تجاوز على الاعراض وانتهاك للحرمات وكثيرا مارافقت عمليات السرقه عمليات اغتصاب فهي جريمه مركبه وليست جريمعه عاديه ولااعتقد ان يشعر باضرارها وتبعاتها تلك الا من وقعت بحقه هذه الجريمه المنكره التي لاتصدر الا من انسان طفيلي اعتاد على ان يعتاش على جهود الاخرين
ورد حد السرقه في الايه الكريمه بسم الله الرحمن الرحيم:
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (المائدة :38)

ووضع لحد السرقه ضوابط لاتنفذ بحق السارق الا بتوافرها

لاينفذ حد السرقه الا على المسلم بمعنى لاتشمل هذه العقوبه غير المسلم

لاينفذ حد السرقه الا على البالغ للرشد والعاقل فلا ينفذ الحد على الطفل ولا على المجنون الفاقد للاهليه قدينفذها البعض على الاطفال ولكن هذا خروج على النهج الاسلامي
لاينفذ هذا الحد الا بالجرم المشهود او بضبط المسروقات لدى البالغ العاقل المسلم

لاينفذ حد السرقه الا بتوفر الشهود العدول شهود عيان ولايقام على الضنه

لحد السرقه نصاب وهو ربع دينار بالعمله قبل 1400 عام وليس بمقدار ربع دينا في عملتنا اليوم

لاينفذ حد السرقه الا بعد البحث في الدوافع التي دفعت بالسارق على السرقه فاذا كانت تحت الاجبار كالفقر والجوع او بالتهديد من شخص اخر على هذا الفعل فلايقام على الفاعل حد السرقه ويعفى منها بناءا على القاعده الفقهيه والتي اقرتها الايه القرآنيه بسم الله الرحمن الرحيم:فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه
والخليفه الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعتمد على الدوافع في تنفيذ حد السرقه ولم ينفذه في سارق تبين له انه ما سرق الا بدافع الجوع والحرمان والعوز المادي ودخل السارق ضمن قاعدة الاضطرار قلم يقم عليه حد السرقه



اما اذا كان السارق مترف واعتمد السرقه مهنه يعتاش منها فهذا من ينفذ فيه حد السرقه وهو قطع اليد

حد الزاني والزانيه: لايمكن لااحد حتى لوكان من دعاة حقوق الانسان ان يشعر بالرضا او الاحترام لمن ينتهك اعراض الاخرين او لمن تستهين بعذريتها او لاتكترث لعفتها ولا اعتقد ان احد يشعر بالرضا او بالفرح او الفخر عندما يعلم بخيانة زوجته له او تعرض اخته او أبنته لعلاقه جنسيه غير شرعيه مع الغير ولااعتقد ان زوجه تسعد او تفخر ان زوجها يخونها او يقيم علاقه غير شرعيه مع غيرها واذا كان كذالك فمابال جرائم الشرف تخيم على مجتمعاتنا حتى لدى غير المسلمين وحرصا على صفاء النسب وحرصا على مشاعر من تصيبهم هذه المصيبه واطفاء لجرائم الشرف اقرت عقوبة الرجم للزاني والزانيه وعقوبة الجلد مائة جلده لم يقوم بها وايضا لم يجعل الاسلام تنفيذها بيد عامة المسلمين بل اوكل تنفيذها لولي الامر اي الى رئيس الحكومه حصرا وايضا حصرابيد السلطه القضائيه

ووردت هذه العقوبه او جد الزنى في الايه بسم الله الرحمن الرحيم:
الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله
وايضا لم يترك تنفيذ العقوبه جزافا ولا على الضنه فوضع الاسلام لها ضوابط ومنها
الاعتراف فالاعتراف كما يقال سيد الادله
توافر اربعة شهود عدول بالغين عاقلين وعلى ان يكونوا رأوا الحادثه رأي العين المجرده ولا ينفذ الحد الابتوافر شهادة الشهود الاربعه
لايقام الحد على المغتصبه عنوة او الزانيه تحت التهديد بقتل اطفالها مثلا
ولايقام الحد على الزانيه بدافع الحاجه الماسه كالجوع والفقر/ولاتقام هذه الحدود على من لم يخرق الضوابط التي وضعتها الشريعه الاسلاميه,فحرامي لاتصير من الحدود الاسلاميه لاتخاف
وكما اسلفت ليس الاسلام وحده من اقر النظام الجزائي وعليه سوف اقدم بعض العقوبات الجزائيه التي وضعها الكتاب المقدس وهوالكتاب الذي يتعبد به اهل الكتاب من اتباع موسى وعيسى عليهما السلام

الكتاب المقدس سفر العدد الاصحاح الحادي والثلاثون


فالان اقتلوا كل ذكر من الاطفال و كل امراة عرفت رجلا بمضاجعة ذكر اقتلوها/ الاسلام لايقتل الطفل من الزنى

اللاويين الإصحاح 21

واذا تدنست ابنة كاهن بالزنى فقد دنست اباها ،،،،، بالنار تحرق)

: 10 و اذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني و الزانية
20: 11 و اذا اضطجع رجل مع امراة ابيه فقد كشف عورة ابيه انهما يقتلان كلاهما دمهما عليهما
20: 12 و اذا اضطجع رجل مع كنته فانهما يقتلان كلاهما قد فعلا فاحشة دمهما عليهما
20: 13 و اذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امراة فقد فعلا كلاهما رجسا انهما يقتلان دمهما عليهما
20: 14 و اذا اتخذ رجل امراة و امها فذلك رذيلة بالنار يحرقونه و اياهما لكي لا يكون رذيلة بينكم

: 18 و اذا اضطجع رجل مع امراة طامث و كشف عورتها عرى ينبوعها و كشفت هي ينبوع دمها يقطعان كلاهما من شعبهما
سفريوشع
الاصحاح الاول

: 18 كل انسان يعصى قولك و لا يسمع كلامك في كل ما تامره به يقتل انما كن متشددا و تشجع

7: 15 و يكون الماخوذ بالحرام يحرق بالنار هو و كل ما له لانه تعدى عهد الرب و لانه عمل قباحة في اسرائيل:
سفر الخروج
«مَنْ ضَرَبَ إِنْسَانًا فَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً. وَإِذَا بَغَى إِنْسَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ لِيَقْتُلَهُ بِغَدْرٍ فَمِنْ عِنْدِ مَذْبَحِي تَأْخُذُهُ لِلْمَوْتِ.
15 وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.
16 وَمَنْ سَرَقَ إِنْسَانًا وَبَاعَهُ، أَوْ وُجِدَ فِي يَدِهِ، يُقْتَلُ قَتْلاً. لايوجد في الاسلام حد قتل السارق
17 وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً.لايوجد في الاسلام حد شتم الاب والام
إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ فَاقْطَعْ يَدَهَا / لاتوجد هكذا عقوبه في الاسلام...
انجيل متى
5: 21 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم
5: 22 و اما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم/ والحكم هنا القتل

: 27 قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن
5: 28 و اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه
5: 29 فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم:وهذا حكم بقلع عين الزاني بالنظره وليس بالفعل الزنى الحقيقي ولكن كلف الفرد المسيحي بفعل هذا القلع/ولايوجد حكم في الاسلام بقتل من يزني بالنظر
5: 30 و ان كانت يدك اليمنى تعثرك فاقطعها و القها عنك لانه خير لك ان يهلك احد اعضائك و لا يلقى جسدك كله في جهنم/ هذا حكم بقطع اليد ولكن كلف بالفعل الفرد المسيحي
والغرض من هذه التقدمه لبيان انه ليس الاسلام من تفرد باقرار قانون العقوبات وليس وحده من وضع احكام عقوبة قطع الاعضاء او قتل القاتل الى غيرها من قوانين العقوبات الجزائيه وان كل تلك العقوبات لاتنال الا الخارجين على القانون و الخارجين على الضوابط واللوائح والقوانين التي تهدف لبسط الامن والامان ولكي يعم الشعور بهما المجتمع افرادا وجماعات ولرفع شبح الخوف والشعور بعدم الاستقرار ولاغايته التجني او الظلم والخلاصه حتى يبتعد الانسان عن الوقوع تحت طائلة القانون عليه الابتعاد عما يعرضه له وعليه يمكننا القول حرامي لاتصير من السلطان لاتخاف ولااعتقد ان السرقه هي من الحريات الشخصيه وليست من المدنيه ولااعتقد التجاوز على اعراض الناس من الحريات الشخصيه حتى لو وقعت بالموافقه من اطرافها فمن يقبلها لنفسه فاليرضاها لغيره فعندها تصبح كل تلك الحدود حبرا على ورق ولا حاجة للخوف منها سواءا كانت من الاسلام اومن اليهوديه او من المسيحيه اومن قوانين وضعيه

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات