|
لقطات من مسيرة المناضل و الشهيد سلام عادل
حمد عواد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 19:00
المحور:
سيرة ذاتية
سلام عادل الاسم الحركي لحسين أحمد الرضي ولد سلام عادل في النجف الاشرف في العراق عام 1922، قاد سلام عادل الحزب الشيوعي العراقي للفترة ما بين 1956 ولغاية أنقلاب شباط الأسود على يد البعثيين والقوميين ضد الثورة الوطنية التي قادها عبد الكريم قاسم في 14 تموز 1958 على النظام الملكي في العراق والتي كان للحزب الشيوعي العراقي دوراً هاما في إنجاحها، وكان لسلام عادل الدور الكبير تنظيم وتحشيد جماهير الحزب الشيوعي العراقي لجانب ثورة 14 تموز 1958. درس في بغداد حتى تخرج من دار المعلمين الابتدائية في بغداد عام 1943 وفيها بدأت علاقته بالحزب ، وعُين مدرساً في الديوانية عام 1944 ومن هناك أنضم لصفوف الحزب . و بعد أن أصبح عضواً في لجنة مدينة الديوانية للحزب و لنشاطه المميز كُشف كشيوعي من قبل أجهزة الأمن وتم فصله من العمل عام 1946 , ثم اشتغل مفتش باصات وفصل مرة أخرى من العمل لقيامه بتنظيم إضراب لجباة ومفتشي الباصات ، وعمل بعدها مدرساً في مدرسة خاصة و من ثم مدرساً في مدرسة التطبيقات وفي نهاية عام 1948 تم فصله من العمل مجدداً ، وأحترف العمل الحزبي براتب قدره ستة دنانير ، اعتقل في عام 1949 بعد إحدى المظاهرات وحُكم عليه بثلاث سنوات سجن فعلي في سجن "نقرة السلمان" تليها سنتان إقامة جبرية . خرج من السجن في بداية عام 1953, وفي اليوم الأول لوصوله للرمادي لتنفيذ حكم الإقامة الجبرية عليه لمدة سنتين هرب واختفى وقرر الحزب إرساله إلى البصرة ليصبح مسؤولاً حزبياً للمنطقة الجنوبية ، و هناك تزوج سلام من أمراه عضو في الحزب الشيوعي كان قد تعرف عليها وعلى أهلها قبل اعتقاله وكان اسمها (ثمينة ناجي يوسف), وبسرعة تم عقد القران و الزواج و أرسلا معاً للبصرة . ومن هناك أصدر بياناً باسم منطقة البصرة حول مجزرة 18/6/1953 التي راح ضحيتها عدد من اعضاء الحزب في سجن بغداد والذين كان سلام عادل يعرفهم جميعاً معرفة شخصية ، والبيان كان إعادة إشهار بأن منظمة البصرة قد عادت للنشاط بعد أن تعرضت لضربـة مؤلمة ، و هذا البيان طبعـه سلام عادل بنفسه وتعلم الطباعة فيه . و بعدها أعتقل في 19 شباط 1963م أي بعد انقلاب 8 شباط 1963م , حيث تعرض لتعذيب شديد تقشعر له الأبدان على يد الحرس القومي حيث شوّه جسده ولم يعد من السهل التعرف عليه ، فقد فقئت عيناه وكانت الدماء تنزف منهما ومن أذنيه ويتدلى اللحم من يديه المقطوعتين وكُسرت عظامه وقطعت بآلة جارحة عضلات ساقيه وأصابع يديه وقُتل معه بعد الانقلاب آلاف الرفاق الشيوعيين والديمقراطيين والعديد من قادة الحزب منهم " محمد حسين أبو العيس" و "حسن عوينة" و "جمال الحيدري" و "جورج تللو" . ومن مؤلفات الشهيد سلام عادل "البرجوازية الوطنية في العراق" ، "رد على مفاهيم برجوازية قومية وتصفوية" الذي تم تأليفه عام (1957) ، "انتفاضة 1956 ومهامنا في الظرف الراهن" في عام (1957) ، "الإصلاح الزراعي" في عام (1961) ، "وجهة نضالنا في الريف" في عام (1962). أستشهد في 6 آذار 1963 في قصر النهاية ببغداد. قتل سلام عادل في قصر النهاية على يد البعثيين والقوميين الذين أستولوا على السلطة بعد تعذيب طويل بسبب صموده على موقفه ومبدأ حتى أستشهد وباستشهاده لم يتبق من جسده شيئا لان البعثيون القوا به في محلول التيزاب الحارق. كان لسلام عادل دور مهم في لم شمل الحزب الشيوعي العراقي بسبب وجود أنشقاق آنذاك كان باسم (راية الشغيله) وكان سلام عادل وبجهده الشخصي السبب في إعاده راية الشغيله وتنظيمها إلى صف الحزب الشيوعي. في عام 1961حضر الرفيق الشهيد سلام عادل المؤتمر 22 للحزب الشيوعي السوفييتي ..وألقى كلمة هامة حول الأوضاع في العراق والمخاطر التي تهدد الجمهورية والاستقلال الوطني . كان الشهيد مهتما جدا بقضية الصحافة والنشر والكتابة حيث كان يتمتع بالقدرة والكفاءة والإمكانية على الكتابة في الصحافة وله كراريس تتناول العديد من القضايا السياسية والفكرية المختلفة ,وكانت له مساهمات متميزة في تحرير جريدة الحزب وله الكثير من الكتابات التي نشرت باسم الحزب
إذن هكذا كان الشهيد سلام عادل قائدا سياسيا جماهيريا ومنظما حزبيا وكاتبا متميزا ومهتما بالخط والرسم والشعر والرياضة والمسرح
بيان الرفيق سلام عادل صباح انقلاب 8 شباط الاسود
يقول بطاطو في الكتاب الثالث ص292: سرعان ما خط الرضي "سلام عادل" بيانا تم لصقه على الجدران عندما لم تكن الساعة تتجاوز العاشرة إلا بالقليل، كما تم توزيعه باليد وتلاه خطباء الحزب. وكانت لهجة البيان قاسية وشديدة الانفعال، وجاء فيه: " إلى السلاح! اسحقوا المؤامرة الرجعية الامبريالية! " أيها المواطنون يا جماهير شعبنا العظيم المناضل، أيها العمال والفلاحون المثقفون وكل الوطنيين والديمقراطيين الآخرين! " قامت عصابة حقيرة من الضباط الرجعيين والمتآمرين في محاولة يائسة للاستيلاء على السلطة استعدادا لإعادة بلدنا إلى قبضة الامبريالية والرجعية. وبعد أن سيطروا على محطة البث الاذاعي في (أبو غريب) وانكبوا على إنجاز غرضهم الخسيس، فإنهم يحاولون الآن تنفيذ مجزرة بحق أبناء جيشنا الشجاع. " يا جماهير شعبنا المناضل الفخور! إلى الشوارع! طهروا بلدنا من الخونة! " إلى السلاح دفاعا عن استقلال شعبنا ومكتسباته! " شكلوا لجان دفاع في كل ثكنة عسكرية وكل مؤسسة وكل حي وكل قرية... " سيلحق الشعب، بقيادة قواه الديمقراطية، الخزي والهزيمة بهذه المؤامرة الجبانة، كما فعل بمؤامرة الكيلاني والمتآمرين الآخرين. " إننا نطالب الحكومة بالسلاح! إلى الأمام إلى الشوارع! اسحقوا المؤامرة والمتآمرين"
مقتطفات من تقييم الشهيد سلام عادل لانقلاب 8 شباط الاسود يقولون بأننا (الحزب الشيوعي) حاولنا الانفراد بالثورة وحرفها. ومعروف البهتان في هذا القول. إن الحزب الشيوعي هو الوحيد الذي لم يشارك بالحكومة من بين أحزاب الجبهة، فأين الانفراد وأية شعارات نحن رفعناها خارجة عن شعارات جبهة الاتحاد الوطني، وشعارات ثورة 14 تموز؟ إن نضالنا لم يتجه إلا بالضبط لتحقيق أهداف الجبهة، أهداف الثورة المتفق عليها من قبل الجميع. ويصح هذا القول طوال نضال الحزب حتى انقلاب 8 شباط الرجعي. تمسكنا بالنضال بصورة ثابتة لتحقيق مهمات الثورة في صيانة وتعزيز الاستقلال الوطني وارسائه على أساس ديمقراطي، بما فيها الحقوق الديمقراطية للشعب الكردي، من أجل تقوية التضامن العربي ضد الاستعمار والرجعية والصهيونية، وتقوية العلاقات مع البلدان الاشتراكية وتنشيط التصنيع وحماية تطوير الاقتصاد الوطني وضد الاستعمار والشركات النفطية الاحتكارية، وضد الاقطاع والرجعية وضد الدكتاتورية.
فتى هو فاحم الشعر والشاربين في منتهى البساطة... بقميصه العمالي المتواضع، ومن خلال صفحات الجريدة المفعمة برائحة الأصباغ يتطلع إلى البعيد بثقة وشجاعة... *** انه يشبه كل الكادحين في العالم وليس صدفة هذا الشبه انك لتقرأ في ملامحه البينة البساطة والشرف والإقدام... *** من المؤلم أن يفكر المرء بان الإعدام قد أنهى حياة هذا المواطن المكافح وان لا يعرف احد أين يوارى التراب جثمان هذا الابن البار.. *** ولكن.. رغم أن البطل يضمه قبر مجهول فان ذكراه خالدة.. لا تزول ولسوف يأتي ذلك اليوم الذي تنطلق فيه الأغنيات بإسم "سلام عادل" الفتى أبدا... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للشاعر السوفييتي ص. مارشاك ترجمها عن الروسية م.ب
* * * لايزال يحمل أحد شوارع موسكو أسم الشهيد سلام عادل
#حمد_عواد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من قتل شكري بلعيد؟ 2
-
من لقطات حركات الانصار الشيوعية الخالد
-
من قتل شكري بلعيد؟
-
باشتاشان قصة و واقعة لا تنسى
-
لماذا الدين افيون لشعوب؟
-
11 سنة من الصراع و الضياع بقيادة (الاذكياء)
-
اخطاء زعيم عبد الكريم قاسم
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|