اللبس الشيطانى ..ما بين الفكر الالحادى والعلمانى .والسلفى والاخوانى

شاهر الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 17:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مائة يوم مرت منذ كتبت اخر المقالات .فى هذا الموقع الحر المتمدن..والذى تجتمع فيه كل الوان الطيف العقائدية والسياسية ..نتحاورونتجادل ..يلتزم البعض باداب الحوار مرة ويتجاوزها مرات . نتفق مرة ..ونختلف مئات المرات ..وفى اخر المطاف لا نصل الى شئ ..ويظل كل منا على موقفه ورؤيته ...وكانك يا ابو زيد ما غزيت
مائة يوم ..لم ابتعد فيها عن الحوار وشاركت فى كثير من الموضوعات بمداخلات كثيرة .وقرات مداخلات وموضوعات اكثر ..وكلها .او معظمها ان دل عللاى شئ ..فانما تدل على ان اللبس فى الفهم والمعرفة بمحمد وبالاسلام ما زالت قائمة رغم مرور اكثر من عامين على اشتراكى معكم وانضمامى لقائمة كاتبيكم
وكان لابد لى من وقفة
اين يكم الخطا بالتحديد.....؟
ولا اخفيكم سرا ...ان الاحداث التى تمر بمصر وبالوطن العربى ..عامة ...وخاصة من التيار المسمى اسلامى ..وسلوكيات ومنهج هذه التيار والذى من المفترض ان يكون معبرا تعبيرا حقيقيا عن جوهر الايمان والدين ..بسماحته وعفلانيته ومدنيته .اقول ان سلوكياتهم جعلتنى ارى القضية التى احملها بمنظور جديد ....فقد اكتشفت ان اللبس ليس عندكم وحدكم ولكن اللبس يشمل ايضا قطاع عريض جدا جدا من المسلمين انفسهم ...ولا ينبغى ابدا ان اطلق عليهم قلة او جزء يسير .من منطلق المصداقية مع النفس
مهما كانوا سياسين او قادة او محكومين او بسطاء .
.الكل ..الكل بلا استثناء الا فى القليل النادر ملبوس عليهم معنى الايمان والدين مثلكم تماما..بل ان خطر هذا اللبس على الانسانية اخطر بكثير من الباس المعنى عليكم ..فانتم مهما كان لا ينالنا منكم الا اذى قولى بالكلمات او السخرية او الاستهزاء ...سواء لنا او لرمونا الدينية ...اما لبسهم هم فانه ينتج عنه اثار مدمرة للامة وللانسانية .بل للايمان والدين ذاته ...لبسهم هم ..ينتج عنه دمار .وعداء ..وانعكاس حضارى وفكرى رهيب .من شانه ان يزيد من حالة الحنق والغضب والكراهية وحالة الاسلامفوبيا فى العالم اجمع
هذه حقيقة
اعترف واقر بها
فبنفس القوة واليقين الذى رفضت به الالحاد والكفر وكل عقيدة تخالف عقيدة الاسلام .وتشريعاته وشعائره ....فانى ايضا ارفض وبشكل اشد .كل افكار .وسلوكيات وتوجهات ما يسمى بالتيار السياسى الاسلامى ..مهما كانت مسمياتهم .ومهما كانت قراتهم وفهمهم .للحقيقة المحمدية والرسالة الربانية الانسانية التى اراد من خلالها ان يعم الامن والسلام ربوع الارض ومشارقها ومغاربها على مر الزمان

من اين اتى هذا اللبس ..؟
ويعنى ايه مصطلح( لبس) من اساسه؟؟؟
وهل المقصود به لبس الجان بالانسان وجسده كما يروغ المشعوذون والدجالون .من اجل ابتزاز الجهلاء والبسطاء ام ان له معنى مغاير؟؟
ارجو من السادة الافاضل والاصدقاء .ان ننحى جانبا الان الجانب الايمانى بوجود الجن او الشيطان او عالم الغيبيات كله ...الان...واسمعو لما اقوله ليس على سبيل انها تقريرات كما يسميها صديقى اللدود سامى لبيب .....ولا على اساس انها تبريرات ..او حتى تفسيرات ...كما يظن البعض او انها خزعبلات وخرافات كما يحلو للكثيرين هنا ان يطلقوا عليها ...ولكن اسمعو لى على انها شرح ...بيان وجهة نظر ..ولو على سبيل ان ما اقوله فكرة مجرد فكرة او تصور او تخيل ....حتى نبتعد عن الدخول فى مهاترات لن نصل بعدها الى شئ
فما ابنغيه بالفعل ليس الدفاع عن القران ومحمد والاسلام فحسب ...ولكن ما ابتغيه اهم من هذا واقدس ..ما ابتغيه هو سلامة وامان ورقى .انسان هذا الزمان ...فى اى مكان ..ايا كان..فحياة الانسان .هى اقدس ما فى الوجود بعد قدسية المولى سبحانه وتعالى...حياة الانسان التى اصبحت فى وطنى للاسف الشديد وفى كثير من بلاد المسلمين تهدر وتراق وتعدم كما الصراصير وبيد من يقولون انهم مؤمنين ومسلمين وغيورين على الدين ..والدين منهم برااااااء

اللبس هو احد الاساليب التى يلجأ اليها كائن ...يكره الانسان ....كرها ابديا بغض النظر عن جنسيته او هويته ا عقيدته ..هويكره الانسان فى حد ذاته...واعفونى من الخوض الان فى اسابا هذه الكراهية والتى اعتقد ان الجميع يعرفها هنا ..
هذا الكائن غاية امله ان يجد كل انسان فاشل فى حياته ..يائس من رحمة الله ...ولو نجح فى دفعه للانتحار ورفض الحياة .فقد بلغ اقصى امانيه وقمة نجاحاته ..
دايما عايزك دايما..ازيد من اللازم ...مش مهم .فى ايه ..المهم انك تكون متطرف .بعيد عن الوسطية بعيدا عن الحق والحقيقة ..عايش فى زمن غير زمنك اما مهموم بمستقبل او حزين على ماض او عايش تحلم احلام يقظة لا تستيقظ منها ابدا الا وانت فى القبر
..لاغى عقلك ...ليس لك هدف واضح فى الحياة.. واسلوبه فى ها هو الاستهزاء ..واللامبالاة .بكل شئ بما فيها حياتك وروحك وحياة وارواح الاخرين

اساليبه
التشكيك...اللبس ....المس ...الهمز .اللمز ..الوسوسة ..الخلط ..التخبط .واقواها على الاطلاق ...الحضور.وغايته كما قلت ان يوقع بينك وبين نفسك او احبابك واهلك وبينك وبين ربك ..وبينك وبين كل ما فى الكون ..وبالذت من كان موحدا بالله .عابدا له ..كرها او طوعا
لا يامرك هذا الكائن بالمعصية ويحليها فى عينيك ويزينها لك..فحسب ...
بل انه قد يامرك بخير ...ولكن ليضيع عليك خيرا افضل منه ...وحتى اذا نجحت وبلغت القمة فى مجالك او مقامك .فانه لا يهدأ له بال حتى ينزلك عنها ..ويعود بك الى نقطة الصفر او حتى تحتها ان استطاع .لتستقر فى وادى الحيرة والحسرة ...وتتخذها مستقرا ...وساءت مستقرا
كل حياتك تتلخبط وتنعكس ...تفعل ما لا يجب ان تفعله ..وتعجل بما يجب ان تؤجله ..تكره من يجب عليك ان تحبه ..وتحب من يجب عليك ان تكرهه ...وهكذا فى كل شئ فى الحياة

يعكس لك المعانى ...الطيبة ضعف ..او العكس ...الشجاعة تهور او العكس ..الصراحة وقاحة او العكس ..العزة غرور او العكس ..وهكذا فى كل المعانى والاحاسيس
لو طبقنا هذا الكلام على اى انسان ..ستجده صحيح ...سموه علم نفس ....سموه لبس ...سموه غيبيات .سموه اى شئ ...يهمنى المضمون ... والفكر اته والرؤية ..
لا يمكن التغلب على كل ها الا من خلال ..الوعى والحضور والعقل ...بالنسبة لاى انسان ...ويضاف الى هذه الوسائل للمؤمنين ذكر الله ...واليقين به .وايمانه باليوم الاخر

هذا بالضبط ما فعله هذا الكائن مع الجميع
جميع البشر
مؤمنين من كل دين وملحدين ووثنيين .ولادينين..
ولكن لكل طائفة اسلوب ومنهجح يختلف عن اسلوبه مع الاخر ..وحسب درجة ومقام من يخدعه ..ويغرر به
ومن هذا المنطلق فقداتسعت المهمة ...واصبح الهدف اكبر واوسع واشمل ....ومن هذا المنطلق .رايت ان اغير فى المنهج والاسلوب ..وان اتحول من مدافع ..ليس الى مهاجم ..ولكن الى شارح ....لا مفسر ولا مبرر .ولا مقرر ..ولكن تدبر ....
وسأبدأ فى المقال القادم باذن الله بتناول قصص الانبياء وقصص السيرة او الاحداث المتعلقة بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم ..كالاسراء والمعارج والهجرة .وخلافه ...لنعرف سويا كيف نقراها ونفهمها بعيدا عن الغيبيات والمعجزات ..بل عن كتب التراث ذاتها احيانا كثيرة ...لن نتناولها الا على سبيل الاستئناس ...او الاقتباس الذى لا نعول عليه ذاته .ولكن سيكون تعولنا على العقل والمنطق فى فهم الحدث وليس فى تصور امكانية حدوثه ا و عدم حدوثه...تعالو نفترض اننا الان فى عصرنا هذا .سنبدأ من جديد ...من نقطة الصفر ونتحاور انسان لانسان .بالعقل والمنطق
.ودون شروط مسبقة ..ليتعتبر كل واحد مننا انه مولود جديد خالص ..صفحة بيضاء ..لا يجمعنا سوى الحاضر والارض والعقل ....فقط الاتفاق على تعريفات محددة ومعانى مؤكدة للاصطلاحات .والمعارف الانسانية ..فى عصرنا هذا ..واكرر... الان

سيكون لنا مبدئيا مقال اسبوعى..اتناول فيه فصة من قصص الانبياء او حدث من احداث السيرة نتدبرها ونستخلص منها الدروس والعبر التى تنفعنا ..الان ....الان ....راجايا من المولى سبحانه اويوفقنا جميعا الى ما فيه خير البلاد والعباد..وان ينير بصائرنا جميعا .لنلزم طريق الله ...سبيل الله . الا وهو...الحق ...الخير ...الجمال ..لكل بنى الانسان فى كل زمان ومكان
السلام عليكم

#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات