|
رئيسكم يصلي
أوزوريس المصري
الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 16:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سمعت بالأمس عن طريق الصدفة مداخلة على قناة الحياة المصرية، للعلامة محمود شعبان، الشهير بهاتولي راجل ، يتبرأ فيها كغيره من الإسلاميين من تصريحاته السابقة وفتواه بتكفير وقتل أعضاء جبهة الإنقاذ ولاسيما القامتان الأساسيتان بالجبهة الدكتور محمد البرادعي والمعارض السياسي البارز حمدين صباحي، بحجة خروج الجبهة على البيعة والحاكم بأمر الله محمد بن مرسي العياط، على الرغم من وضوح تصريحاته والتي قال فيها أن حكم الدين على جبهة الإنقاذ التي تريد الكرسي وتريد إحراق مصر على حد تعبيره هو القتل، وقال نصا حكمهم في شرع الله هو القتل كما قال النبي محمد في صحيح مسلم وفي سنن الترمذي وعند احمد وقال الشيخ شعبان على قناة الحياة أنه كان يوضح أمرا قد ينطبق وقد لا ينطبق على جبهة الإنقاذ ذكر في صحيح مسلم، وذكر ان البيان في هذا الشأن مردوه لعلماء الدين، وليس له أو لغيره من العلماء منفردا أن يصدر مثل تلك الفتوى، كما أن ولي الأمر هو المخول وحده دون غيره من تطبيق هذا الحد، وأنكر تماما أن تصريحاته التي قلبت الدنيا رأسا على عقب، أن يكون قد أصدر تلك الفتوى او حرض على قتل رموز المعارضة. وبالرغم من خطورة تصريحاته في المرتين سواء بتصريحه عن حكم الشرع أو نفيه بعد ذلك تلك التصريحات جملة وتفصيلا بحجة اجتزائها من سياقها، لينضم بذلك للقائمة الطويلة لبعض رجال الدين الكاذبين الداعرين المتقلبين الذين يكذبون كما يتنفسون كما وصفهم الكاتب المصري إبراهيم عيسى؛ فإن ذلك لا يعنيني ولا يشغل لي بالا على الإطلاق. ولكن ما أثار دهشتي حقا هو تعقيبه على سؤال مقدمة البرنامج لبنى عسل والتي تساءلت عن الفرق بين معارضة مرسي ومعارضة مبارك قبل الثورة، وكأنها كانت تحاول أن تقنعه بأن الحاصل من معارضة سواء لمرسي أو مبارك ماهو إلا سلوك سياسي متبع ومتعارف عليه في كل الدول الديمقراطية وأن عصر البيعة قد ولى، وإذا بالشيخ الجسور يفتيها بأن معارضة مبارك كانت معارضة لنظام ورئيس ظالم مجرم سارق لثروات الشعب، أما الرئيس مرسي فهو مختلف عن مبارك، فهو رئيس تقي ورع يتقي الله ويصلي بل ويؤم الناس في الصلاة، وأنه لا مجال للمقانة بين رئيس ظالم دكتاتور ورئيس يصلي. وهنا يطرح سؤالا بديهيا نفسه، ومن قال لك يا شعبولا أن التقوى والصلاح والصلاة هي المعيار الرئيسي للحكم؟ وإذا كان هذا هو المعيار فلماذا لم نختار شيخ الأزهر رئيسا لمصر ، فهو شيخ ﻷكبر مؤسسة دينية في مصر بل وفي الدول الإسلامية كلها، ومن البديهي أن يكون عالما تقيا مصلي. ولكن مالا تعلمه يا شيخ شعبولا أن شيخ الأزهر لايتم اختياره طبقا لتقواه، بل يتم اختياره لعلمه وكفاءته. ولو كان الأمر كما تدعي أن الصلاة هي المعيار، فما قولك في تقدم أمريكا ودول أوروبا الكافرة الفاجرة الفاسقة؟. ما تغسيرك لتلك النهضة المستعرة التي اجتاحت اليابان الكافرة وتجتاح الصين البوذية ثاني أكبر الإقتصاديات العالمية والدائن الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية؟. ما هو تحليلك الديني والخزعبلاوي الهرتلاوي لقفزة كوريا الجنوبية الصناعية والإقتصادية والتي كانت تعاني من الإفلاس قبل أقل من خمس عشرة عاما؟ المعيار الحقيقي يا شيخنا الغير جليل هو الكفاءة وحسن معاجة الأمور ووضوح الرؤية وبرنامج إنتخابي واضح يبدأ المرشح الرئاسي في تنفيذه فور إعلان فوزه مباشرة دون تأجيل. ولقد أثبت رئيسك التقي الورع المصلي وجماعته من خلفه فشلهم في كل ماسبق؛ فلا كفاءة ولا حسن تعامل مع الازمات ولا رؤية ولا برنامج ولا شيء على الإطلاق، غير فشل يخلف فشلا يليه قتل يتبعه سحل يسبقه إمتهان لكل المعاني والقيم الإنسانية النبيلة. بل تجاوز الأمر ذلك إلى الكذب والإنكار والتضليل والحنث بالعهد، وتلك جرائم أخطر في رأيي من القتل والسحل، فالقائد الذي يكذب على شعبه ويخدعهم مرة واحدة وليس مرارا وتكرارا هو قائد غير مؤتمن، بل هو غشاش ومضلل. أخيرا وليس آخرا إقولها لك وﻷمثالك من المرضى، مكانك ليس منابر العلم ولا شاشات الفضائيات، مكانك الحقيقي هو مستشفى الأمراض النفسية والعصبية ﻹعادة تأهيلك من جديد، ونزع تلك الأفكار الراديكالية القبلية المتعفنة، وغرس بدلا منها قيما إنسانية نبيلة تحترم كرامة الإنسان وتحول دون تخلفه.
#أوزوريس_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|