محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)
الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 18:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القتل أقدم جريمة في التاريخ لازال عبدة الشيطان يقترفونها الى الآن وهم يرتدون ثياب أصحاب أقدم مهنة في التاريخ من قبل الداعرين المتاجرين بالمقدسات , جريمة يندى لها الجبين وتنحدر بالأنسان الى كهوف الهمجيّة لتنهار أمامها كل القيم الأخلاقية , في أبشع فعل همجي عاصرته البشرية يسمونه توظيف الأغتيال السياسي والتصفيّة الجسدية لكبت الحقيقة و منع أيصال الصوت
الضحية هذه المرة معارض أسمه ( شكري بلعيد ) من تونس لم يطلق رصاصه ولايعرف غير الحكمة و قول الحق , جريمته أنه تكلم بصدق فأستحق الخلود كما (هادي المهدي من العراق ) و (خالد سعيد من مصر ) و العدد كبير لكن أسمائهم خالدة ترد في شريط يختصر روائع الحياة البشرية تنساب لتسلب كل التقدير حينما تذكر الحريّة وتنتخي بها الأنسانية وتطمئن الجميع بأن العالم بألف خير نشعر بأرواحهم ترفرف حولنا فقد أكتسبت صفة الملائكية نتنفسها مع الشهيق والزفير لتبقى في وجداننا الى نهاية المصير
فهل ننسى أول شهداء الرأي في التاريخ (سقراط و من بعده غاليلو في اليونان القديم ) و (الحلاج والمقفع وأبن مروة في بلاد العرب ) و ( فرج فوده في لبنان ) و (ناجي العلي من فلسطين) و(علي شريعتي من أيران) ومعهم الكثير أراها جميعها تحلق بين الأحداق وتعرض أفكارهم النبيلة لنلتهمها فهي زوادتنا في وحشة يسمونها حياة
حين يبزغ أسم شهيد حر يتبادر للأذهان أمرين :
الأول : أن هنالك فئة باغيّة لازالت موجودة في كل مكان تعيث فسادا" في الأرض وتمتهن القتل بأبشع صوره فهي جاهلة لاتجيد سواه تمارسه على طريقة الجبناء بالغدر وتحت جنح الظلام ورثوه عن سلالتهم من الخفافيش و الغربان تراهم مرتعبين من أنسان لايحمل سلاحا" غير الكلمة والرأي وقلم مرهق على وشك النضوب , فهنا نحتاج وقفة تصطف بها كل الأنسانيه لتواجه هؤلاء فهم يمتطون المقدسات و يبررون لأنفسهم حق الأجرام والقتل فأين العالم من هؤلاء وهل تنهار الحياة بثلة من الدعاة المجرمين الكاذبين
الثاني : أن للحريّة ثمنا" يدفعه أناس صادقين لم يوقفهم التهديد والوعيد رغم أن عدوهم مارد يتفنن في التدمير مكون من عبيد الشيطان و أباطرة الشر لايتورعون عن القتل والتسقيط بشتى السبل فهم جهلاء ولايملكون من الأخلاق والحكمة شيء وأهدافهم دنيئة مابين خطف السلطة و النهب والقتل , فمن أراد الحريّة عليه أن يجهز نفسه لدفع الثمن والجائزة لاتقدر بثمن وهي الأبديّة و الخلود .
كوكب جديد يتسامق نحو السماء أسمه شكري بلعيد شتت الصمت والخنوع وبدد مركب الذل جعل الشعوب المضطهدة الغارقة في الألم والفقر تبتسم جميعها من القلب وتتفتح الآمال لتبرز مشاريعا" جديدة ترفد مشروع الأحرار الصادقين فالأمل كبير ببزوغ فجر الحريّة والغد الجميل مادام هنالك أحرار , مؤكد سينحسر الظلام ليزدهر كوكب الأرض و يحتفل الكون .
#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)
Mohsen_Aljanaby#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟