أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - إدريس ولد القابلة - إشكالية النفايات الطبية أو الاستشفائية














المزيد.....

إشكالية النفايات الطبية أو الاستشفائية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:58
المحور: الطب , والعلوم
    


وهكذا يتم التراجع على التقنيات المستعملة التي انبهر بها البعض في بداية الأمر وهكذا ذواليك لذا تبين أن الاشكالية مطروحة بطريقة أخرى وبعمق أكثر وبخطورة أوسع ولعل أفضل نهج للتصدي لهذه الاشكالية هو ذلك النهج الذي يسعى لربط الأمور بمسبباتها إننا الآن نعيش في مجفي نطاق اللقاء الذي نظمته جمعية الغرب للحفاظ على البيئة بالقنيطرة ألقى البروفيسور العراقي كلمة قيمة نسوق منها الأفكار التالية إن الخطاب حول البيئة ظل يتدحرج بين الانتصارية والاستيائية إنه يتميز بالانطباع في حين وجب الاهتمام بالواقع كما هو باعتباره واقع يستدعي مقاربة جديدة لقد كثر الكلام منذ عشرين سنة لكن هذه الكثرة في الكلام والمناداة للمحافظة على البيئة ظلت تتزامن مع الخطب الرنانة واستمرار تدهور البيئة وكل المؤشرات تذل على ذلك وبخصوص النفايات الطبية أو الاستشفائية ظلت تشكل مشكلا حتى بالنسبة للدول التي تهتم بها والتي اكتشفت تكنولوجيا متقدمة لمعالجتها إذ سرعان ما كان يتضح لها على أنه في الوقت الذي كانت تظن أنها عالجتها فإنها في نفس الوقت كانت تنتج ملوثات جديدة تمع استهلاكي وهو مجتمع مطبوع بمميزات خاصة اكتضاض سكاني إختلال كبير في توزيع الثروات اختلالات مجالية والمجتمع الاستهلاكي ينتج بالضرورة نفايات مختلفة وبوتيرة متصاعدة ففي سنة 1997 نظم المغرب مؤتمرا حول البيئة والصحة واتضح أن بلادنا تنتج حجما معينا من النفايات الطبية أو الاستشفائية وما بين 1997 واليوم تضاعف هذا الحجم وتزايد في ظل غياب وجود قوانين رادعة ومنظمة بخصوص معالجتها والتعامل معها علما أن قانون معالجة النفايات لازال في غرفة الانتظار
ومقابل انتاج تلك النفايات هناك حل مهول فيما يخص تدبيرها والتعامل معها وذلك أن تكاليف هذه النفايات هي تكاليف لابد من أدائها فإذا كنا ننتج نفايات فلا مناص من تحمل عواقب مخلفاتها لكن هناك من ينتج نفايات ويحقق أرباحا وهناك من تنعكس عليه وهو مستفيذ بشكل أو بآخر(عامل بالوحدة التي تنتجها) لكن هناك من يتأثر بمخلفات تلك النفايات دون أي استفادة (السكان الذين يتحملون مصاريف معالجة أمراضهم دون أن تكون لديهم يد) وهذا يعتبر نوعا من الظلم والحيف وهناك تتضح أهمية مبدأ الملوث المؤدي وفي هذا الصدد وجبت الاشارة إلى أن الدول المنتجة لعدد من الملوثات رفضت التوقيع على اتفاقية كيوطو رغم أنها تدافع عن مصالحها ومن هنا تتضح أهمية معالجة اشكالية تلك النفايات بالمغرب بصفة خاصة وبتصور جديد ومبتكر فالحل لايكمن في تطبيق وصفة من الوصفات المعتمدة من طرف دول تتوفر على إمكانيات مادية لمعالجة النفايات قد تفوق المدخول الوطني الخام لبلادنا فهؤلاء يتوفرون على فائض يجعلهم يتحملون ذلك أما على المستوى الوطني ، نلاحظ أن هناك تفاوت بين المؤسسات الاستشفائية فيما يخص انتاج النفايات والمعدل يتقررما بين كيلوغرام واحد وأربع كلغ للسرير يوميا وفي هذا المجال وجد الإقرار بالفرق بين النفايات المنزلية الطبية الخطيرة لأن كيلوغرام واحد من النفايات الخطيرة إن هو رمي ضمن طن من النفايات المنزلية فنصبح أمام طن من النفايات الخطيرة وهنا تتضح الأهمية الجوهرية لعملية الفرز بين النفايات المنزلية والنفايات الطبية أو الاستشفائية والخطيرة خصوصا وأنها كلها تودع بالمطارح العمومية في بعض المناطق وهكذا تكون سببا في أمراض مكلفة جدا وبالتالي فإن مرحلة الفرز تسبق كل التقنيات الحديثة المكلفة وأضحى من الواضح الآن بالمغرب أن مشكل النفايات الطبية يتمركز بالأساس مابين القنيطرة والجديدة (أكثر من %70 من المشاكل) إذن هناك جهات بالمغرب لاتنتج نفايات طبية لكنها هي الجهات التي مازالت محرومة من تجهيزات التطبيب والانشطة البشرية المنتجة وبذلك يتبين أن اكتضاض السكان في محور 250 كلم بين القنيطرة والجديدة هو مشكل يستوجب حلا جذريا باعتبار أن المناطق المهمشة أصبحت تتلاشى من حيث الكفاءات وبالتالي تتعرض للتفقير في حين لاتتوفر مناطق الاكتضاض على الامكانيات الاستيعابية للوافدين الجدد وهكذا نخلق مسارات جديدة واسعة المدى لتناسل المشاكل وانتشار التلوث وتوسيع قاعدة التفقير وشحذ آلياته وتسريع وتيرته وفي آخر المطاف هناك تفقير المناطق المهمشة وكذلك تفقير مناطق الاكتضاض وهكذا يتم تفقير البلاد برمتها ومن هنا يتضح أن المشكل مرتبط بالأساس وبالدرجة الأولى بإشكالية إعادة التوازن المجالي فالاكتضاض أول ما يعنيه بالنسبة للمغرب حاليا هو تناسل المشاكل وتفاقمها دون القدرة على توفير امكانيات التصدي لها وخلاصة القول فإن اشكالية النفايات الطبية أو الاستشفائية مطروحة من زوايا متعددة ويمكن القول أن عدم التكفل بها يمكن يكون مكلفا أكثر من تحمل شؤون تدبيرها فإذا محصنا الأمراض المترتبة عن التدهور البيئي وكم تكلف الدولة (علما أن العديد من السكان يموتون دون امكانية التوصل إلى العلاج) فسنجد أننا نصرف أكثر بتحمل التبعات أي أن مصاريف التبعات تفوق بكثير مصاريف التدبير باعتبار أن كلفة الحلول التقنية لمعالجة النفايات لا تمثل إلا %10 من التكاليف الناتجة عن عدم الاهتمام بالنفايات الطبية والاستشفائية.
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث حول جحيم تازمامارت
- شهادات بدون قيود من أجل الحقيقة
- تازمامارت آكل البشر
- ذلك الشباب
- أداب مهنة الطب و حقوق الإنسان
- الخط الأحمر الفعلي
- مغرب ـ جزيرة ومغرب ـ محيط
- ملف الشهيد عمر بنجلون لازال مفتوحا
- مشروع قانون الأحزاب السياسية خطوة إيجابية وجب إغناؤها
- ملف الاختفاء القسري من الصمت إلى طرح الإشكالية
- هذا هو حال المثقفين المغاربة
- ما زالت شركة التبغ تستبلد المواطنين بمباركة وتزكية الحكومة
- ثقافة المواطنة وتجلياتها
- الشهيد عمر بنجلون.... لابد من جلاء الحقيقة
- هل حقق المغرب القفزة المنتظرة
- مغاربة فقدوا حياتهم من أجل التغيير
- لقاء مع السيد محمد الحراثي
- هجوم على مكتسب الحق في التطبيب بالمغرب
- مجتمع المعلومات بالمغرب
- اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا


المزيد.....




- فوائد العسل لتقوية مناعتك في الشتاء
- بكتيريا السالمونيلا الضارة تخفي مفتاحا لعلاج سرطان الأمعاء! ...
- الرغبة في مضغ الثلج قد تكون علامة على هذا المرض
- الطيران المسيّر للاحتلال يستهدف مجددا الكوادر الطبية لمستشفى ...
- أفضل نمط حياة لصحة القلب وفحوصات مهمة
- عاجل | مراسل الجزيرة: إصابات بين الطواقم الطبية في مستشفى كم ...
- إصابة 3 من الطاقم الطبي لمستشفى كمال عدوان شمال القطاع بطائر ...
- راقب لعب طفلك وانفعالاته.. علامات وعلاج اضطراب ما بعد الصدفة ...
- رويترز: المغرب يفرض غرامة على شركة أدوية أميركية عملاقة
- هل تنازلت إسبانيا عن المجال الجوي للصحراء الغربية لفائدة الم ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - إدريس ولد القابلة - إشكالية النفايات الطبية أو الاستشفائية