أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟















المزيد.....

مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


[email protected]
www.nasmaa.org
لم أقل «الإسلام هو المشكلة»، أو «المشكلة في الإسلام»، كما لا أقول «المشكلة ليست في الإسلام». لكني أطرح سؤالا، وهو ليس إلا مجرد سؤال، بماذا يا ترى يجاب على من يقول «الإسلام هو المشكلة»، ثم يبين مبرراته لقوله هذا؟
فمهلا إذن، لا تكفّروني رجاءً. ولو إنه لا يهمني إن قيل عني «كافر»، أو قيل عني «مؤمن»، فهو شأن بيني وبين ربي. إن كان هناك من يريد أن يُدينني، فيُصدر عليّ الحكم بالكفر، فهذا ليس من حقه، وإن أراد غيره أن يُزكّيني، فيشهد لي بالإيمان، فأشكره، ولكن أقول لا أحتاج إلى تزكية أو شهادة أحد، لأن حسابي في ذلك مع الله وحده، ولا أحد يتدخل فيما بيني وبين خالقي.
ثم ليس من إيمان إلا وهو كفر بنسبة ما، أو هو كفر من زاوية فهم ما، كما ليس من كفر إلا وهو إيمان بنسبة ما، أو هو إيمان من زاوية فهم ما.
«الإسلام هو الحل»
أليس هذا هو شعار الإخوان المسلمين، منذ عشرينيات القرن الماضي، بل غدا شعار كل الإسلاميين، ولو بلسان الحال؟
«الإسلام هو المشكلة»
يمثل الشعار الضد من شعار «الإسلام هو الحل».
لكن سيسأل البعض، محقا، أو غير محق، كيف يمكن أن يكون الإسلام هو المشكلة؟ كيف يمكن أن يكون دين الله، إذا ما سلمنا أنه دين الله، الذي يفترض أنه أنزله رحمة للعالمين، هو المشكلة؟
أن يكون الإسلام رحمة للعالمين، يعني أن يكون رحمة للشعوب. إذن هو رحمة للشعب العراقي، رحمة للشعب المصري، رحمة للشعب السوري، رحمة للشعب الإيراني، رحمة للشعب المالي، رحمة للشعب الأفغاني، رحمة للشعوب (الكافرة)، كونها جزءً من مفهوم (العالمين)، الذي يعني بتعبير آخر عموم المجتمع البشري.
إذن كيف تكون الرحمة نقمة؟
وكيف يكون الحل مشكلة؟
لاسيما وإن الرحمة هي الرحمة الإلهية؟
والحل هو الحل الإلهي، وللبشرية كلها؟
إني لست بصدد مناقشة إلهية أو بشرية الإسلام. ولكن بكل تأكيد إن دينا يوحي به الله، لا يمكن إلا أن يكون رحمة، ولا يمكن إلا أن يكون حلا لمشكلات الإنسان، وعموم المجتمعات الإنسانية.
وبالتالي يستحيل على الرحمة الإلهية أن تتحول إلى نقمة، ويستحيل على الحل الإلهي أن يتحول إلى مشكلة ومعضلة.
فإن وجدنا أن دينا يكون نقمة ومشكلة للبشرية، فهو بكل تأكيد ليس بدين الله.
وإن كان ذلك الدين (النقمة)، وذلك الدين (المشكلة) هو دين الله يقينا، إذن فبكل تأكيد قد صنع منه الناس نقمة ومشكلة، بدلا من أن يكون رحمة وحلا لكل المشكلات والمعضلات.
لذلك عندما أقول «الإسلام»، فأعني الإسلام في الواقع، وليس في عالم التجريد، أعني به الاستنباط، والاجتهاد، والتفسير، والتأويل، والفهم، والتطبيق البشري، ولا أعني به تلك الحقيقة الإلهية الفعلية أو المفترضة في عالم التجريد، أو في عالم الغيب، سواء كانت هذه الحقيقة متجسدة في ثمة إسلام، هو بكل تأكيد مما قد لا نعثر عليه بين (إسلامـ)ـات الواقع، أو في المسيحية، أو المندائية، أو البهائية، أو في الإلهية الفلسفية اللادينية، وسواء وجدت تلك الحقيقة فعلا، أو كانت مجرد افتراض، أو مجرد وهم، أو مجرد ادعاء. لاسيما وإنا نعلم أن الوحي من (الممكنات) العقلية، وليس من ضروراته (واجباته) ولا من ممتنعاته (مستحيلاته).
وعندما نقول «الإسلام هو المشكلة»، فليس من قبيل مسّ مشاعر وعقائد ومقدسات المسلمين، أو أتباع أي دين آخر، فهذا ما أعتبره شخصيا محرَّما عليّ.
دعونا نتناول الموضوع، بهدوء، وعقلانية، وموضوعية، وواقعية.
قلنا - طبعا أنا والذين يتفقون معي في هذه الرؤية وهم كثيرون - إن مشكلتنا - في العراق، وفي كثير من البلدان ذات الظروف المشابهة للعراق -؛ إن مشكلتنا إننا شيعة، وإننا سنة. وإن كانت هذه الـ(نا) أو الـ(نحن) مجازية، لأني قلتها بوضوح: «أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا»، لذا لست معنيا بهذه الـ(نا). فما أكون وما لا أكون لا تقرره الصدفة، بل وحدها إرادتي واختياري الحر، فإن كان الموروث قد حدّدها في شوط من أشواط حياتي، ووفقا لمستوى من مستويات الرشد، ولكن عندما ينمو الوعي بوجوب تفعيل الإرادة الذاتية، وتحكيم الاختيار الحر الواعي، يكون للإنسان شأن آخر.
وقلنا، ونقول إن المشكلة في تسييس الدين، أي فيما نسميه بـ«الإسلام السياسي» أو «الإسلامسم» (Islamism).
لكن هل كان سيكون هناك سنة وشيعة من غير الإسلام؟ التسنن، مُستنبَطٌ من الإسلام، مُستَلٌّ من القرآن والسنة. والتشيع، مُستنبَطٌ من الإسلام، مُستَلٌّ من القرآن والسنة.
ثم هل سيكون هناك إسلام سياسي من غير الإسلام؟ الإسلام السياسي هو الآخر مُستبَطٌ من الإسلام، مُستَلٌّ من الكتاب والسنة. وإن كان الإسلام اللاسياسي، أو (الإسلام المدني) كما سماه أحد المفكرين هو الآخر مستنبط من الكتاب والسنة، وإن مثل استنباطا شاذا عن الاستنباطات الشائعة، فالشهرة والشيوع يفرضان سلطتهما على الواقع الدين، رغم أنف القاعدة التي تنفي كون الشيوع والشهرة حجة بذاتهما.
إذن المذهبية التقليدية، فيما هو التسنن والتشيع، وغيرهما من المذاهب، كما هو الحال مع كل الثنائيات، وما بين طرفي كل ثنائية منها، كإسلام الاعتدال وإسلام التطرف وما بينهما، إسلام الرفق وإسلام العنف وما بينهما، إسلام الانفتاح وإسلام الانغلاق وما بينهما، إسلام شرعية الديمقراطية وإسلام لاشرعية الديمقراطية وما بينهما؛ كل منها مستنبَط من الكتاب والسنة، لأن الكتاب حَمّال أوجه، ولأن السنة حمّالة أوجه.
لا تقولوا ليست هناك مشكلة في أن يكون الناس سنة وشيعة. أن نكون سنة وشيعة يعني أن نستحضر كل التاريخ إلى حاضرنا، نستحضر رزية الخميس، ونستحضر السقيفة، وحروب الردة، وزعل فاطمة على الشيخين أو تصالحها معهما، ونستحضر صفين، والجمل، والثورة على عثمان وقتله، واغتيال علي، وواقعة كربلاء. يعني استحضارنا لكل المعارك، المعارك بين علي وعائشة، بين علي ومعاوية، وأي من الفئتين هي الباغية، كما المعارك بين الحسين ويزيد، واستحضارنا المعارك العقائدية، على سبيل المثال معركة مَن الأفضل بعد النبي، معركة مَن هم المبشَّرون أو غير المبشَّرين بالجنة، معركة مَن هم الراشدون وغير الراشدين، معركة مَن هم المعصومون وغير المعصومين، ومعركة مستوى وحدود العصمة، ومن تنطبق، ومن لا تنطبق عليه، ومعركة عدالة كل الصحابة، أو البعض دون الآخر، وكذلك معركة حرمة نقدهم وتخطيئهم، أو جواز ذلك، أو حتى وجوبه. هي أيضا معارك ثبوت الشفاعة أو نفيها. إنها معارك الثارات، معارك إضفاء الشرعية على من يسلبه الفريق الآخر تلك الشرعية، ومعارك سلب الشرعية عمن يضفي عليه الفريق الآخر مطلق الشرعية، معارك الروافض والنواصب. إنها معارك التكفير والتكفير المقابل، والتفسيق والتفسيق المقابل، معارك البت فيمن يكون من أهل الجنة، ومن يكون من أهل النار. ثم معارك من يخلد في النار، ومن لا يخلد فيها. معارك شروط صحة الصلاة وأسباب بطلانها.
ثم هناك معارك هل الإسلام دين، أم دين ودولة. هل الجهاد فريضة كالصلاة، لا تعطل كما إن الصلاة لا يعطلها شيء، ما عدا الحيض والنفاس بالنسبة لـ(ناقصات الدين) كما يحلو للفقه الذكوري. ثم هي معركة هل حياة غير المسلم محرمة مصونة، أم مباحة مهدورة، كما هي معارك هدر حياة ودماء وأموال وأعراض فريق من المسلمين، أخرجهم مسلمون آخرون من الملة. هي معارك الروافض والنواصب. هي معارك حدود الحرية، والسلب الشرعي للحرية بتفويض مُدَّعىً من الله. هي معارك المساواة واللامساوة، وهل تساوى المرأة بالرجل، أم هي نصف إنسان، بنصف عقل، ونصف حظ (أي نصف حصة) ونصف دين، وهل يساوى غير المسلم بالمسلم، أم هو ربع مواطن، يعطي الجزية صاغرا مهانا.
الدولة العلمانية هي الحل.
دولة علمانية تصون حرية الدين.
دولة علمانية يكون فيها الدين شأنا شخصيا.
دولة علمانية يُحترَم فيها الدين، لكن لا يُقحَم في شؤون الدولة، وشؤون المجتمع.
يُحترَم فيها الدين، كما تُحترَم فيها حرية التغاير مع الدين، حرية الإثبات والنفي، دون نفي أحد من الحياة.
23/01/2013 – 06/02/2013



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصويت البرلمان ضد التجديد للمالكي
- أفتخر أني لست شيعيا ولا سنيا
- «كفى يا أبا إسراء ...» مقالة لي تاريخها 06/10/2010
- مع المعلقين بشأن خيار الانتخابات المبكرة
- بيد المالكي وحده مفتاح فكّ استعصاء الأزمة
- يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة
- المشهد السياسي: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 3/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 2/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 1/3
- المالكي والبرزاني إلى أين في غياب الطالباني؟
- التقية والنفاق والباطنية على الصعيدين الديني والسياسي
- رؤية في إعادة صياغة العلاقة بين الإقليم والدولة الاتحادية
- نقاش في المفاهيم مع الكاتب محمد ضياء العقابي
- مع هاشم مطر في نقده للمشروع الديمقراطي
- الإسلام والديمقراطية
- فوز مرسي محاولة لقراءة متجردة
- لا أقول: «ديكتاتور» لكنه يتكلم كما الديكتاتور
- بين تحريم التصويت للعلمانيين وحفلة القتل الشرعي للطفولة
- علمانيو مصر أمام الامتحان


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - مجرد سؤال .. ماذا لو قيل: «الإسلام هو المشكلة»؟