احمد مصارع
الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دستور : الاتحادية أفضل من الوحدوية
إذا أردنا أن نتاضيف على أخ محافظ , فانه سيصرخ عند عتبة الباب : دستور يا أهل الدار , وتلك قضية شرفية ,
وهذا مدخل , ومن هنا يمكننا استباق التحليل , وعن طريق تناول الظاهرة من نتائجها البائنة , فالعالم الأقوى فعالية في مظاهر الوجود الحضاري , فهو عالم اتحادي بالجملة , فروسيا اتحادية , وأمريكا اتحادية , وأوروبا اتحادية ...وهلم جرا .
الاتحادي ليس وحدويا , لغايات مجهولة , متعالية على الواقع , لتحقيق نزوة عابرة , فالاتحادية مركب آمن في متاهات دروب الحياة , فليس الاتحاد سوى ضمانة للنقل الموضوعي المحتسب بدقة أو وسيلة تحفظ حرية القرار أو الاختيار , بل تأمين شامل لكل خطوط التراجع و والتقدم , فكل شيء محتمل الوقوع و والجدوى غير مضمونة , والتقارب ما هو إلا وسيلة التفاهم المؤقت .
إن من المهم أن نتقدم دوما الأمام , ولكن دون وهم التماهي والوحدة التي نتضاءل فيها بدون دواع مسايرة الواقع الحقيقي , وتكون الوحدة وهما بالغا , إذا ما جعلناها غاية للمتشيطنين من أشباه القادة .
قالوا ما لذي ينفع المرء في الاشتباه والاختلاط ؟
في الاتحاد نود لكل طرف مشارك أن يتورط بالفعل , بمحض إرادته , لأن لا أحد يمنعه من استخدام مجازات الرجوع الوراء , بل والتقدم للأمام بكل وعي , وحرية اختيار .
الوحدويون المخادعون دائما , غير أحرار فيما يفعلون , لأنهم , كمدعي ديمقراطية , يخرجون عن الطور الديمقراطي , ببلاهة , من يطلب تفكيك مصادر قوته , واستبدالها بعوامل , مضادة غير مبدئية البتة .
في حين الواقع الاتحادي ضامن لديمقراطيته, فالوحدوي ناسف لها من غير مبرر معقول , فالاتحادي يشرعن الاختلاف , بل ويعتبره سرا للوجود والتطور نفسه , بينما الوحدوي نفاقي من الطراز الأول , يحول الأنسنة الحية , الى ديمقراطية عمومية لمن ليس ديمقراطي بالأصل .
الاتحادية من بناء اسمنت الواقع العملي , ومن نسيج ذاتها , بينما الاتحادية قسرية مراءاة , تسوق لمبدأ :أن لا أحد يعرف أحد ؟
الاتحادية , وفي سلاسة تامة تقرر أن القوم , وبكل بساطة هم الأ درى بشؤونهم عن سواهم , وحتى من المتحدين معهم , بينما الوحدوية تجريد لكل ماهو محلي فاعل , وبشكل ملموس , فهل من واقعية سياسية ترتجى من متجرد وفي كل الفصول , وتلك غواية , فليس كل شيء يمكن أن يكون ( مقبول ) وحتى لوكان غير( معقول)؟ .
الاتحادية حلم للبشرية حيثما كانت , بل في كل مكان وزمان , وربما كانت أهم قيم العصر الحديث المتحرر حتما , وحتى اللانهاية , شأنها كشأن اختلاف قانون الجاذبية , بحسب الموقع في إحداثيات المكان , فلا علم ولا عولمة خارج كل إطار , مجتمعي , وغير حمعوي , بدون تفاعلية وفي حدها الأدنى ...
احمد مصارع
الرقه _ 2005
#احمد_مصارع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟