أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاد قنديل - الجماعة تكره الثقافة















المزيد.....

الجماعة تكره الثقافة


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3996 - 2013 / 2 / 7 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



موقف الرئيس مرسي وجماعته من المثقفين واضح جدا وراسخ لا يتزعزع
فهم يرون أن من الخطر البالغ أن يشارك المثقفون بفكرهم وفنهم وعلمهم وأدبهم
في المؤسسات السياسية خشية أن يتأثر بهم الأعضاء الصالحون أوتخترق أفكارهم الحرة
رؤوس أصحاب الاتجاهات اليمينية ،ما يعتقده الرئيس مرسي هو بالضبط ما يؤمن به
المرشد وكافة قيادات الجماعة المتأسلمة وهومثل جوبلزوزير الإعلام النازي وأحد رجالات هتلر
المقربين خاصة إبان الحرب العالمية الثانية حيث لم يكن مسموحا لأحد العسكريين التواجد
أو النقاش مع أي مثقف لأن حياته في الأغلب يمكن أن تتهدد ، ويوضع تحت الرقابة وقد يتأثر
وضعه المهني كجندي من جنود النازية الذين يتعين أن يكونوا أنقياء جدا من كل الشوائب وفي مقدمتها
الثقافة ، لأن الثقافة تضربالنظام وتهدده لأنها قد تسمح بتسريب مشاعر مثل الرحمة ، أو التسامح
أوالسلام والحوار والعدل وربما دعت للخيال ومجدت الإنسانية والأسوأ أنها ربما تشجع على
الإحساس بالجمال وهو شعور إذا اكتسبه جندي لا يعني أقل من أن يعدم رميا بالرصاص
وترك جثته على الجليد ليستمتع بالجمال كما يشاء أفضل من أن يتسبب في تقل عدواه إلى بقية الجنود ،
وهذا يعني أيضا أنه ليس ثمة داع لإبلاغ أهله .
هاهو مرسي وجماعته يحرصون كدأبهم على استبعاد كتاب الرواية والقصة والشعر والنقد ويتخلصون من
أي شخص ينتمي للفنون كالسينما والمسرح والأغنية والموسيقى والفن التشكيلي والآثار والعمارة والتاريخ
لقد كانوا على قلب رجل واحد وهم يعكفون على تشكيل الجمعية التأسيسية الأولي والثانية ،
وكانوا كذلك عندما تجمعوا كجيتو يهودي وبدأوا العمل المريب الذي لا يجب أن يدري به أحد
ليتمموا ما اقترفوه في الدستور حيث لا وجود للثقافة مطلقا، مع أن الدستور ذاته في الأصل
ثقافة وفكروعلم وخبرة إنسانية عميقة ، وها هومرسي وجماعته وكل من ينتمي إليهم يسير على
الدرب ذاته عند إصداره القرار الجمهوري بتعيين نحو مائة عضو جديد لمجلس الشوري .
حيث لم يكن من بين المائة التي ستشارك في التشريع لأمة أهم ما فيها ما أنجزته على الصعيد الثقافي
وكل مجدها ثقافي وتاريخهاالحديث في أغلبه تاريخ كتبه مثقفون وحدد علاماتهوأفكاره وتطلعاته مثقفون.
والمثقفون في الحقيقة لم يسعوا للمشاركة في وضع الدستور بالانضمام إلى اللجنة التأسيسية
أملا في الشهرة أوطلبا لأي منفعة ولم يسعوا لأن يكونوا في طليعة من ينضمون إلى مجلس الشوري
ولم يخطرببال أحدهم أن يسيل لعابه تمنيا لنيل شرف العضوية كما قد يظن البعض ،
لكنهم استشعروا الحاجة إلى أن يساعدوا الشعب ويساندوا المسئولين في تصويب مساراتهم
ورؤاهم ، وأقلقهم بلا ريب أن تكون المؤسسات السياسية مفتقدة للرؤية الاستراتيجية
والفكرية ،لأن الساسة في الغالب لا يدركون أن العمل الوطني والسياسي بالذات وأيضا
الإقتصادي لا غنى له عن الفكروالخيال والفن والإبداع والجمال وحقوق الإنسان
والتاريخ وعلم النفس .
لقد تناولت هذه المسألة في حوار مع صحفي فقال : إن الجمعية التأسيسية عامرة بالمثقفين
فاندهشت متهما نفسي بالغفلة .. كيف مرت هذه الأسماء دون أن تقع عيني عليها ؟، ما كان يجب
أن أكون في هذا الموقف المخجل ، فسألت المحرر : من هؤلاء المثقفون ؟
قال بحماسة وثقة : ليست الأسماء مهمة الآن لكن المجلس يضم أساتذة الفقه والقراءات
والتجويد والنحو والصرف والسيرة النبوية.. أليس كل هؤلاء مثقفين؟.. ابتسمت وقلت :
هؤلاء يا أخي الكريم علماء على العين والرأس ولا علاقة لهم بالثقافة ، فالطبيب البارع ليس
مثقفا ، ولا عالم الذرة أو أستاذ القانون أو المهندس المعماري إلا إذا كان منهم من ينهل من مصادر
الثقافة مثل الفكر والفلسفة والفنون والآداب .. وهي مواد إبداعية يجيدها الموهوبون باللغة
والخيال وأدوات الفن المختلفة ، وهذه المصادر قادرة على أن تلهم الناس أفكارا جديدة وتكون
الشخصية وتخلق المواطن الواعي والمستنير الذي يعشق الجمال ويمارس الهوايات ويرتقي بالبيئة
ويفتح الآفاق له ولمن بعده ويحاول استكشاف نفسه واستكشاف من حوله من مفردات العالم ..
الثقافة هي التي تجعل الحياة جديرة أن نحياها ، وتجعلنا قادرين على أن نتأمل الوجودوأن نفكر
في خالق الوجود وأن نتعرف عليه وندرك قدراته مما نراه على الأرض من أسرار.
ولذلك فأنا شخصيا أري أن التيارات الإسلامية المنغلقة سوف تحرص دائما بحكم أفقها الضيق
على شق الطرق المسدودة ، والإبقاء على كل ما يحاصر ويكبت ويُسكت ، ولن تفلح هذه الجماعات
المتأسلمة التي تتاجر بالدين وتستخدمه لأغراضها الشخصية المختزلة في امتلاك كل مفاصل الدولة
وإدارتها بطريقة استبدادية عفي عليها الزمن ولن تقبلها الأمة بحال مهما طال الوقت، لأن أسلوب
هذه الجماعات الخارجة من الأنفاق والسراديب والمدفونة سنوات تحت طبقات متراكمة من الأرض
تكدست بداخلها كافة العقد الإنسانية لا يتسق وروح المصريين وطبائعهم المعتدلة والتي تؤمن
بالوسطية في كل الأمور، كما أنها تؤمن بالحياة الحرة الكريمة ، وتؤمن بأن الدين لله والوطن
للجميع ، وتؤمن بالوحدة العميقة التي تضم كل شرائح الوطن وطوائفه دون تمييز ،
لا تتناسب أساليب الخارجين من القبورمع طبائع شعب يؤمن بالفرح والمحبة والتسلية والترفيه والانطلاق
فهو كما يحرص على الصلاة والصوم والحج والزكاة يحرص أيضا على ألا ينسي نصيبه
من الدنيا قدرما تيسر.. هذه هي ثقافة المصريين وأناشيد أرواحهم العاشقة للوطن
وهم عندما يحاربون يبدأون بالهتاف : الله أكبر ثم يعقبه الغناء..وأنا على الربابة بغني
ويا أحلي اسم في الوجود .. وأخي جاوز الظالمون المدي، وقلنا ح نبني وآدي احنا بنينا السد العالي
وصورة كلنا كدة عايزين صورة وبالأحضان يا بلادنا يا حلوة بالأحضان
في ظل المناخ الذي يعمل المتأسلمون في مطبخه بكل حماسة ليأكلوا منه ما يشتهون لن
يكون هناك صورة ..صورة ولا بالأحضان ، ويوشك أن يقوم بيننا وبين الوطن حجاب ،
لأنه لن يكون لنا
عندما تحارب الجماعة الحرية والثقافة ، وتحارب الخيال والجمال والمحبة بين طوائف الأمة
المختلفة .. عندما لا يفرح بعضهم لفرح المسيحيين ولا يقومون للسلام الجمهوري ولا ينشدون
الأناشيدالوطنية ، وعندما يفرضون الحجاب والنقاب ، عندما يقسمون تاريخ مصر كما يشاؤون،
يهتمون ببعضه ويتجاهلون بعضه ، وعندما يصرون على فرض
إرادتهم وادعاء طلب الحوار ثم تنفيذ ما اتفقوا عليه فهذا يعني أن الوطن يُختطف وعلينا أن نعمل
جاهدين لاستعادة روحه وجماله وأحلامه ووحدته التي مزقها المتأسلمون شر ممزق بالعناد
والجهل والطمع.
لاشك أن الكابوس الذي نعيشه هذه الأيام يكاد يوحي بأن حظ مصر متواضع وأنها – إذا طال عمر هذا
الفصيل في الحكم - ستظل محرومة مهما تعددت المؤسسات من التأصيل الحقيقي لكل فكرة
ومحرومة من سبل النظرإلى المستقبل ، والمثقفون هم عيونها صوب المستقبل
ومن عداهم لا يعرفون إلا النظرتحت الأقدام،
وكل نظرتحت الأقدام أو للحاضر وحده
لابد أن يفضي إلى التخبط والفشل والواقع خير شاهد ، وبدلا من أن نتقدم بعد قيام
الثورة خطوات نعود للخلف ألف خطوة .



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب العنف في مصر
- لماذا أنا مسلم عَلماني؟
- هل جاء كما تمنينا ؟
- في عين العدو


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاد قنديل - الجماعة تكره الثقافة