أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - الـــراعي والــذئب














المزيد.....

الـــراعي والــذئب


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الراعي والذئب ,The Shepherd & The Wolf من لايعرف تلك القصة الرائعة التي قمت بتدريسها عشرات المرات ,ورويتها آلاف الروايات لطلابي في أكثر من عاصمة وبلد وقضاء ,وفي السهل ,والجبل,والأرياف, والصحراء, للبدو, والحضر والرعيان,في "الفيلل", والقصور, وفي مدن الصفيح, وأحزمة الفقر والفقراء, وعشوائيات المنتوفين اللهثانين التعساء, حيث عملت ردحا من الزمان,انشر العلم والمعرفة والحكمة في قلوب وعقول المساكين البؤساء,ليواجهوا بها عاديات الزمان, أولئك الذين غسلت عقولهم آلات التجهل, ومسح الدماغ,وتلفزيونات المساء,والمدلسون الكبار,وأعمت بصيرتهم في عز الظهيرة الحمراء,وأصيب القسم الأكبر منهم "بتلف" مزمن وخطير في الدماغ .

وقد كان التلاميذ الصغار الذين هم في مقتبل العمر يتجاوبون مع هذه القصة ويحفظونها,عن ظهر قلب ,ويفهموا المغزى المباشر لها,بأن حبل الكذب قصير, وأن الصدق منجاة ,ولكي يأمن الإنسان عليه قول الحقيقة, وتجنب الكذب والنفاق.ولكني لا أعلم حتما ماذا حصل معهم بعد أن تركوا المدرسة ,وانخرطو في غابة الكذب, ومجاهل الرياء في ممالك اللصوصية والمافيات والفساد.ولكن ماذا عن أولئك الكبار الذين لم يستطيعوا أن يتعلموا شيئا من قصص الرعيان البسيطة, وامتهنوا الكذب ,وأصبح هناك عداء مستحكم بينهم وبين الحقيقة والشفافية,ولا يعرفون قول الصدق والحق ولذلك لم يعد أحد يسمعهم, أويصدقهم على الإطلاق؟

الراعي الذي كذب مرة أو مرتين, لم يعد يجد من يصدقه ,والتهمه الذئب الجوعان في الجبال الجرداء ,فما بالك بمن أدمن الكذب عقودا من الزمان ,وآلاف المرات ,وفي جميع وسائل الإعلام,ويستعد لأكثر من مواجهة مع الذئاب والضباع والسباع ؟ وتستحضر الذاكرة كثيرا هذه القصة البسيطة في هذه الأيام المصيرية والتاريخية ,في خضم المطالبات الكثيرة باستحقاقات داخلية وخارجية ,والأهم من ذلك كله ,المعركة الشرسة التي تبدو في قسم كبير منها إعلامية قبل أن تكون سياسية أو عسكرية. فما يزال الكلام عن المؤامرات,وشحذ الهمم ,وعن عروبة دفنت في مؤتمرات القمة,وعن نضال. وكم حاولت مرارا الاستماع إليهم في خضم هذا الأتون والبركان, ولكن سرعاء ماتصاب بالإعياء والدوار والرغبة في الإقياء, حين تسمعهم يتكلمون بلغة لاتقنع البلهاء, ويعزفون على نفس الأوتار, ويرددون نفس الكليشيهات التي عفا عليها الزمان وموجودة في متاحف الزمان.أوليسوا شركاء في المحن التي تعيشها الأوطان,وهل كان الرياء يوما طريقا سوى للموت والهلاك؟ومتى يتعلم الصناديد هذه الألفباء؟

,المأساة التي يعيشها فقهاء المزايدات الآن هي عدم وجود أحد يستمع لهم, أويصغي لما يقولونه ,وهم في مجابهة مصيرية مع الذئب المسعور الفجعان. فكيف سيتصدى ديناصورات و رموز الإعلام المخلدين المزمنين المشرشين الذين وصلوا لهذا المأزق,وماذا سيقولون أمام سيل التهجمات, والتهم, والتجنيات,والادعاءات,ومن سيصغي لهم من الأنام؟فمن يتابع أقوالهم ,ومن يقرأ بدائعهم هذه الأيام, والتي كانت مفروضة على طلاب المدارس ,والتي يبدو أنها لم تفلح في فعل شيء أمام قوة الحقيقة,واندفاع الأحداث,يصاب بالدهشة لعقم الخطاب ,ولا جدوى وعبثية المحاولات .وأما الشفافية والمكاشفة والمصارحة, التي حاولوا أن يخفوها عشرات السنين وراء الشعارات اللاهبة,أصبحت ضرورة ملحة الآن.ومن سيصدقهم أصلا الآن فيما لو غامر بأعصابه وصحته واستمع إليهم يقرأون التمائم,ويضعون الأحراز القومية, ويتعوذون بالله من شر الإنترنت والعولمة ,واختراق الفضاء,وهذا المارد الذي يكبر يوما بعد آخر, ولا يملكون معه سوى العودة للدفاتر القديمة والبكاء على أطلال العروبيات ,والتضامن المدفون في قمة المؤتمرات.

ومع هذه المحنة والبلاء,واندلاع النيران,واحتدام الموقف بكل المخاطر والاحتمالات المطلوب من أساطين الإعلام, ,وأساتذة الكذب, والمواربة ,والتطبيل والتزمير والنفاق, وبيع الكلام , والتخدير بالشعارات, العودة لمراحل التعليم الابتدائي, والجلوس مع أطفال المدارس والتلاميذ الصغار ولبس "المريولة" لتعلم بديهيات الحياة ,ومبادئ الأخلاق والأبجديات, وأهمها الصدق في القول والخطاب. فلا زالت قصة الراعي والذئب موجودة ويتعلمها الجهال.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة
- طوفــان الإنترنت
- ليل العــربان الطويل
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات


المزيد.....




- الكشف عن أفضل الخطوط الجوية في العالم لعام 2024 بحسب تصنيف - ...
- مذيع CNN محاط بأسماك قرش.. وخبيرة ترشده لكيفية مداعبتها
- تقرير: تضاعف عدد المسؤولين الأمريكيين المثليين ثلاث مرات من ...
- -جوع ومعاناة-.. روايات من قلب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في  ...
- -خطة- لطرد ملايين الأجانب والمجنسين من ألمانيا.. ما خطورة ذل ...
- الهواتف تضاعف مشاكل النوم عند الشباب.. كيف؟
- دخل حيز التنفيذ.. أهم شروط قانون الجنسية الألماني الجديد
- من -بيبي الثاني- إلى -معمر القذافي-.. أطول فترات الحكم في ا ...
- انهيار منزل من 4 طوابق في اسطنبول (فيديو)
- روسيا.. الأمطار الغزيرة تتسبب بخروج قطار عن سكته ومصرع راكبي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - الـــراعي والــذئب