|
تاثير الدوغمائية والفوضوية على الحركة الكردية في مراحل التغير
زوهات كوباني
الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:51
المحور:
القضية الكردية
تاثير الدوغمائية والفوضوية على الحركة الكردية في مراحل التغير -1 زوهات كوباني
يعيش العالم تغيرات وتطورات متسارعة ، إلى درجة أن التغيرات والتطورات من كثرة سرعتها ،وكأنها تسابق الزمن . لذلك لا بد من الركض وراءها وملاحقة الزمن الذي تجري فيه التطورات والتغيرات من أجل مواكبة العصر والتأقلم معها وإلا سيبقى الإنسان أو الحركات والتنظيمات متخلفة عن ركب الحضارة وبالتالي لا يستطيع أن يخطو خطوة إلى الأمام وتحقيق الأهداف الذي خرج من أجله . ومن أجل قراءة واقعية وصحيحة للتطورات والتغيرات يتطلب تطوير نظرة موضوعية وواقعية على العالم المحيط بكل مجرياته وأحداثه دون الدخول في الإقترابات النفعية الضيقة التي لا تتناسب مع حقيقته ، وإجراء ثورة ثقافية ونهضوية فكرية هي ضرورة تاريخية لا يمكن غض البصر عنها .
فعند النظر إلى التاريخ نجد أن كل حركة فكرية أو دينية عند ظهورها تقوم في البداية على تحقيق ثورة عقلية وذلك بترسيخ وجهات نظر حديثة في العقول متجاوزاً العقلية القديمة . ومن ثم يتوجهون إلى مخططات ومشاريع جديدة بصدد المستقبل الذي يودون إنشاءه وبناءه ، وهذا ما يتطلب تحضير الكوادر العقائدية القادرة على تمثيل النهج الجديد وبشكل مبدع وخلاق في الظروف الجديدة في الممارسة العملية ، دون أن يرتكب أخطاء التي قد تكلف كثيرا إلى درجة عدم القدرة على النهوض ثانية ، ولذلك فمراحل البناء من جديد هي مراحل حساسة ويتطلب حسابات وكتابات كثيرة لأنها بمثابة ولادات جديدة . فكما أن المولود الجديد يتطلب العناية والدقة به من أجل تنميته وتطويره بشكل سليم وغير مشوه كذلك مراحل التغير يتطلب هذه الدقة أضعاف مضاعفة لأن خطأ المولود سيؤثر على شخص أما خطأ الحركات أو التنظيمات في مراحل التغيير سيؤثر على مصير الشعب بأسره .
ففي التاريخ لو لم يعمل سيدنا عيسى على تحضير كوادره الاثني عشر "حوارييه " وكذلك سيدنا محمد لو لم يعمل على تحضير خلفاءه الأربعة وغيرها من الفلاسفة والمدارس الفلسفية لو لم تقم بتحضير طلبته لما استطاعوا من تجسيد مبادئهم الجديدة في الواقع العملي حيث أن عملية البناء من جديد يتطلب هدم القديم ولكن بأسلوب مبدع دون الدخول في الفوضوية والإنكار التام فكل الفلسفات التي ظهرت في التاريخ وحتى الأديان تأثرت بديانات السابقة وطورتها وهي حقيقة تاريخية بمثابة قانون طبيعي وحتى في الكائنات الحية والطبيعة والنباتات والأحياء فأن كل تجديد وتغيير يتم على أنقاض القديم ولكن ليس بإنكاره لأنه لولا القديم لما ظهر الجديد . هذه الحقيقة تكرر نفسها وبأشكال جديدة وفق المراحل التاريخية والظروف والشروط الجديدة التي تم معايشتها . لذلك فعند العمل على إجراء تغير في التنظيم أو في مسار حركة ما لها ماض طويل يتطلب الاقتراب بموضوعية لأن التغير لا يتم بناء على رغبات أشخاص أو فئات بل هي ضرورات تاريخية تفرضها العصر المتطور والمتسارع في تطوراتها ووفقها لا يكفي فقط إجراء التغير في النظرية والمنهج وتغيير وجهات النظر والعمل على قراءة الأحداث أو تناولها بأسلوب آخر ، لأنه إذا لم يتم تعبئة الكوادر من أجلها وإنشاء نمط التنظيمي الذي يتمكن من الرد على المرحلة الجديدة ، وحتى أسلوب النضال والتنظيم والعمليات التي يجب إتباعها ، ما لم يتمم كل هذه التحضيرات مع التغير في النظرية والنظرة سيبقى التحول ناقصاً ومشلولا أو ربما تكون ولادة مشوهة وبالتالي سيسفر عن أضرار وسلبيات كبيرة . لأن الإنسان يطبق ما يعرفه ويعيش بقدر ما يعرف ويفهم ويستوعب .
ففي مثل هذه المراحل يظهر مفاهيم متعددة بصدد التغير بحيث يظهر من جانب الخوف من التغيير والتحفظ خوفا من ضياع القيم المتشكلة والمتكدسة ولذلك لا تتجرأ في خطو الخطوات نحو الأمام وكأنه يعمل على إبقاء المتبقي في متناول اليد ، ولذلك تراه يظهر الكثير من الحجج بحجة عدم التغيير والتحول ، ويرسم سيناريوهات ويطور نظريات متعفنة حول أن الخطو نحو التغير هو الدمار والفناء وأن هناك مؤامرات كبيرة ويتربصون الفرصة من أجل تصفية الحركة وغيرها سواء هذه الأخطار من على الصعيد العالمي أو على الصعيد المنطقة أو غيرها من على الصعيد الداخلي في الحركة ولكن أصحاب هذه الرؤية ينسون أنه لو لا القيام بالتغير ، سيتم فقدان الكل معا لأنه أصبح حاجة ماسة ومطلبا ملحاً وضرورة عاجلة تفرض نفسها على الواقع وكل تأخير يكون على حساب ضياع الوقت وبالتالي التصفية والانهيار .
وهناك مفهوم آخر هو انه يتطلب السرعة في التغيير ونسيان الماضي وإنكاره وكأنه لم يتم حتى لحظة التغير أية جهود وكان تلك الجهود كانت مجرد أعباء وأضرار ولم تكن لها بفائدة ، حتى أنه يعمل على نسف جميع القواعد والأصول والقوانين تحت يافطة التغيير ، وهذا ما يجعل الحركة أو التنظيم في وضع فوضوي دون أن يكون لها زمام المبادرة في الأمور بل يصبح الجري وراء الأحداث دون أن يدرك إلى أين ، بعيداً عن منهجية واضحة تبين له من أين إلى أين ومن أجل ماذا كل هذا التحول والجري وحتى أنه بتخليه عن ماضيه لا يمض وقت قريب إلا ويرى نفسه أنه واقع في أفخاخ لم يكن قد يتوقعه ويصبح أحد أدوات القوي الأكثر رجعية . وهذه الرؤية تكثر من الحجج بأن الإبقاء في الوضع الموجود لا يمكن الحفاظ على القيم وبالتالي سيتم الفقدان والضياع والانهيار ، ولا يمكن القول أن أصحاب هذه الرؤيا كلهم ينطلقون من قناعات ومبادئ ، لأن الكثيرين منهم ونتيجة فقدان أملهم بالواقع الموجود أو نتيجة التشاؤم الذي يعيشه أو الإخفاق الحاصل لديه يريد أن يجعلها ملكاً للجميع . وهو الخطأ الذي يتم ارتكابه أي أنه لا يقترب بمنظور النقد البناء إلى الماضي وحتى أنه يصل إلى وصف ماضيه بالجرائم والتخريب والضرر .
وهناك جانب ثالث من يدعي التغير ولا تقوم بالتحضير من أجل التغيير ولذلك يبقى تحضيره مجرد شعار لا غير . فمثلا عند البدء بالتغيير لا يكتفي القبول بنظرية التغيير وحدها ، لأنه يتطلب تحويل هذه النظرية إلى منهج وبرنامج ، ويتطلب إلى كوادر تطبق هذه البرامج . فهم لا يقومون بتحضير الكوادر من أجل البناء الجديد وكأنه يريدون أن يبنوا الجديد بالكوادر القديمة والتي لم تغير من عقليتها فهذا يشبه المثل الذي يريد السير إلى مدينة ويركب الوسيلة التي تقوده إلى بلد مغاير . أي عندما نبحث التغيير يجب أن نبحث أدوات التغيير التنظيمية والكوادر وأسلوب العمليات واللغة والخطاب والتصرف أن لا يبقى فقط في الكلام والنظرية . وفي هذا الصدد يظهر أخطاء كثيرة من حيث الاقترابات والمفاهيم ، وكان التغيير هو من أجل فئة وليس من أجل أخرى أي من أجل القاعدة وليس القمة أو من أجل القمة وليس القاعدة ولا يتم النظر إليها على أنها مسألة تغيير عقلية شاملة تشمل الحياة جميع تفرعاتها بدءا من صغيرها إلى كبيرها ومن عقليتها إلى تنظيمها ومن كوادرها إلى أسلوب نضالها لذلك ترى أنهم كلما نادوا بالتغيير كلما أزداد الطين بلةً وتقدم خطوة نحو الانهيار ، لأنهم لا يطبقون متطلبات التغيير .أي عندما يتم مناقشة التغيير في جميع المستويات وضمن جميع الزمر يبدأ بعد الزمر أو الفئات ومنها القمة بأن تقيم القيامة وكأنك تكفر وتريد خلق نوع من البلبلة والتآمر على الحزب أو الحركة أو الدولة أو السلطة الموجودة وغيرها . وهذه العقلية ترى أن لها حق في كل شيء وليس للغير الحق مثلها .وهي بعيدة عن محاكمة نفسها موضوعيا أو مجرد توجيه السؤال إلى ذاته في هذا الصدد حول اسباب عدم حصول التطور والتحول رغم أنها تبحث التغير كثيراً أو أنها تعرف السبب ولا تريد التخلي عن التربع على القيم ولا تقترب بإخلاص من ذاتها وكما يقال يفسد السمكة من الرأس فإن الحركات التي تبدأ التغير تفسد من القمة لأن القمة يتطلب التغير فيها أكثر من القاعدة فهي التي كانت تقود القديم وتقوم بطليعتها ، فإذا لم تبذل القمة جهودا كبيرة من أجل التغيير فأنها لن تنجح في تحقيق العملية ويتطلب الخلاص من أمثلة الملالي التي تقول ولا تفعل ما تقول . ويقول للجماهير:" طبقوا ما أقول ولا تفعلوا ما أفعل "أي يعفي نفسه من الأقوال الذي يوجه بها العالم . وكذلك الحركات فأنها تبحث الكثير من أمور التغيير والديمقراطية والحرية والمساواة ولكن عند بحث نمط نضالها وحياتها وأخلاقها وتصرفاتها تراه لا يتقيد بتلك الأقوال وكأنه لم يسمع بها من أجله أو أنها ظهرت وقيلت من أجل الغير وليس من اجله .
أن العلة في الواقع الكردستاني تكمن هنا ، بحيث لا يتم النظر إلى التغيرات بنظرة شمولية ، بل يتم النظر دائما لها من أجل المحيط دون ذاته . فعندما ينظر إلى لغة المتحدثين عن التغير والتحول ونمط حياتهم وتصرفاتهم وأخلاقهم وعلاقاتهم وأساليب نضالهم فلا يبشر بتغيير جذري وكأنه يحاول ترقيع القديم وترميمها والذي لا يعبر عن التحول والتغير ، ولذلك فأن الجهود المبذولة في هذا الصدد تذهب إدراج الرياح نتيجة هذا الاقتراب الغير صحيح من التغيير والتحول . أن صعوبات التغيير واضحة للعيان ولا يمكن التحدث بأنها عملية سهلة ويتم بين ليلة وضحاها ، وكذلك معروف أن أثار القديم في مرحلة التغيير ستبقى لفترات طويلة ولا بد من التغير الرويدي لأنها عملية تطور تدريجي وليس عملية ثورية ( التي حصلت وجلبت معها الكثير من المآسي نتيجة التغير القسري) . كما أن الفاكهة الغير الناضجة لا تؤكل او لا تفيد كثيراً ، كذلك قبل إتمام ظروف التغير والبدء بها دون تحضير الأرضية والشروط لن تفيد كثيراً .ورغم كل هذا فأنه لا بد من عدم الخوف من التغيير لأنه بقدر ما يتم التأخير والتحفظ في القديم تحت أسم الكثير من الحجج الفارغة وغيرها فأنها ستسفر عن انهيار أسوأ ونتائج مأساوية أثقل وحتى إلى التصفية والاندثار من صفحات التاريخ ، وأن ضرورات التغير تكمن أحد أسبابها في عقم القديم وعدم جدواه من حيث أساليب التنظيم والنضال ، في التعامل مع الأحداث والتطورات لأنه لو كان يسفر تلك الأساليب عن تطورات ونجاحات لما كان الحاجة إلى التغير ولا يتم ذكر التغير حبا للمصطلح بل هو ضرورة تاريخية حتمية تفرضها التطورات ، في الظروف والشروط المتغيرة والمستجدة .
لا يكفي الحديث الكثير والتوضيح والتعريف للتغير من حيث أهميته ومعناه رغم انه ضرورة لا بد منها وبحثها من الناحية النظرية للإضاءة على أسبابها وضروراتها . بل يتطلب التحول إلى تطبيق متطلبات التغيير من على جميع الصعد وإلا فأنه لا يمكن النجاح ، لأن الحديث الكثير دون التطبيق حتى ولو القليل ما هو إلى سفسطة وديماغوجية وشعارات رنانة من أجل ذر الرماد في العيون . أي أن المنادون يطلقون شعارات رنانة وطنانة دون أن يقتنعوا به ، لأنه يتطلب عندما يكون هناك اقتراب مبدئي أن يتم تحمل النتائج ، فكثيرا قد يقود التغير إلى انهيار إذا لم ينجح العملية كما حدث في الإتحاد السوفيتي عندما بدأ في البروسترويكا وغلاسنوست .سواء أكان المنادون بالتغير من الشخصيات الجديدة أو القديمة ، إذا لن يجسدوا متطلباتها في شخصياتهم فلن يتمكنوا من النجاح . لأنه سيتم تقييم كل تصرف لا يناسب تصرفاتهم بتمرد أو عصيان تجاه الحركة ، دون أن ينظروا إليها من باب التطور والتغير .
أن هذه الشخصيات المتربعة على سدة الحكم في الحركات أو المؤسسات أو الدول والتي تبحث التغير عندما تمس المسألة حقيقتهم ومدى قربها من التغيير أو تجسيدها لها ، و يصل الأمر إلى كشفها علنا إلى المليء تبدأ بإظهار الكثير من الحجج والذرائع لتفسير تلك الإقترابات بأمور بعيدة أن تكون أصحاب تلك الرؤى في وضعها . وتقيم القيامة عندما يظهر الصوت في الحركة بأن التغيير لا بد أن يشمل الجميع وفي المقدمة القمة التي لها حصة الأسد في التحفظ والمقاييس القديمة المتحجرة لأنها تقود زمام الأمور في القديم ، حتى أنها لا تتحمل مجرد نقد موجه إليه ، ورغم أنها تقوم بالقيامة من أجل خطأ بسيط لعضو بسيط في الحركة رغم أن خطأه قد لا يؤثر كثيرا على الحركة إذا اقتربنا بنظرة موضوعية وقارناه مع شخصيات القمة التي أخطاءها قد تقود الحركة في مرحلة من المراحل إلى المساوئء وتسفر عن سلبيات وفواجع لا يمكن تلافيها أبداً . وفي مثل هذه الأوضاع عندما ترى الأصوات تعلو وتنادي بالتغيير يظهر سيفه ويسلط على الرقاب كما كان يتم في المراحل التاريخية سواء في منطقة الشرق الأوسط التي أودى بحياة الكثير من المفكرين والمنظرين نتيجة العقلية المحافظة التي تركت المنطقة في تسبح في بحر التخلف والتراجع والثبات ، وسدت الطريق أمام كل تطور وتقدم . كذلك ظهر في أوربا في القرون الوسطى أثناء محاكم التفتيش وغيرها . أن هذه العقلية المتسلطة والتي لا ترى المصلحة في التغيير وتريد التربع على ما هو موجود وتفسر كل تطور بالعصيان وبالكفر كمن يكفر في الإسلام حتى أنها أحياناً تتجاوز الإسلام لان الإسلام كان يكمن فيه روح التسامح وقبول الأديان الأخرى حتى ولو كان مقابل الضريبة وغيرها ، فهذه العقلية المسلطة الموجودة في دول المنطقة وحركاتها وكردستان ، تقف بشكل عائق أمام كل تطور ولا يقترب بالمقاييس الديمقراطية من الأمور رغم ادعائها لها كثيرا وحتى لن تسقط من أفواهها ولو لحظة ولكن تريد أن تكون الجديد وفق مقاييسه ولكن ينسى أن الجديد تجاوزه منذ زمن وأصبح الصوت ليس بالصوت الأول الذي كان يغني ويعزف على وتره .أن كل ما أوضحناه ليس من باب أن الشخصيات القديمة لا تستطيع التحول أو قيادة التطورات الحديثة ولكن القضية يتعلق بمدى إجراءهم للتغيرات في ذواتهم ، وتأقلمهم معها . أم أنهم يريدون صبغ الجديد بصبغتهم وكان جميع التطورات والتغيرات تكمن فيهم ولا يمكن تجاوزهم .
أن التغيير والتحول والدمقرطة لا يمكن أن تكون وفق هواية ورغبات البعض ، بل وفق المتطلبات والظروف والشروط المتغيرة ، لذلك يتطلب من التنظيم والحركات التي تناضل وتعمل في الواقع الكردستاني وحتى الحركات الموجودة في المنطقة أن تقترب من هذه الأمور بموضوعية تامة وبعقلية متنورة وإلا فلا يمكنها من تجاوز الترميمات والترقيعات من أجل إطالة عمرها ، وتتحول مثالها إلى كمن يريد أن يولد الفأر جملاً . أن وضع دول المنطقة من حيث العقلية معروفة بأنها لا تسمح بتحول أو تغير خارجها وتتهمها بالكثير من الأشياء وكان التغير والتحول والدمقرطة عائدة لها أي أنه أن كان هناك دمقرطة فيجب أن يمر من خلالها أو إذا كان هناك تحفظ وتسلط ويجب أن يكون أيضا من خلالها ، إن هذا يعبر عن العقلية المركزية التي تضع نفسها مركز جميع التطورات كما كان الأنبياء والرسل والآلهة تتسم بهذه السمات فهذه الدول والحركات والتنظيمات الشمولية ترى إلى نفسها بأنها تلعب دور الآلهة أو الرسل وأن الخير والشر يكون من خلالها . وهذا هو الجانب الخطر والذي يخيف المستقبل كثيرا لأن هذه العقلية سيكون نتيجتها عواقب وخيمة قد تؤدي إلى كوارث وما الكارثة التي تعيشها الحضارة عامة والشرق الأوسط خاصة هو أحد ثمار هذه العقلية المتجذرة منذ التاريخ .
أن هذه العقلية تقترب من التطورات الخارجة عن نطاقها كما يقترب الدين من المرتد والملحد ويعمل على تهميشه وتقزيمه ولا يكتفي بهذا بل يعمل على فرض العقوبات عليه ، وكأنها حق طبيعي لها رغم ادعائها بالديمقراطية .وهذه العقوبات تصل إلى درجة التصفية والإمحاء وإزالتها من الوجود عن طريق العنف والضغط والشدة . ونتيجة خوفها من الصراعات السياسية والفكرية لا تدع المجال لها . وهذا ما يسفر عن انعكاسات سلبية على المجتمع من حيث الآثار والنتائج ، وقد يحول المجتمع إلى رعاع لا حول ولا قوة له إلا بالاستنجاد بهذه القوة أو السلطة أصحاب هذه العقلية وبالتالي يتم تشليل قوى المجتمع ، ومثل هذه المجتمعات الرازحة تحت هذه العقلية فأنها لا تستطيع أن تمثل إرادتها ، وتقوم بتطبيق كما يقال لها ويعتبرها بأنها هي حقيقتها وواقعها لابد من قبولها .
#زوهات_كوباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وقفة مع شهر اذار وسورية
-
تجاوز العقلية الذكورية المهيمنة هو الطريق نحو تحرر المرأة وا
...
-
نحو 12 آذار
-
مستقبل العرب والاكراد ليس بالانكار والامحاء والعصيان تجاه ال
...
-
كيف يمكن قراءة الاحداث والتطورات في العراق الحديث
-
شهداء مجزرة موصل في سطور
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -3
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -2
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -1
-
مكانة عملية المضربين عن الطعام (مروان ورفاقه الذين انضموا ال
...
-
حوار نثري مع شيلان
-
قراءة في لوحة شيلان
-
العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا
...
-
العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا
...
-
شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب
-
مجزرة الموصل العبر والدروس، المهام والوظائف
-
رسالة الى شيلان تخاطبها وتذكرها بحقيقتها رغم فراقها الابدي
-
ضرورة تجاوز الاحكام المسبقة في العقلية العربية والكردية
-
الاحزاب في جنوب غربي كردستان ومتطلبات المرحلة
-
الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|