أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً














المزيد.....

الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3994 - 2013 / 2 / 5 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشكلين سياسيين لم تتجذر الجمهوريةُ والمَلكيةُ الديمقراطيتان في تاريخ العرب والمسلمين لظروفٍ موضوعيةٍ وذاتية كثيرة، حيث اعتمدت على فئاتٍ وسطى صغيرة أو على أسر الأشراف، فكان عهدُ الخلفاء الراشدين المقارب للشكل الأول بلا طبقة وسطى واسعة، وعلى سكان من البادية لم يصلوا لمستوى المؤسسات الديمقراطية ولم يستطيعوا تطوير مؤسسة الخلفاء الراشدين بعد ذلك نحو الشكل الجمهوري الديمقراطي المتجذر.
فكان شكلُ الحكم المَلكي الارستقراطي هو السائد رغم قيام بعض الخلفاء الاستثنائيين بمقاربةِ العدالة والحكمةِ في إدارة الشؤون العامة.
والشكلان الجمهوري والمَلكي لم يتوصلا للديمقراطية المعاصرة بسبب الاعتماد على الفتوح وهو شكلٌ إقتصادي لا يجذر علاقات ديمقراطيةً نهضوية، ويعتمدُ على الحروب وسهولة المغانم وضعف الانتاج والتي تجرُّ بعضَ الشعوب البدائية لدوائر العالم الإسلامي، ثم تثأرُ لنفسها من مدينتهِ بغزوها حتى بقيتْ هذه الأقسامُ لحد الآن على ضفافِ الحضارة متخذةً أشكالاً بدوية قديمة محافظةً شمولية تحسبها نموذجاً للإسلام. فيما كان الخَراجُ الوجهَ الآخر من الاقتصاد يستنزفُ المنتجين ويمنع تشكل فئات وسطى منتجة متطورة المهن والإنتاج العقلي ويصنع عاملين منهارين.
وفي العصر الحديث توجهتْ شعوبٌ عربية وإسلامية للشكل الجمهوري قافزةً على التراكمين الديمقراطي والاقتصادي المؤديين لحداثةٍ إنتاجية، فقامت القوى العسكريةُ بالهيمنةِ على الفوائض مُبعِّدةً الجمهورَ عن المشاركة السياسية حتى انتفى الشكلُ الجمهوري من أبسط مضامينه.
ولهذا فإن استعادة نفس الشكل الجمهوري للأنظمة الجديدة من قبل القوى البرجوازية الصغيرة الدينية لا يعني قدرة هذه الفئات على تجذير الشكل، لكونها لا تملكُ رأسَ المال الذي تساهمُ به في المصانع والمؤسسات الاقتصادية، وقد تصيبها شهوةُ الحكم فتحتكر القسمَ الأكبر من رأس المال الوطني فتعيدُ سيرةَ الجمهوريين السابقين.
الأنظمةُ المَلكيةُ التي حافظت على مسار اقتصادي ديمقراطي عبر عقود كالمملكةِ المغربية والمملكة الأردنية وطورتاه حالياً نحو الحكومات المنتخبة تحدثُ تراكمات اقتصاديةً تتوجهُ لتكوين طبقاتٍ وسطى حرة متدرجة التكوين ومع طبقات عاملة وهي لاتزال في أوضاع اقتصادية صعبة، وهي من الممكن أن تؤسسَّ مَلكيات دستورية حقيقية، خاصة مع رفض برامج القوى البرجوازية الصغيرة المذهبية السياسية ذات البرامج المناقضة للحداثة، حيث لا تؤمنُ بالمساواة بين الأجناس والأديان، ولا تفصلُ الميراثَ الديني التقليدي كما كونتهُ الارستقراطياتُ العربية الشمولية القديمة عن السياسةِ الديمقراطية الحديثة، وهي تتوهم كفئات صغيرة إنها قادرة على تحقيق الديمقراطية وهي مسألة تحتاج لاقتصاد متطور حر في حين أنها تفرضُ العقبات على أشكال اقتصادية واجتماعية كبيرة تنمي رأس المال الوطني.
إن الطائفيين السياسيين في اعتقادهم بتمثُل السلف الجمهوري الإسلامي لا يفهمون الظروفَ العامة لتكونه، معتمدين على أجزاءٍ تراثية مبتورةٍ معلقة في الهواء.
أما دول الخليج فمقاربتها للمَلكية الدستورية تحتاج لهذا التطور الاقتصادي الاجتماعي نفسه، وهنا توجد الرساميل لكن الطبقات الوسطى والعمال الوطنيين الحديثين بحاجةٍ لجهود تحولية كبيرة فالفوائض تذهبُ عنهم بعيداً، فهم أساسُ تكون المَلكيات الدستورية من حيث تكوين الانتاج الحديث الديمقراطي المتطور أساس الأشكال السياسية العقلانية.
هنا يلعب الهدرُ في المُلكيات الاقتصادية وعدم عودة أغلب الفوائض للانتاج، وتضخم البيروقراطيات المستنزِفة للاقتصاديات وتخلف وسائل الانتاج للمواد الخام التي تعيش على ضفاف المجتمعات غير قادرة على إعادة تشكيل السكان تحديثياً، هذه كلها تجعلُ الأشكالَ السياسية بحاجةٍ لأشواطٍ كبيرة لمقاربة المَلكيات الدستورية. فهذه تجعلُ البرلمانات غيرَ قادرةٍ على النفاذ إلى صنعِ السياسات المعبرة عن القوى السكانية الحديثة وعن تصعيد الرساميل الحرة الواسعة الانتشار في الانتاج، ولكن عبر التراكمات السياسية الاصلاحية وتوسع الثقافة التنويرية الديمقراطية وتصعيد القوى الوسطى والعمالية التحديثية تُوضع أسس لتحولات مهمة.
إنقسامُ العالم العربي الإسلامي بين شكلين من المؤسسات السياسية هو جزءٌ من تباين رؤى التراث الإسلامي، ومع تطور تجارب الرأسمالية الحديثة المُنتجة في كلا القسمين فإن الأشكالَ السياسية من مَلكيةٍ وجمهورية معبرة عن الناس المنتجين لا تجد بينها تناقضاً كما هي الحال في أوروبا الغربية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأشكالُ السياسيةُ والتطور الصناعي
- الجمهورية والرأسمالية
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعب (4-4)
- إسحاق يعقوب الشيخ وحلمُ شعبٍ (3)
- ديمقراطيةٌ متدرجةٌ في الخليج
- ثورةٌ تقودُها البرجوازيةُ الصغيرة (2-2)
- ثورةٌ تقودُها البرجوازية الصغيرة (1-2)
- العمال والنقابات والطائفية
- الديمقراطيةُ أو الفاشيةُ
- إيران و مخاطر تجربة ألمانيا الهتلرية
- نضالٌ ديمقراطي مشتركٌ
- صراعُ الطائفيين في سوريا: الخاتمةُ المروعةُ
- اليسارُ والطائفيةُ (2-2)
- اليسارُ والطائفيةُ(1-2)
- الكائنُ الذي فقدَ ذاته
- جذورٌ أبعد للطائفيات السياسية
- وطنيون لا طائفيين
- تكوينُ برجوازيةٍ هجينة
- العمال والطائفية.. اختطاف العمال
- العمالُ والطائفية وتخاذلُ التحديثيين


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - الجمهوريةُ والمَلكيةُ عربياً