أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة















المزيد.....

حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1151 - 2005 / 3 / 29 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من خلال المعلومات المتراكمة عبر ما يقرب على سنتين من تاريخ بدء العمليات الارهابية في العراق، بات واضحا إن هدفها هو إعاقة العملية السياسية وإثارة فتن طائفية او عنصرية، هذا إلى جانب إفراغ شحنات من الحقد الطائفي أو العنصري البغيض لبعض الجهات، سواء كانت أجنبية أم عراقية، كانت ومازالت تتجلى بقتل عشوائي للشيعة مستغلين المناسبات الدينية التي يقيم بها الشيعة للمارسة طقوسهم الدينية. وبات أيضا واضحا إن حكومة علاوي ليست جديرة بمحاربة الارهاب والقضاء عليه، بل ذهبت مذهبا آخر غير ما يجب أن تكون عليه الأمور، فتركت هذه السياسة أدرانها القاتلة متمثلة بإعادة تأهيل البعثيين، مجرمين كانوا أم أبرياء، ليعودوا فيتحكموا بمفاصل السلطة من جديد، وكذا تركت تلك الفترة ما هو أخطر بكثير، وهو أن جميع أجهزة القوات المسلحة وقوات الأمن الداخلي أكثر من مخترقة، بل إن بعض الإدارات أعيدت بعثية بالكامل، كل هذه المعضلات والزمن الافتراضي للوزارة الجديدة، إن تشكلت فعلا، قصير جدا، فهل تنجح الوزارة الجديدة بمعالجة الملف الأمني؟
ماهي ياترى المفاصل الأساسية لقمع الإرهاب؟ طبعا عدا الشق السياسي منه والمتمثل بإعادة عجلة الإنتاج من جديد وتوفير الخدمات والوضائف وما إلى ذلك من سياسات الاحتواء للجريمة والبطالة والفساد الإداري حلفاء والإرهاب في العراق.
إن الشروط التي وضعها حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين للمشاركة بالعملية السياسية حين دعي للمشاركة بها، إنها بحق تمثل برنامجا وطنيا يقضي على الإرهاب بالكامل، فالواجهات السياسية للإرهاب البعثي أحرص على البعث من أي جهة أخرى، وهي التي تشي بالذي يصيب البعثيين بمقتل، وهيئة علماء المسلمين تقدم دائما الدليل تلو الدليل على تورطهم المباشر في الإرهاب العثي وإنهم يمثلون البعث ولا علاقة لهم بدين، أي دين، وهذا يمكن أن يعتبر سببا كافيا بأن يكون ما يقولوه هو ""مربط الفرس الحقيقي""، فلسنا بحاجة إذا إلى برامج وفلسفة وإجتهادات، فهم يقولون ما الذي يصيبهم بمقتل، ولا بد من العقاب لأن الديمقراطية تعني سيادة القانون وليس حرية المجرمين بإقتراف جرائمهم.
قبل أيام كنا نسمع من الضاري رئيس هذه الهيئة يضع شروطا لإشتراكهم بالعملية السياسية، عدى عن كونها تعجيزية، فإنها حقا تثير الأعصاب بالرغم من أنه يؤكد على أنها ترقى إلى مستوى المبادئ التي لا يمكن التجاوز عليها، وهي تلك الشروط التي طالما حاولت واجهات البعث البغيض تسويقها بصيغ مختلفة على كل المستويات، بدءا من عمرو موسى راعي الإرهاب في العالم العربي وإنتهاءا بالضاري، وكل يوم يضاف إليها شرطا أو يحذف آخر حسب ما تمليه الظروف والواقع الموضوعي بالنسبة لهم. محاولات تسويق المشروع البعثي تحت الواجهة الدينية لم تزل على ماكانت عليه منذ اليوم الأول، ولكن ما يهمنا من الموضوع هو برنامج القضاء على الإرهاب في العراق، وهذا ما نجده كاملا في شروط الضاري، فلنراجع هذه الشروط.
جدولة خروج الاحتلال الأجنبي من العراق، في الوقت الذي أصبح من الواضح، بل من البديهيات، إن البعث يعد نفسه بشكل يسمح له الاستيلاء على السلطة يوم تنسحب القوات المتعددة الجنسية، حيث إن جميع القوات العراقية سواء كان الجيش أم قوى الأمن الداخلي، كما أسلفنا مخترقة من قبل البعثيين، حيث يكون بإمكانهم من خلال هذا الاختراق أن يسيطروا على مقاليد الأمور في البلد خلال فترة وجيزة جدا، في الوقت الذي هم متأكدون من الدعم العربي العسكري والمعنوي لهذه الخطة المبيتة، هذا بالإضافة إلى دعم الإعلام العربي ودعم أوربا بقيادة فرنسا وألمانيا وآسيا بقيادة روسيا والصين، أما الجانب المسلم من آسيا فهو أيضا مضمون بالكامل من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي. هكذا، وفي حال خروج القوات المتعددة الجنسية من العراق يمكن تحقيق هذا الأمر بمنتهى السهولة واليسر، وآن ذاك لم يعد باستطاعة القوات المتعددة الجنسية أن تعود من جديدن حيث يكون قد فات الأوان. وإن أي اعتراض لهذه الخطة يعني ضمنا، بالنسبة لهم، نوعا من الدعم لقوات الاحتلال، وبكلمة أخرى نوعا من العمالة فيما لو أخذ الأمر على عواهنه وبشكل سطحي على الطريقة البعثيةالعروبية. وهذا الأمر الذي يعتبر جريمة بكل المقاييس، لأنه مؤامرة مكشوفة وتنسيق مع قوى أجنبية متعددة.
1. لذا يجب أن يؤخذ بنظر الإعتبار وأن لا تدعى القوات المتعددة الجنسية للخروج من البلد قبل التأكد من إجتثاث البعث، وتنظيف الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي من عناصر الشر البعثي.
ويستمر الضاري بوضع شروطه، وهي الاعتراف بالمقاومة للاحتلال كحق مشروع أباحته الدساتير والقوانين الدولية والشرعية، على حد قوله.
أي صفاقة هذه!! إنه يدعوا لأن يكون الارهاب دستوريا في العراق ويكرس له القانون، فمثلا يكون هناك قانون ينص على أن من يقتل على يد بعثي أو إرهابي فهو فطيسة، ويحق للبعثي أن يطالب بفدية عن الأضرار المعنوية التي أصابت البعثي وهو يقوم بمهمته الشريفة حسب مفهوم ومعتقد الضاري، ولا يكتفي بأن تكون القوانين العراقية مكرسة لذلك، بل يريد لقوانين ودساتير العالم أن تبيح للبعثيين قتل من يريدون، دون أن يكون هناك عقاب، وربما سوف يطالب الضاري في المقابلة القادمة أن يأخذ البعثي مكافئة على قتل الأبرياء!!!!!!! كل ذلك لأن القاتل بعثي!!!!!!
2. لسنا بحاجة للقول أن يجب القضاء على المقاومة وعدم شرعنتها، فهي من البديهيات.
و يمضي أبعد، هذا الضاري، فيشرط لاشتراكه في العملية السياسية""إطلاق سراح الموقوفين"" هكذا بدون مراعات للقانون، هذا فضلا عن مشاعر العراقيين، لأنهم بنظر هذا الضاري بلا مشاعر، فهو يدعو لاطلاق سراح جميع القتلة المعتقلين قبل أن ينتهي التحقيق معهم بشأن ما اقترفوه من جرائم! وكأنهم لم يفعلوا شيئا على الاطلاق! وكأن كل هذه الجرائم التي تقترف يوميا من صنع أشباح لا وجود لها على أرض الواقع! وكأن كل تلك الضحايا ليس لها وجدود! أي صفاقة هذه!!!! وعلى الحكومة أن تطلق صراحهم لأنهم بعثيين!!! فهو يقيم وزنا للمجرم فقط، مستبيحا بذلك دم العراقي للإرهاب ويجزم إن على الشرفاء أن يفعلوا ذلك، ولا ندري هل للشرف معنى آخر لدى هؤلاء الأوغاد؟ وهل للقانون والعقاب والجريمة معاني غير التي نعرفها؟؟؟؟!!!!!! وهل هذا يعني إننا يجب أن نقتل من نشاء ووقتما نشاء في العراق الديمقراطي الجديد؟؟؟!!!! والأغرب من ذلك إن هناك من يريد أن يشرك هؤلاء المجرمين بالعملية السياسية، ويأتي هو ليضع شروطا!!!
3. المهم هنا هو أن لا يطلق سراح أي شخص تم إلقاء القبض عليه ومتهما بقضايا إرهابية حتى تتم محاكمته ويأخذ عقابه العادل، وليس ذلك العقاب المهزلة الذي عاقبتهم به محكمة علاوي الكوميدية، فهذه المحكمة تحكم على مجرم يخبئ مخزن أسلحة هائل في بيته بسجن لمدة سنة، في الوقت الذي كان به موقوفا منذ سنة، أي إنه يجب أن يطلق سراحه فورا ليعود فيمارس هوايه المفضلة بقتل العراقيين.
ولم يكتفي الضاري بذلك فيضع شرطا آخر، ""التوقف عن الانتهاكات والمداهمات التي تقوم بها سلطات الاحتلال للقوى الشريفة والوطنية"" طبعا يقصد هنا الضاري أن الملاذات للإرهابيين يجب أن تبقى آمنة، وومخابئ الأسلحة التي تقتل العراقيين كل لحظة يجب أن لا يمسها أحد إلا الإرهابيين من فلول النظام العفالقة الجبناء بعد أن وفر لهم أياد علاوي كل الدعم الذي يريدوه، فها هو الضاري يطلق تصريحاته كمتحدث رسمي بإسم الجريمة والمجرمين، ولا يكتفي بهذا الطلب، فيذهب بعيدا ليصفها بالقوى الشريفة والوطنية، فالشرف هو أن تقتل الآمنين!!! والوطنية هو أن تخرب كل ما في الوطن!!!!!!! فمن سمح لهذا الرجل أن يتحدث ويدلي بتصريحات، إنها حقا قنابل ذرية تستهدف تحديدا نفسية العراقي لتحطيمها حين يسمع هذا الصلف الغير معهود، ويكفر بالديمقراطية جملة وتفصيلا لأنها مازالت تعتبر هذا المجرم بريئا وطليقا لحد هذه اللحظة ويتحدث كناطق رسمي بإسم الإرهاب.
4. لذا يجب أن لا يترك بيتا أو زاوية أو بستان أو أي مكان إلا ويداهم ويفتش على حين غرة من ساكنيه.
اما آخر الشروط هو ""إلغاء هيئة اجتثاث البعث"" وأنا أسأل هل سنكون بحاجة لهذا الشرط بعد أن تنفذ شروط الضاري الأخرى؟؟؟ فالذي سوف يم اجتثاثة بعد تنفيذها هو العراقي وليس البعثي. وهنا اعود لما بدأت به، وهو كيفية مكافحة الإرهاب كمهمة ملقات على عاتق الحكومة الجديدة، وأسأل إذا لم تكن هذه الشروط هي التي تصيب البعثيين بمقتل، لمذا يطالب الضاري بها؟ فهي كما أعتقد، يجب ان تمثل برنامج للحكومة القادمة للقضاء على الإرهاب، وسوف تنجح بلا أدنى شك، ولكن عليها أن تبدأ من آخر شرط وتعكسه.
لذا يجب أن تتمسك الحكومة بهيئة اجتثاث البعث مع زيادة عدد العاملين بها إلى عشرة آلاف، أو أكثر، من العراقيين الشرفاء، كما نفهم الشرف نحن وليس كما يفهمه الضاري، ومن ثم باقي الشروط معكوسة.
بقي أمر واحد، لماذا عشرة آلاف شريف لإجتثاث البعث؟
فلو عرفنا أن البعثيين قد فاق عددهم خمسة ملايين في العراق، ولكن من حصل على عضوية حزب البعث لا يزيد عددهم على نصف مليون وأعتقد إن السجلات موجودة. فلو كان الشخص الواحد يستطيع مراجعة خمسين ملف خلال ثمانية أشهر، فإن الهيئة تستطيع أن تضع علامات استفهام كبيرة على المجرمين منهم، بحيث يتم التريث بأمر إعادة تأهيلهم حتى يصار إلى تحقيق كامل بشأنهم، وهذا يمكن أن يكون في المرحلة القادمة، أي بعد كتابة الدستور.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلال الحرية والديمقراطية في العراق
- هل ستمضي العملية السياسية كما أريد لها؟
- كان على الجميع أن يتوقعوا تأخير تشكيل الحكومة
- مازق الدكتور الجعفري بتشكيل الوزارة
- الثورة اللبنانية بقيادة منظمات المجتمع المدني
- القوات المسلحة هي كلمة السر لتحالفات الفترة الانتقالية
- مشاهد الانتخابات ليست مجرد مشاهد رومانسية
- نصائح كسينجر وشولتز الجديدة للإدارة الأمريكية
- المأزق الحقيقي بعد الانتخابات
- الديمقراطية عدوهم اللدود
- لم لا نحلم معا أيها الصديق؟
- نتائج أولية للانتخابات العراقية
- خارطة المواقف من الانتخابات وهذيان الشعلان
- المسافة بين استئصال البعث إعادة تأهيل البعثي
- تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث
- حق التمثيل في العراق يشوبه التشويه
- حل القوات المسلحة الصدامية لم يكن خطأ، بل أصح قرار
- الانتخابات العراقية، قائمة إتحاد الشعب
- منهجية جديدة للبعث في الإرهاب
- أمير الدراجي والانتحار انتخابيا


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - حارث الضاري يضع البرنامج الأمني للمرحلة القادمة