أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسيب شحادة - من ميزات الشرق الأوسط















المزيد.....

من ميزات الشرق الأوسط


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 22:35
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


من ميزات الشرق الأوسط
أ. د. حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
الأقليات

تمتاز منطقةُ‏ ‬الشرق الأوسط بسماتٍ‏ ‬كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ثلاثا كما سيتبيّنُ‏ ‬أدناه‏. ‬كثرة الأقليات العرقية او الدينية مثل العلويين والأرمن والسُّريان والبهائيين والعرب المسيحيين والكلدانيين والدروز والأقباط والأكراد والشيعة واليزيديين والفلاشا والقرّائين والشركس والصابئة والعيسويين‏ (‬اليهود المسيحيون‏) ‬والسامريين‏. ‬
لا ريبَ‏ ‬أنّ‏ ‬أحوالَ‏ ‬مثل هذه الأقليات، لا سيما في‏ ‬البلدان التي‏ ‬لا تمارس النظامَ‏ ‬الديموقراطي،‏ ‬وما أكثرَها،‏ ‬فالمواطن العربي‏ ‬خبير بها،‏ ‬لا‏ ‬يُحسَد عليه بتاتا‏. ‬لا نُغالي‏ ‬إذا ما قلنا بأن كيفيةَ‏ ‬معاملة الأكثرية للأقلية‏ ‬ينسحب إيجابا أو سلبا على مدى وجود الحرية والمساواة النسبية أو انعدامهما في‏ ‬دولة ما‏. ‬ما زال الانسان في‏ ‬جلّ‏ ‬الحالات،‏ ‬إن لم‏ ‬يكن في‏ ‬كلّها،‏ ‬يعامل أخاه الانسانَ‏ ‬الذي‏ ‬يختلف عنه من حيث الدينُ‏ ‬أو العِرقُ‏ ‬معاملةً‏ ‬بعيدة عن الإنصاف والموضوعية‏. ‬تلك المعاملة القاسية والأثيمة لا تمتّ‏ ‬بأية صلة لا بأديان البشر ومعتقداتهم ولا بمبادئ حقوق الانسان في‏ ‬عصرنا المتحضر الذي‏ ‬يبدو في‏ ‬بعض الاوضاع محتضرا‏. ‬

قد‏ ‬يخفى على الكثيرين من بني‏ ‬آدم بأن اختلافَهم‏ ‬ينبغي‏ ‬ألا‏ ‬يؤدّي‏ ‬إلى أي‏ ‬شكل من أشكال التمييز والاضطهاد أو التنافر والضغينة والعداوة‏. ‬في‏ ‬مثل هذا الاختلاف ثراء وبهجة وتفاعل خلاق بين أبناء الشعوب المختلفة‏. ‬الكل مختلفون إلا انهم متساوون كما‏ ‬يقال في‏ ‬الشعارات التي‏ ‬تطلقها منظّمات حقوق الانسان العاملة في‏ ‬شتّى بقاع العالم‏. ‬لا بدّ‏ ‬من التركيز على الجوانب الإيجابية وإبرازها وتنميتها بغية تحقيق أكبر قدر ممكن من التفاهم والسعادة المنصبّين في‏ ‬الصالح العام‏. ‬ما‏ ‬يرنو اليه الانسان الحرّ‏ ‬المثقّف والمؤمن الحقيقي‏ ‬شيء والواقع المرير مرارة العلقم في‏ ‬شتّى أرجاء المعمورة شيء آخر‏. ‬ما زالت الطبيعة حتى في‏ ‬أقاصي‏ ‬الشمال والجنوب من الكرة الارضية أقلَّ‏ ‬قسوةً‏ ‬وضراوةَ‏ ‬من معظم البشر‏. ‬طبيعة الانسان أرضية واهية بحدّ‏ ‬ذاتها وقلّما تقوى لتخطّي‏ ‬الحدود الضيقة للأنانية لتحلّق عاليا في‏ ‬فضاء الصالح العام ومحبّة الغير والخير‏.‬

مهد الأديان
ا‏. ‬العهد القديم
أما السمة الثانية التي‏ ‬تمتاز بها منطقة الشرق الأوسط فهي‏ ‬كونها مهد الأديان السماوية الثلاثة،‏ ‬اليهودية والمسيحية والإسلام‏. ‬ولكل واحد من هذه الأديان كتاب مقدّس،‏ ‬العهد القديم،‏ ‬العهد الجديد والقرآن‏. ‬يضمّ‏ ‬العهد القديم ثلاثة أقسام،‏ ‬هي‏ ‬التوراة والأنبياء والكتابات وتُعرف باللغة العبرية اختصاراً‏ ‬باسم‏ "‬التَناخ‏"‬‏ ‬وعدد الأسفار أربعة وعشرون حسب التقليد اليهودي‏ ‬منذ عصر عزرا الكاتب في‏ ‬القرن السادس ق.م‏. ‬وتسعة وثلاثون وفق التقسيم المسيحي‏. ‬تُعتبر التوراة أو الشريعة أي‏ ‬الأسفار الخمسة الأولى‏ ‬(Pentateuch)‏ ‬وهي‏ ‬لفظة من أصل‏ ‬يوناني‏ ‬Pentateukhos‏ ‬وتعني‏ "‬ذي‏ ‬الخمسة أسفار‏" ‬ومن هنا ظهر الاسم العبري‏ ‬החומּש‏ ‬والمعروف أيضا باسم أسفار موسى وهي‏ ‬سفر التكوين‏ (‬أو الخليقة‏)‬،‏ ‬سفر الخروج،‏ ‬سفر اللاويين‏ (‬سفر الأحبار‏)‬،‏ ‬سفر العدد وسفر التثنية‏ (‬أو تثنية الاشتراع‏)‬،‏ ‬أهم أقسام العهد القديم‏. ‬لعب الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد‏ ‬(Bible)‏ ‬دورا رئيسيا في‏ ‬بلورة الفكر والإيمان والسياسة والفن لدى المجتمعات الغربية‏. ‬وتتحدّر لفظة‏ ‬Bible‏ ‬من اليونانية‏ ‬biblion‏ ‬أي‏ "‬كتاب‏" ‬وصيغة الجمع‏ ‬biblia‏ ‬والأصل صيغة التصغير‏ ‬biblos, bublos‏ ‬ومعناها‏ ‬ورق البردي‏. ‬ومن هذه اللفظة أي‏ "‬الكتاب‏" ‬اشتقت الكلمة‏ ‬biblioteca‏ ‬أي‏ "‬المكتبة"وأخواتها في‏ ‬العديد من اللغات الهندو-أوروپية مثل‏: ‬الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والسويدية أما في‏ ‬الإنجليزية فلفظة‏ ‬library‏ ‬فمشتقة من الكلمة اللاتينية‏ ‬liber‏ ‬التي‏ ‬تعني‏ ‬في‏ ‬الأصل‏ "‬لِحاء الشجر‏" ‬،ومن ثمّ‏ "‬الكتاب‏" ‬والعديد من اللغات تميـّز بين‏ "‬المكتبة‏" ‬و‏ "‬حانوت الكتب‏".‬
يرجع تاريخُ‏ ‬تدوين هذه الأسفار الدينية المقدسة إلى حوالي‏ ‬سنة ‏١٥٠٠ق‏. ‬م‏. ‬أي‏ ‬قبل ‏٣٥٠٠‬ عام‏. ‬دُوّن العهدُ‏ ‬القديم باللغة العبرية الكلاسيكية‏ ‬(Biblical Hebrew)‏ ‬باستثناء بعض الفصول والآيات التي‏ ‬كُتبت باللغة الآرامية القديمة وهي‏ ‬لغة سامية أيضا‏. ‬هذه المادّة باللغة الآرامية موزّعة على أربعة أسفار هي‏: ‬سفر التكوين ‏١٣:٧٤ ‬كلمتان؛ سفر عزرا ‏٤:٨-٦:٨١‬،‏ ٧:٢١-٦٢‬؛ سفر إرمياء ‏٠١:١١‬؛ سفر دانيال ‏٢:٤-٧:٨٢. ‬والجدير بالذكر أن الطبعة الأولى للكتاب المقدّس قد صدرت عام ١٤٥٥م‏. ‬
يعود تاريخ أقدم مخطوطة للعهد القديم قبل العثور على مخطوطات البحر الميت عام ١٩٤٧م إلى حوالي‏ ‬سنة ‏٨٩٥م‏. ‬بالإضافة إلى كتاب العهد القديم الذي‏ ‬يدعوه اليهود الربّانيون أيضا باسم التوراة المكتوبة‏ ‬أو‏ ‬المقْرا‏ ‬هناك ما‏ ‬يُسمى‏ ‬بالتوراة الشفوية‏ ‬المشتملة على المشناة والتلمود وهما بمثابة تفسيرات وشروح على العهد القديم‏. ‬تحلّى الكتبة، أي‏ ‬نُسّاخ مخطوطات العهد القديم، بدرجة عالية جدا من الدقّة والأمانة والتركيز في‏ ‬عملهم وهذا‏ ‬يتجلّى بوضوح إثر مقارنة تلك المخطوطات بلفائف‏ ‬(scrolls)‏ ‬البحر الميت التي‏ ‬نُسخت في‏ ‬الفترة الواقعة ما بين ‏٣٠٠‬ق.م‏. ‬و ‏٨٦ ‬م‏. ‬تلك اللفائف التي‏ ‬اكتشفت في‏ ‬خمسة مواقع بالقرب من البحر الميت مصنوعة من ورق البَردى والجلد باستثناء واحدة من النحاس‏. ‬راعٍ‏ ‬بدوي‏ ‬تلحمي‏ ‬عثر على اللفائف الأولى عام ١٩٤٧ ‬في‏ ‬خربة قُمران الواقعة على الساحل الشمالي‏ ‬الغربي‏ ‬للبحر الميت‏. يبدو أن لفائف قُمران‏ (‬قرية بناها اليهود الإسيّون‏ ‬(Essenes)‏ ‬ما بين الأعوام ١٣٠-١١٠ق.م‏.‬،‏ ‬دمّرتها هزّة أرضية عام ‏٣١ ‬ق.م‏. ‬ثم بُنيت من جديد ودمّرها الرومان عام ٦٨م‏) ‬كانت جزءا من مكتبة طائفة الإسيين التي‏ ‬ظهرت على مسرح التاريخ فيما بين ٢٠٠‬ق.م‏.- ٦٨‬م‏. ‬في‏ ‬قُمران عُثر على مئات المخطوطات التي‏ ‬كانت محفوظة في‏ ‬أحد عشر كهفا‏. ‬تبيّن من مقارنة ما ورد في‏ ‬مخطوطات قُمران بنصّ‏ ‬الكتاب المقدس الذي‏ ‬بين أيدينا أن لا فروق تُذكر خلال الألفي‏ ‬عام‏. ‬إن‏ "‬كل الكتاب المقدّس موحى به من الله‏" ‬كما ورد في‏ ‬رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس ‏١٦: ٣ ‬وكان النبي‏ ‬موسى بن عمران كليم الله أوّلَ‏ ‬كاتب سنة ١٥٠٠ ‬ق‏. ‬م‏. ‬تقريباً‏ ‬وآخر الكتّاب كان‏ ‬يوحنا الرسول حوالي‏ ‬عام ‏١٠٠ ‬م‏. ‬يبلغ‏ ‬عدد الذين اشتركوا في‏ ‬كتابة الكتاب المقدس بعهديه حوالي‏ ‬الأربعين‏. ‬تُرجم العهد القديم أولا إلى اللغة الآرامية‏ ‬(Targum)‏ ‬فإلى اليونانية وتعرف بالترجمة السبعينية‏ ‬(Septuagint)‏ ‬فإلى اللاتينية‏ ‬ (Vulgate)‏. ‬

ب‏. ‬العهد الجديد

أما‏ ‬العهدُ‏ ‬الجديدُ‏ ‬المعروفُ‏ ‬أيضا باسم‏ "‬الإنجيل‏"‬‏ ‬فقد تمخّض عن الكنيسة ولفظة‏ "‬إنجيل‏" ‬متحدرة من اللغة اليونانية ومعناها‏ "‬البُشرى،‏ ‬البشارة‏" ‬ويحتوي‏ ‬على ‏٢٧ ‬سِفرا تتطرق إلى حياة‏ ‬يسوع المسيح وتعاليمه وبداية الديانة المسيحية‏. ‬يعود تاريخُ‏ ‬تدوينِ‏ ‬هذه الأسفار إلى النصف الثاني‏ ‬من القرن الأول للميلاد‏. ‬هذا الإنجيل بصورته اليوم‏ ‬يعود إلى عام ‏٣٦٧م‏. ‬أي‏ ‬إلى عهد المطران الكبير أثناسيوس‏. ‬ولغة الإنجيل الأصلية هي‏ ‬اليونانية التي‏ ‬كانت شائعةً‏ ‬في‏ ‬تلك الحقبة الزمنية في‏ ‬منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط‏. ‬مما‏ ‬يجدر ذكرُه أن أقدم مخطوط لبعض أقسام من الإنجيل‏ ‬يعود تاريخُه إلى أوائل القرن الثاني‏ ‬للميلاد‏. ‬لا نحيد عن جادّة الصواب إذا ما قلنا بأن الكتابَ‏ ‬المقدّس بعهديه القديم والجديد قد تُرجم إلى أكبر عدد من اللغات في‏ ‬العالم‏. ‬

ج‏. ‬القرآن الكريم

أخيرا جاء القرآن العربي‏ ‬المبين الذي‏ ‬يُعرف أيضا باسماء أخرى مثل‏ "‬الكتاب والمصحف والذِكر والفُرقان‏".‬‏ ‬نزل القرآن في‏ ‬غضون عشرين عاما ونيّف ٦١٠-٦٣٢‏. ‬وقد جمع الخليفة الراشدي‏ ‬الثالث،‏ ‬عثمان بن عفّان‏ (٦٤٤-٦٥٥م‏)‬،‏ ‬نصّ‏ ‬القرآن المتضمن على ١١٤ ‬سورة مكية ومدنية وفق طول السور وليس حسب زمن النزول‏. ‬هناك الحديث النبوي‏ ‬الشريف الذي‏ ‬يقابل التوراة الشفوية‏ ‬‏(‬תורה שבעל פה‏)‬‏ ‬لدى اليهود‏. ‬ومما‏ ‬يجدر ذكرُه بأن اليهودَ‏ ‬يعتبرون اللغة العبرية التي‏ ‬كُتب بها العهدُ‏ ‬القديم لغةً‏ ‬مقدّسة وكذلك المسلمون الذين‏ ‬ينظرون إلى اللغة العربية،‏ ‬لغة القرآن،‏ ‬نظرة تقديس وتبجيل‏. ‬تكفي‏ ‬الإشارة هنا إلى موضوع‏ "‬إعجاز القرآن‏" ‬والرأي‏ ‬السائد لدى المسلمين عامّة بأن نصَّ‏ ‬القرآن لا‏ ‬يُترجم بل محتواه‏.‬
لا شكّ‏ ‬أن لوجود كتاب مقدّس لليهود باللغة العبرية وآخر للمسلمين بالعربية اليد الطولى في‏ ‬الحفاظ على هاتين اللغتين الساميتين،‏ ‬في‏ ‬حين أن لغاتٍ‏ ‬ساميةً‏ ‬عديدة كالأكّادية بفرعيها الأشورية والبابلية والأوغاريتية والفينيقية والآرامية والجعزية كان مصيرها الجمود والاندثار‏. ‬الكل‏ ‬يعرف بأن العربَ‏ ‬واللغة العربية كانا قبل ظهور الاسلام في‏ ‬القرن السابع للميلاد إلا أن هذا الدينَ‏ ‬الجديدَ‏ ‬قد نفخ في‏ ‬العربية البدوية روحا أخرى جديدة فأثراها أيما إثراء وانتشرت بانتشاره وحلّت تدريجيا مكان لغات أخرى كالآرامية واليونانية والقبطية‏. ‬لا شكّ‏ ‬بأنه لولا القرآن الكريم لكانت العربية في‏ ‬خبر كان‏.‬

لا بدّ‏ ‬من الاشارة إلى أن العقيدة المسيحية لم تقدّس في‏ ‬الواقع اليونانية أو أية لغة أخرى بل رأت بأن تعاليم‏ ‬يسوع المسيح الناصري‏ ‬ينبغي‏ ‬أن تكون متاحةً‏ ‬بلغة أمّ‏ ‬كل آدمي‏ ‬على وجه هذه البسيطة‏. ‬المعنى‏ ‬يأتي‏ ‬أولا لا المبنى‏.‬

مهد الأبجديات

السِّمة الثالثة لمنطقة الشرق الأوسط هي‏ ‬أنها كانت مهدَ‏ ‬الكتابة ومن ثَمّ‏ ‬الحضارات لا سيّما في‏ ‬بلاد ما بين النهرين،‏ ‬أي‏ ‬العراق اليوم، وهل من تراث حضاري‏ ‬باق دون تدوين؟ ففي‏ ‬هذه البقعة من العالم عُثر على أقدم أثر لاستيطان الانسان الذي‏ ‬يحمل اسم‏ "‬انسان شانيدر‏" ‬على اسم كهف في‏ ‬منطقة أربيل‏. ‬يقال إن بدايةَ‏ ‬خلق العالم كانت قبل حوالي‏ ‬أربعة مليارات ونصف من السنين‏. ‬في‏ ‬حوالي‏ ‬عام ‏٩٠٠٠‬ ق‏. ‬م‏. ‬توصّل الانسان القديم إلى الزراعة وتدجين الحيوانات‏. ‬أما النمط الأول للكتابة المعروف بالكتابة الصوَرية أو التصويرية فقد اخترعه،‏ ‬على ما‏ ‬يبدو،‏ ‬السومريون في‏ ‬ما بين ٣٢٠٠-٣٠٠٠‬ق‏. ‬م‏. ‬في‏ ‬مدينة الوركاء في‏ ‬جنوب الهلال الخصيب‏. ‬مرّت هذه الكتابة بمراحل تطور عديدة، من علامات ذات خطوط مستقيمة وأفقية وعامودية وزوايا كبيرة وصغيرة ذات رؤوس مدببة كالمسامير، حتى وصلت إلى الحروف الأبجدية المعروفة اليوم‏. ‬بلغ‏ ‬عددُ‏ ‬العلامات المسمارية إلى أكثرَ‏ ‬من ‏٦٠٠ ‬علامة وكانت عملية التدوين في‏ ‬تلك الحقبة،‏ ‬الموغلة في‏ ‬القدم،‏ ‬حكرا على طبقة النبلاء والأغنياء‏. ‬بعبارة أخرى،‏ ‬يعتبر المؤرخون سنة ‏٣٠٠٠ ‬ق‏. ‬م،‏ ‬مولد الكتابة الاولى،‏ ‬بدايةً‏ ‬للعصور التاريخية‏. ‬إذن اتخذت بداية‏ ‬ُ الكتابة حدا فاصلا بين التاريخ وما قبل التاريخ بالرغم من ان الكتابة انتشرت وأصبحت ناجعة بعد عدة قرون من اختراعها في‏ ‬سومر‏. ‬فالكتابة،‏ ‬دون أدنى شك،‏ ‬الوسيلة الكبرى والمثلى للحفاظ على العلم والمعرفة للجنس البشري‏. ‬من المعروف أن لحضارة وادي‏ ‬الرافدين‏ ‬(Mesopotamia)،‏ ‬لا سيما تعاليم حمورابي‏ (‬القرن السابع عشر ق.م‏.)، ‬تأثير واضح على معتقدات العبرانيين وكما أن للحضارة المصرية القديمة عهد الفراعنة الأثر الواضح على الدين اليهودي‏ ‬فتسابيح إخناتون على سبيل المثال قد تأثرت بها مزامبر العهد القديم‏. ‬



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتحبّ الحلويات؟
- مُعجم إنجليزي- عربي فلسطيني
- تأثيل “آدم” من “أديم” و“المسيح” من المسح بالزيت
- أتريد أن تتزوجَها؟
- العتابا وأخواتها
- كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٣
- كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ٢
- كيف صار نوع من التوت البري الأحمر جرجيرا؟ ج. ١
- من القصص الشعبي السامري (5)
- عادة من عادات الفنلنديين
- من القصص الشعبي السامري (4)
- ثلاثة مؤتمرات وثلاث عِبر
- من القصص الشعبي السامري (3)
- من القصص الشعبي السامري (2)
- من القصص الشعبي السامري (1)
- لمحة عن بعض كتاب ألمانيا العرب
- الانتقاد سهل إلا أن تنفيذه صعب
- حول أصل أوكي .O.K
- من فوائد الخسّ
- أكياس البندورة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسيب شحادة - من ميزات الشرق الأوسط