|
الشعبوية البنكيرانية تهاجم الأمازيغية من جديد .
خميس بتكمنت
الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 20:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد دستور 1 يوليوز الذي عرف إستنكارا شعبيا كبير بسبب عدم مطابقته للمعايير المعمول بها دوليا في صباغة الدساتير الديمقراطية المتمخضة عن إرادة الشعب ،و بالرغم من تنصيصه على رسمية اللغة الأمازيغية ،إلا أن الملاحظ بعد تشكيل الحكومة التي أفرزها يوم 25 نونبر هو غياب أدنى إرادة دولياتية في إقرار هذا الفصل على أرض الواقع و المضي قدما في نفس السياسات القديمة التي تعمل على إقصاء و التهجم على الامازيغية . و الأدهى من ذلك أن كل متتبع للمسلسل الشعبوي بقيادة بنكيران الذي أراد أن تكون السياسة فيه فنا للحلقة و التهريج في كثير من خرجاته الإعلامية و تصاريحه الرسمية في عدد من المنابر و كذا داخل قبة البرلمان ، فكما هو معلوم ، فقد وصف بنكيران الحرف الأمازيغي تيفناغ " بالشنوية " و بعد أن أصبح وزيرا ، ظن البعض أن الخلاص آت على يد هذا الرجل الذي فتح نيران لسانه في أيام معارضته على سياسات الدولة لدرجة ان البعض إستخار الله أن يجعل تحسن البلاد على يديه ، و ذلك ما لم يحصل بالطبع ، فقد عرفت الأربع عشرة شهرا من تولي حزب القنديل لقيادة الحكومة محطات إنتهكت فيها الكرامة الأمازيغية ، و تم التشهير السلبي بها ، و ذلك بعد الهرج و المرج الذي أعقب طرح تابعمرانت لسؤال بالأمازيغية في البرلمان ، و تلاه تدخل فريق الأصالة و المعاصرة الذي قوبل بسخط أمازيغي كبير بعد عبارة " الشلح مول الزريعة " و الأخطر من كل ذلك هو تدخل بنكيران الذي يعتبر الرجل الثاني في الدولة حسب الدستور ليقول للشعب المغربي الذي هو أمازيغي بالأساس أمازيغي قح أن " الأمازيغ يأكلون قليلاا و يرقصون كثيرا " . هذا إن دل على شيء إنما يدل على تواصل مسلسل الشعبوية السياسية التي تريد أن يكون التهريج و الكلام النابي في حق الشعب حلا لمشاكل المواطنين و ذلك بتحوير نقاش المسؤولين الذي يجب أن يطال الأولويات المستعجلة التي تتطلب حلولا عاجلة ، إلى نقاشات شعبوية هامشية الهدف الأساسي منها هو إلهاء الشعب في مواضيع لا تسمن و لا تغني من جوع، و ما أبان عنه بنكيران من مواقف عدائية تجاه الامازيغية يجعلنا نتوصل إلى مجموعة من الخلاصات و الملاحظات نوجزها فيما يلي : 1 _ الحكومة المغربية تفقد نفسها الشرعية الشعبية بعدما أعطت مواقفا سلبية من أغلبية الشعب الأمازيغي بإعتبار التهجم على الإنسان الأمازيغي الذي هو الشعب المغربي بصفة أعم هو تهجم على الشعب و تحد مباشر له . 2 _ شعبوية الحكومة و محاولة إضحاك أعداء الأمازيغية الذين حاولوا عبر التاريخ طمسها يؤكد بالملموس أن سياسات الدولة التعريبية التي تصور الأمازيغية كعنصر مشيطن مازالت متفشية بقوة ، و هذا يفرز تناقض ملاحظ بين شعارات الدولة الرنانة التي تؤطد على إنصاف الأمازيغية و رد الإعتبار لها ... و الحقائق الملموسة المتواجدة على أرض الواقع التي توحي بعكس ما يتم تعميمه رسميا و إعلاميا . 3 _ شيزوفرينا مؤسسات الدولة المغربية تجاه الأمازيغية ، قائمة بذاتها و صادرة عن أعلى ما أفرزته صناديق الإقتراع التي لم ينته الحديث عن شرعيتها إلى يومنا هذا . 4 _ تقزيم نظرة الدولة إلى الإنسان الأمازيغي و إعتباره راقصا ، ينم عن حقد دفين لكل ما هو امازيغي و هو مواصلة مباشرة للنهج التعريبي المتجلي في خطابات الدولة القائمة على العروبة و الإسلام ، و هو إنتهاك صارخ لمكتسبات الدولة إن كانت هنالك مكتسبات أصلا . 5 _ تهجمات بنكيران المتواصلة على الأمازيغية تستدعي منه الإستقالة بشكل عاجل إن كانت هنالك بالفعل رغبة من الدولة إلى الخطو إلى الدمقرطة ، فمن تهجم على الشعب و سلط لسانه للنيل من كرامته و هويته فاقد للشرعية بالأساس لكونه يعادي إرادة الشعب و يحاول تمرير مغالطات مغلوطة عن حقيقة هذا الشعب الامازيغي الذي عانى الويلات و لا يزال يعاني إلى يومنا هذا من جراء السياسات المتعاقبة الرامية إلى تدجينه و إحتقاره و النيل من كينونته . 6 _ ملاحم الشعب الأمازيغي التاريخية و وقوفه سدا منيعا في وجه القوى الكولونيالية تعكس سمو رفعة الأمازيغية ، و التهجمات الغير المبررة من زعيم الشعبويين تؤكد بالأساس توالي نظرة الدولة إلى الأمازيغية كعنصر فلكلوري إستئناسي . 7_ محاولة المساس بالأمازيغية هي مساس بوحدة الشعب من أجل خلق نقاشات هامشية لتفادي التطرق للإخفاقات الملموسة للحكومة الشعبوية في جميع الميادين . 8 _ الإعتذار للشعب الأمازيغي غبر مقبول ، بإعتبار ان الخطأ مقصود و مدروس و هو رسالة مباشرة مفادها أن المؤسسات السياسية للدولة لا تزال تنظر للأمازيغية بنظرتها القديمة الجديدة القائمة على العدائية و إعتبار الأمازيغية عنصر مشكلاتي مخلخل و معيق لسياسات التعريب و أكذوبة المغرب العربي . 9 _ الشعبوية البنكيرانية حل فاشل عجل بإصدارالحكم على حكومته بالفشل الذريع بعد فشله في التعامل الجدي مع الملفات الراهنية المعلقة ، و إعتبار الحديث عن نجاح بنكيران هو ضرب من الوهم و الإنفصام السياسي .
#خميس_بتكمنت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدلية العنف في المقاربة السياسية المغربية تجاه الريف : مقارب
...
-
جدلية العنف في مقاربة السياسة المغربية تجاه الريف : قراءة سي
...
-
الدين كأداة تحكمية في بسط السيطرة السياسية للمخزن
-
الريف و الدواعي الراهنية للمطالبة بالحكم الذاتي
-
الذاكرة الشعبية الريفية و دورها في كشف التاريخ الريفي المستو
...
-
تخليد الذكرى الأولى لإستشهاد كمال الحساني : قراءة في الحيثيا
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|