بيان حول بعض سياسات الحزب الحكمتي جناح -الهيئة الدائمة-

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بيان الحزبين الشيوعيين العماليين في العراق وكردستان حول:
بعض سياسات الحزب الحكمتي جناح "الهيئة الدائمة"
في بداية تاسيس الحزب الحكمتي عام 2004، وبوصفنا جزء من حركة الشيوعية العمالية وعلى اساس تصور شيوعي، ساندنا الحزب الحكمتي. ان الخط السياسي المتفاوت والتقليد والممارسة الشيوعية لهذا الحزب كان سبب في حضور هذا الحزب، وخلال مدة قصيرة، في مجتمع ايران بوصفه قوة شيوعية ويغدو ذا اساس اجتماعي ملموس داخل المعارضة الايرانية وبالاخص داخل الحركة الشيوعية في ايران. مثَّلَ خطاً سياسياً متفاوتاً عُرِفَ به. استناداً الى هذه العناصر الموضوعية، وقفنا مع الحزب الحكمتي في خندق طبقي بوصفنا 3 اطراف واحزاب طبقية لحين حدوث الانشقاق في الحزب الحكمتي.
جعلت هذه الصلة الطبقية القوية من كلا حزبينا ذا مسؤولية تجنيد كل مساعيهما من اجل صيانة الحزب من الانشقاق وشق الحزب الى قسمين، وبالاخص ان الاختلافات السياسية والاسس السياسية للانشقاق لم تكن واضحة حتى لاغلبية كوادر الحزب في حينه. ومثلما اعلن كلا الحزبين في موقفهما في اواسط شهر اكتوبر 2012: (ولكن على الرغم من ارادة كلا الحزبين الكردستاني والعراقي وبالضد منها، غدا هذا الأنشقاق امرا واقعاً. بعد هذا الحدث المُرْ، وكذلك بغض النظر عن مدى تشابه كل من الحزبين، من حيث الخط والتقليد السياسي، او اختلافه مع الحزب الحكمتي السابق، نقف امام حزبين جديدين من حيث المكانة والثقل السياسي وكذلك من الناحية الممارسة والتركيبة القيادية. ان اقامة صلة سياسية صديقة ونضال مشترك مع كل من الحزبين الجديدين، بوصفهما حزبين شيوعيين يعتبران انفسهما ملتزمين بالشيوعية وخط وتقليد منصور حكمت وقريبين من كلا الحزبين الشيوعيين العماليين العراقي والكردستان من الناحية الفكرية والسياسية، هو امرا ضروريا دون شك ومهمة شيوعية من اجل الاهداف الشيوعية وتقوية دور الشيوعية في ايران والعراق والمنطقة، وكذلك عملا ضروريا للتشاطر الفكري وتقوية خط وتقليد منصور حكمت في الحركة الشيوعية. بيد انه ينبغي تحديد هذه الصلة على اساس سياسي واطار واضحين.).
على هذا الاساس السياسي، يعتبر كلا الجناحان في الحزب الحكمتي انفسهما ملتزمان بالشيوعية والتقليد السياسي لمنصور حكمت، وان التزامهم هذا قد اعلنوه في مؤتمراتهم وبلينوماتهم، زد على ذلك اعلن كلاهما في مؤتمراتهما عن التزامهما بكل مقررات الحزب الحكمتي وقراراته الى يوم الانفصال، واقروها. لفتت انتباهناعدة سياسات وخطوات عملية خلال الفترة الاخيرة للحزب الحكمتي "جناح الهيئة الدائمة"، ونعتقد انها لاتتطابق مع خط الحزب الحكمتي وسياساته المقرة. ولهذا، وبعد تبادل الاراء بين قيادة كلا الحزبين، نرى انها لمهمتنا ان نصدر بياناً تجاه مسالتين:
الاولى: الاتحاد مع حزب اتحاد الشيوعية العمالية.
الثانية: التقارب مع منظمة كومه له-منظمة كردستان للحزب الشيوعي الايراني.
اولاً/ يتحد حزبين سياسيين على اساس تقليد سياسي-اجتماعي وطبقي مشترك. ان وحدة من هذا القبيل ستكون مفيدة لكلا الطرفين وطبقتهم وحركتهم. بيد ان هذه الوحدة مع حزب الاتحاد قد طرحها اتحاد الشيوعية العمالية في الاجتماع الموسع العاشر للحزب الحكمتي عام 2008، وتم رفض هذا الطلب. ان قرار البلينوم، وبعدها وثيقة الهيئة القيادية للحزب الحكمتي، التي استند الى اساس القرار ذاته، قد وضحا فحوى هذا الرفض وذلك لاختلاف التقليد السياسي والاجتماعي والانتماء الطبقي لكلا الحزبين واكدا عليه. ولهذا، يضع الاتحاد علامة استفهام بالنسبة للشيوعيين وهي اي تغير قد طرأ على المسار السياسي لـ"جناح الهيئة الدائمة" بحيث لم يبق معه اختلاف تقليدهم الاجتماعي وانتماءهم الطبقي مع حزب الاتحاد ويتوحدوا بوصفهم قسمي حركة اجتماعية واحدة؟ السؤال الثاني: هو اذا كان جناح الهيئة الدائمة، وطبقاً لقرار مؤتمره الخامس، ملتزماً بالخط السياسي ووثائق الحزب الحكمتي، عندها كيف سيوضح ويفسر هذه الوحدة مع حزب الاتحاد التي تتناقض بصورة صريحة وسافرة مع قرار الاجتماع الموسع العاشر؟
ليس ثمة قرار او سياسة مقدسة دون شك. وان بوسع اي حزب ان يجري تغييرات على سياساته. ولكن يجب ان يكون هذا العمل صريحاً وواضحاً وتبان مبرراته واسسه. لايصح تحت اسم التاكيد على خط سياسي القيام بممارسة مناقضة لهذا الخط. السؤال هو: يؤكد جناح الهيئة الدائمة على خط الحزب الحكمتي هذا، والذي تعد مقررات الاجتماع الموسع العاشر جزءاً منه، ام يدفعوا بخط اخر؟ اذا يقوموا باوله (اي التاكيد على خط الحزب الحكمتي)، كيف يوضحوا هذا الاتحاد؟ اذا يقوموا بثانيه (اي الدفع بخط اخر)، عندها سيقعون في تناقض شديد مع التاكيد على تمثيل الحزب الحكمتي، وكيف يدعون عندها انهم يعتبرون انفسهم الحزب الحكمتي؟ دون شك ان الحزب السياسي لايشمل الاسم فقط، بل الخط والتقليد والافق السياسي والاجتماعي والانتماء الطبقي. ان حاد عنها وابتعد، اصبح حزباً اخراً.
فيما يخص عقد الجلسات والعمل المشترك، "اتحاد عمل"، بين القوى، فاننا نعده عملاً عادياً. فبعض الاحيان، وطبقاً للاوضاع السياسية والاجتماعية، يصبح معه هذا العمل ضرورة لقوة شيوعية. ولكن في تقليد الشيوعية العمالية والحزب الحكمتي، اتحاد العمل يعني الاتفاق على عمل مشترك في حالات محددة وعلى اساس سياسي واضح ومحدد. على سبيل المثال، الاتفاق على تنظيم اضراب عام، او حول اقامة تظاهرة عمالية او جماهيرية او ارتباطاً بمطلب او عدة مطاليب، اصدار بيان سياسي مشترك حول وضع او حدث مهم في المجتمع يساعد على تعميق راديكالية الاجواء وتشديد الضغوطات على الرجعية، او ارتباطاً بعمل محدد فيما يخص مسالة المراة او ..... على اية حال، ان نطاق اتحاد العمل محدد، وبعده وقربه لايبلغ حد اتفاق ونوع من التحالف السياسي الواسع الذي يلقي بظلاله على الاختلافات السياسية والتقاليد الاجتماعية، الا اذا كان للطرفين مصلحة طبقية اعلى على صعيد الحركة والصعيد الاجتماعي. ولكن، وطبقاً لبلاغ كلا الطرفين، الحزب الحكمتي "جناح الهيئة الدائمة" والحزب الشيوعي الايراني، تخطت النقاشات والتنسيق بينهما كثيرا "العمل المشترك" ونطاقه المحدد. ان بيان "جناح الهيئة الدائمة" يعرض تقريراً في بدايته بالشكل التالي: " ان بنود الاجتماع شملت تحليل "التغيرات في المنطقة، الاوضاع السياسية في ايران والمكانة المهمة لتحولات كردستان في هذه الاوضاع" بهدف الاتفاق والتعاون والتنسيق الضروري امام هذه التطورات، وبينت هيئة كلا الحزبين اطار رؤيتهم وهناك نقاط مشتركة جدية في تحديد مسار الاحداث والعوامل المهمة لاوضاع المنطقة، ايران وكردستان. على هذا الاساس، مضى الاجتماع صوب تبادل الاراء حول التنسيق والتعاون المحدد بين كلا الحزبين. اكدت هيئات كلا الطرفين على ضرورة التعاون والتنسيق في هذه الاصعدة" (18 اكتوبر 2012-نقلا عن سايت لجنة كردستان). ان اغلب المسائل التي نوقشت هي دون شك ميادين نشاطات سياسية لحزب في الاوضاع السياسية الراهنة في ايران، ولكن دون ان يوضح كيفية التعاون والتنسيق بينهما.
ان كلا الطرفان احرار في اقامة اي قدر من التقارب او التحالف استناداً الى نقاطهم المشتركة. ان هذا، في الاطار العام، ليس بحثنا ولاموضوعنا. ولكن في الاطار المحدد والخاص، اي ان يقام هذا الامر باسم الحكمتية، فانه موضوع يخصنا. من زاوية الحكمتية، لايتناسب هذا التقارب ومداه مع اطار ونطاق "اتحاد عمل"، ويعبر حدود نطاق اتحاد العمل ويضعه في خانة التحالف والتقارب السياسي. ان هذا يتناقض مع التقليد البارز والمتفاوت لحكمت والحكمتية اللذان يسعان بصورة دؤوبة من اجل اظهار وابراز اختلافاتهما مع التيارات اليسارية التقليدية وغير العمالية المختلفة. طبقاً لتقليد حكمت، العمل المشترك يتعلق بحالات محددة وينبغي ان لايلقي باي شكل من الاشكال بضلاله على الاختلافات الاساسية. لهذا كان منصور حكمت يعده امراً ايجابياً ان تقترب منظمات يسارية، ومنها كومه له، من الشيوعية العمالية، وعمل بصورة واضحة وصريحة على العمل من اجل ابقاء هذه المنظمة بوضعية يسارية وراديكالية، ولكن لم يسمح اطلاقاً بان تلقي بضلالها على الخلافات. السؤال هو الى اي اساس للشيوعية العمالية يستند هذا النوع من التحالف الواسع، وفي اي مصدر للشيوعية العمالية تم توضيحه؟ واي نموذج او مثال من هذا النوع موجود فيه خلال 23 عام المنصرمة لهذه الحركة؟ ان اساس هذه الصلة هو منح امتياز للخط غير الراديكالي، وليس تعميق راديكالية كومه له ودفعها لليسار.
بغض النظر عن هذه المسالة، ثمة حقيقة تاريخية ينبغي لفت الانتباه لها. بعد انفصال الشيوعية العمالية عن الحزب الشيوعي الايراني اوائل التسعينات، وبعد نشر ابحاث مناقشات الشيوعية العمالية ارتباطاً بازمة وحرب الخليج، قطع الحزب الشيوعي الايراني وبصورة غير مناسبة مجمل صلاته بالحزب الشيوعي العمالي احتجاجاً على نشر هذه الابحاث. وحتى حين اعتقل الاتحاد الوطني 4 من مقاتلي كومه له وكان يهددهم خطر تسليمهم الى الجمهورية الاسلامية، نظم الحزب الشيوعي العمالي الايراني في حينه حملة واسعة للدفاع عن هؤلاء الاربعة على الصعيد العالمي ومارس ضغطاً هاائلاً على الاتحاد الوطني، وبدلاً من تثمين هذا الموقف، شنت كومه له حملة عدائية ضد الحزب الشيوعي العمالي الايراني. وحتى بغض النظر عن العمل المشترك، ان كان مقرراً ارساء صلة مابين كومه له ومناصري الشيوعية العمالي في التسعينات ومنصور حكمت، على كومه له ان تعيد النظر في سياساتها وتعاملها، وليس هذه الصلة على حساب تنازل وسعة صدر وسفر وفد قيادي رسمي لحزب يدعي التاكيد على حكمت واسم حكمت وتمثيلهما الى المقر المركزي لكومه له في زركويز.
اننا، الحزبين الشيوعيين العماليين العراقي والكردستاني، وبعد فترة من مراقبة ومتابعة هذه المسائل الاحداث، واستناداً الى مسؤوليتنا تجاه خط وتقليد ونفوذ الشيوعية العمالية ومنصور حكمت، وامام مسؤولية تلك الدرجة من التقارب السياسي لحد الان مع جناحي الحزب الحكمتي، نعتبرها مهمة على عااتقنا في هذه المرحلة ان نعلن الان نظراتنا هذه على صعيد الراي العام والحزب الحكمتي "جمنح الهيئة الدائمة" ونلفت انتباههم الى نظراتنا هذه.
1 شباط-فبراير 201

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات