أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض كاظم - البنات والتاجر














المزيد.....

البنات والتاجر


رياض كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 02:06
المحور: الادب والفن
    




في واحد من تلك المساءات الشاحبة التي تشبه مسائي هذا ، وصل نعمة الله تاجر الذكريات والاحلام الى مدينتنا ، تاجر كل شيء ولا شيء ، ظل المدينة المعكوسة الذي اختلس النظر الى المراة فشاهد وجها جميلا يتطلع به من خلالها ، وجه صبية سبحان الخلاق سبحان مسير الافلاك جبين ازهر وفم احمر وجيد كالمرمر وعينان كالبحر ساعة الصفا والحبور وكل ما حولها يسبح للخالق كاحسن ما يكون التسبيح
فارتجفت يداه وغارت عيناه حينما اختفت صورة الصبية .
بكى نعمة الله وراح يبحث عن صورتها بالمرايا لكن المرايا لا تتذكر الوجوه
بحث عنها في كل مكان حتى اوقعه فضوله على مدينتنا وصل في مساء كئيب كهذ المساء دخل من جهة حقول القمح فرفعت الكلاب اذانها تنصت لوقع خطواته وعندما شمت رائحة مر المجوس من حقائبه وجسده هزت اذنابها واقعت على مؤخراتها توقفت قطعان الخراف عن اجترار العشب واخذت تشمم عطر الزهرة من حقائب التاجر الجوال وسكنت الريح للحظات واحنت الميرمية اوراقها واستسلمت لضغط كبش القرنفل
على جانب الطريق الزراعي قرب الساقية والينبوع والقمح والرز العنبر كان هناك منزل سعيد يغص بالكباش والنعاج والثيران والبقر وتعيش به ثلاث فتيات وامهن
همست الام - يا الله البنات يكبرن بسرعة كزهرات الينبوع
وابتسمت فبانت اسنانها الذهبية فتقافزت الفتيات الثلاث من الفرح واخفين افواههن بكفوفهن فخشخشت اساورهن الذهبية نطت العيران وتهورت الثيران وتناطح الكبشان ودارت الرحى واضرم التنور ونثر الديك الذهبي حبات البذور لدجاجاته .
توقف نعمة الله قبالة باب البيت السعيد وصرخ .
من يبادل كل شيء بلا شيء
غطت الام وجوه بناتها الثلاث ليس خوفا من الفتى الجوال بل من رائحة مر المجوس التي تملأ جسده وحقائبه .
قالت - احترسن يا بنات مر المجوس لا تصلح للعذراوات
قالت كبراهن - لن نبقى عذراى الى الابد نريد ان نرى الرجل ونعرف ما هو هل هو يشبه الديك الذهبي صابر ام هو يشبه الكبش جبار ام هو ضخم وقوي كالثور عبود ؟
قالت الوسطى - سمعت ان الرجل يكون طويل وغليظ كالنخلة كتلك النخلة
قالت الصغرى - نحن لم نر رجلا بحياتنا لكنني اعرف ما هو
- ما هو ؟ ردت البنتان
- انه انه هيء هيء انه ليس كما قلتن انه كما رايته في المراة يشبهني لكن ليس لديه نهود
- املس ؟
- وليس لديه خدود ريانة كخدودنا ولا شفاه مكلومة كشفاهنا ولا رقبة كرقبتنا ولا سرة كسرتنا .
- ماذا لديه اذن ؟
- لديه ... لا استطيع ان اقول
- وكيف عرفت ان لديه ما يجعلك لا تستطيعن القول ؟
- حرام .
قالت الوسطى - الرجل بغل اقصد مثل البغل .
قالت الصغرى - ليس بغلا لكنه ينفع بالعك والدك
- كيف عرفت ؟
-بالاحلام
ابتسمت الام وقالت - اظن ان الوقت قد حان لتعرفن ما هو الرجل
فتحت الباب للتاجر نعمة الله
كان نعمة الله شابا صغيرا لم ينبت الشعر على عارضيه ، لكن العشق اوهنه والسقم امضه واخذ منه ماخذا
قالب الشاب - يا خالتي عندي قماش من حرير وجواهر وعقيق وعطور وزعفران ودم الحيتان ، عندي زهور وزيوت وبخور وتيجان وعندي حب كثير
قالت الام - وماذا تريد يا ابن اخي ؟
- اريد سقفا امنا استظل به هذه الليلة ولك مني قطعة حرير تليق بالملكات
اخرج من حقيبته قطعة حرير ملونة بالاشجار والينابيع والغزلان وقدمها هدية لها
افسحت له المرأة الطريق فدخل
وقعت عيناه على البنات الثلاث فخر مغشيا عليه
قالت الكبرى وهي تدس انفها تحت ابطه وتشمه - ما هذا يا امي ، اهو حيوان ضال وحش جميل ؟
قالت الوسطى وهي تفرك ما تحت لباسه - انه يشبه كبشنا جبار لكنه اجمل بكثير
قالت الصغرى وهي تقبل شفتيه - انه سيدي ورجلي وابن عمي وتاج رأسي
فتح التاجر عينيه على كومة الجمال تلك وقال
سبحان الخلاق سبحان مسير الاخلاق
ونهض بتثاقل ، يتكيء على البنت الكبرى فتقع يده على صدر نافر وشعر وافر ، ويستند على الوسطى فيقع وسطه على حضن يشيب له الرضيع ، ويطبق على الصغرى فيغور بالمؤخرة الكبرى .
البنات الثلاثة رغم انهن لم يرن بحياتهن رجلا ، لكنهن شيطانات قهرمانات واحدتهن تعدل الف محتال حريف
اخذنه الى غرفة ( الحلو والمشموم )
في تلك الغرفة سرير وناموسية واركيلة تفوح برائحة البخور والقنب
قالت الصغرى - لا تشغل بالك يا سيدي ويا مولاي تمدد على السرير ونم قرير العين
قال الولد الولهان- كيف لي ان انام ومولاتي بعيدة عني
قالت الكبرى - تعال يا حبيبي نم على صدري
قالت الوسطى - نم بحضني
قالت الصغرى - اسبح على جسدي
الحياة قصيرة جدا ، هذا ما عرفته مؤخرا وتيقنت منه بعد طول مزاولة وخراب
فاذاما حدث واسعدك الحظ بلقاء ثلاثة بنات لم يرين بحياتهن رجلا ، انصحك ان تتطلع بالمرآة .



#رياض_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصر القبجات
- الشبكة والصياد
- سلام وحب
- طفل الله المشؤوم
- حلم ليلة عيد الميلاد
- الوصول الى جزيرة هاي
- ساسون
- اليوم الأخير والسعيد في حياة عباس أفندي
- اوكسجين
- امرأة ورجلان
- حول غرابة الاشياء من حولنا
- قطة على الجدار
- المسافرون الخالدون
- صميدع
- بيت الشجعان
- وداعاً يا راعي البقر
- الجلوس في مدينة الذكريات
- ليلة غريبة قصة قصيرة
- مرآة الغرفة والجليس الصامت


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض كاظم - البنات والتاجر