حسين الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 23:17
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
التغيير التراكمي ..
الصورة المجتمعية للشارع العراقي رغم ضبابيتها تبقى تشير وبقوة الى ان هذا المجتمع ليس باسلامي (متدين) دونما كونه (متأسلم) , فالعراقيين يمارسون التدين المجتمعي بصورة اقرب للفطرية , فعندما يتسلل الدين (بدون وعي) الى المجتمع ويترجم عبر ممارسات بشرية من شأنها ان تشوه كل من مفهومي الدين والانسان معا ..
المشكلة الاكبر اليوم هي في كم الاحباط الذي سيطر على المدنيين , فالمدني اليوم قد (فرض) على نفسه خياران احدهما اصعب من الاخر الاول الانصهار بالمجتمع والوقوف عند اعتاب المراحل الاولى للأسلمة وهي (الطائفية النائمة) والثاني هو العيش في حالة عزلة مستمرة ومملة تدفع اغلب اصحابها بالفرار عند توفر الفرصة , وفي واقع الحال ان السلبية تعتري كلتي الوجهتين .
لذلك يحتاج المدنيون الى وقفة جريئة مع انفسهم نمكنهم من اتخاذ قرار المواجهة الحتمي , فعليهم بالنزول الى الشارع وممارسة جميع فعالياتهم المدنية التي تعتبر غريبة وفنتازية في عيون ( الفكر الجمعي) و متواضعة وغير واقعية بعيون ( عشاق نظرية كن فيكن المترسبة من بقايا قرار مجالس الثورات و السلاطين ) ..
ان احدى كبريات مشاكلنا في ادراك الامور ناتج من وعي الانسان المحدود للنهايات , فعقلنا لا يدرك المالانهاية كما طرح العزيز سعدون ضمد ويلجأ الى تقسيم المراحل لتسهل عليه ادراكها لذلك فان تراكم الفترات لن تمكنه من الالمام بها وعليه نجده اسير الاجوبة السريعة مهما كانت درجة ابتعادها عن المنطق المفترض .
فلو اعتقد الانسان( مثلا) بالطريقة التراكمية في تكوين الارض من اجزاء الكون الاخرى وعلى مدى ملايين السنين لادرك عندها مفهوم ( القطرة في بحر) , الامر ليس له علاقة بعلاقة الانسان والخالق فهنا نتكلم عن عمر الاشياء وليس مسببات وجودها .
أن مراحل التغيير المجتمعية بطيئة جدا لارتباطها الوثيق بأمنا الطبيعة , لكن العلم والتكنلوجيا قدما لنا فرصة ذهبية في التاثير على هذه المراحل فيما لو على سبيل المثال .. تظاهرنا .. وكتبنا .. وعزفنا الموسيقى في الشارع .. وقرأنا الكتب .. و انتقدنا .. وخرجنا للشارع بمارسات مدنية بسيطة من شانها ترسيخ اساس مجتمعي متين لبناء قد يطول اتمامه لكونه متغير ومتحدث ولايعرف النهايات .. فالية الطبيعة اشبه بالنخلة تنمو وتطول تراكميا وتتسارع كلما قمنا (بتكريبها) وادامتها بدل من مراقبتها ..
#حسين_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟