أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي اينوما إيليش - العقول القاتلة














المزيد.....

العقول القاتلة


علي اينوما إيليش

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 22:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أيام تشكيل مجلس الحكم - تموز 2003 - التقطت صورة جديدة بشكلها على تاريخ العراق السياسي. نقلت لنا الصورة الابتسامة المرسومة على وجوه أعضاء المجلس، وشعورهم بالفرحة الكبيرة التي لخصت تاريخهم في "النضال" ومدى حماستهم للمشاركة بما يسمى بـ"العراق الجديد"، نقلت أيضا الخلفية التي يقفون أمامها عبارة مكتوبة بخط كبير "كلنا نشارك في العراق الجديد". المقال يحكي عن تَحول "كلنا نشارك في العراق الجديد" إلى لغة أصولية، عُمل بها بمنطق ضدي وعنصري ولد الإقصاء والعنف الطائفي، عُمل بها بعقل بربري أحادي يشعر بأنه أفضل من الآخرين.
الشعار "كلنا نشارك في العراق الجديد" هو جزء من أزمة العقل العربي، كُتبت صيغته على قاعدة "نطالب بالشيء لكي نبتعد عنه"، "نكتب الفكرة الخصبة لكي نحيلها إلى معرفة ميتة أو إلى آلة للخراب".
يسند المفكر علي حرب هذه الأزمة إلى أزمة فكر ومعرفة. يقول حرب "لاشك أن الثقافة، بثوابتها ومحرماتها ونماذجها ومنتجاتها، هي مصدر أساسي من مصادر الخلل والعطب. فالعلة لا تكمن دوما في القرار السياسي أو في المشروع الاقتصادي، وإنما لها جذورها في نظام الفكر ومصادرات العقل أو في قوالب المعرفة ومنظومات القيم، فضلا عن طرائق التفكير وقواعد التعامل".
الجزء الأكبر من أزمتنا السياسية، هي إن نخبة ما بعد 2003 الموجودة الآن في السلطة بكافة قوائمها وأحزابها وزعمائها، ما زالت تعمل بموروثها العقائدي القديم "التحكمي، الانفرادي، الأحادي". فكل جماعة تعتقد أنها أفضل من الآخرين، وتدعي احتكار الوطنية والمشروعية في الحكم. بالإضافة إلى أنهم يؤمنون بالزعيم "القوي" أو "الامبراطوري"، عكس ما مطلوب من رجل وسطي يؤمن بالتعددية والتداول السلمي للسلطة.
هذا ما يؤكده أحد زعماء ما بعد 2003، يقول الرجل في أحد رسائله معترفا "لاسيما أنه بجانب أي حكومة منتخبة في النظام الديمقراطي والبرلماني توجد معارضة منتخبة مثلها تسعى لكسب الأصوات لحل وزارة وتشكيل أخرى، لكن مثل هذا المشهد مرفوض في تربيتنا الثورية التي نشأنا عليها والتي تعتبر أن مجرد فكرة التصويت لاختيار الزعيم مؤامرة يستحق من يفكر بها حكم الموت العلني"، وعن هذه التربية "الثورية" يمضي قائلا "يجتمع في النظام الثوري حبائبا وأقاربا.. وحواشيا وورثة وحكايات لا يقرأها الناس إلا في قصص ألف ليلة وليلة".
وإلا كيف نفهم أن الطبقة السياسية تنتج اليوم من المشكلات أكثر مما تبتكر من الحلول؟ كيف نفسر كون الديمقراطية التي ينشدون بها باتت مصدر قلق وخوف لدى الناس أكثر مما هي مصدر من مصادر الحقوق والحريات، التنوير، التقدم، السلم والمنبع الرئيس للمواطنة والمساواة؟
وعن هذا المأزق السياسي نعود إلى كتاب علي حرب "أزمنة الحداثة الفائقة"، يَكتب "الأدهى والأخطر فهو أننا نتعامل مع هوياتنا كعصاب أو كقوقعة أو كفخ، والحصيلة أن ندمر صيغ التعايش بيننا في الداخل بقدر ما ننصب الحواجز الرمزية والمادية بين دوائر المجتمع المدني"، "باختصار ما نتقنه حتى الآن في الأكثر والأعم، هو تبادل التهم والاستبعاد، أو المساوئ والأخطاء، أو الارتكابات والفضائح، وذلك بقدر ما تتحكم بالواحد أشباحه أو هواجسه وكوابيسه". هذا ما يسمى بــالعقول القاتلة، أو تلغيم المشروع المدني الديمقراطي.



#علي_اينوما_إيليش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : أزمة فرد أم أزمة حكم ؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي اينوما إيليش - العقول القاتلة