جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 07:49
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
مسامير جاسم المطير 854
بعد سقوط النظام الدكتاتوري في نيسان 2003 توقـّع الناس في العراق وفي خارجه أن الاستبداد قد ولى إلى الأبد من بلاد الرافدين لسبب وحيد أكيد هو أن القوى الوطنية العراقية المعارضة لصدام حسين بما فيها الأحزاب والمنظمات الإسلامية كانت قد وضعت مناهجها خلال سنوات القهر والظلم على ضرورة بناء المجتمع العراقي الجديد على أسس ديمقراطية عادلة ومتكافئة
وقد جرت الخطوات التوافقية الأولى في مجلس الحكم وفي تشكيل الحكومة المؤقتة خلال عامين على هذا الأساس ،
كما أجريت الانتخابات في 30 يناير الماضي على الأساس نفسه ،
وتمت مباحثات قادة التحالف الشيعي مع قادة التحالف الكردي بدعوى الديمقراطية ،
وجرى اختيار الدكتور إبراهيم الجعفري مرشحا لمنصب رئيس للوزراء بالطريقة الديمقراطية ،
كل هذه الخطوات مباركة رغم ما صاحبها من مظاهر وخطوات لم تخلو من الروح التنافسية القبلية والسياسية .. ولم تخلو من الأنانية الحزبية .. ولم تخلو من حالات التهميش والإقصاء لبعض القوى الوطنية .. ولم تخلو من ممارسات النفوذ الديني ، المرجعي وغير المرجعي ، لكننا ننظر إلى الايجابيات أكثر من السلبيات فقد سررنا لكل ما حدث وما جرى حتى هذه الساعة ..!
غداً أو بعد غد يكون قد مضى على الانتخابات ستون يوما بالتمام والكمال لكن من دون تشكيل حكومة جديدة تسرع في انجاز مهمة صياغة أول دستور عراقي دائم ..!
ولو سأل أحد منا .. لماذا ..؟
لجاء الجواب سريعا من كثيرين .. لأنّ ..!
لذلك فأنا لا أسأل مثل هذا السؤال الذي هو بكل الحالات لا يدل على ذكاء صحفي كما لا يدل الجواب عليه على ذكاء سياسي ..!
في اعتقادي - أنا العبد الفقير لله سبحانه وتعالى – أن السؤال الوحيد الممكن والصحيح هو : لماذا يعرف كل الناس في كل مكان من الكرة الأرضية عدد السفن الفضائية التي تسبح في الفضاء الخارجي ويعرفون عدد المراصد الفضائية التي أسقطها علماء الفضاء بالمظلات وكيف تعمل على كواكب المريخ وزحل والمشتري .. بينما لا يعرف 27 مليون عراقي بالمباحثات الجارية في مقرات المنطقة الخضراء على نهر دجلة ببغداد ..!
أليس هذا هو نوع من الاستبداد السياسي والحزبي المركـّب .. أليس هذا هو نوع من أنواع الاستهانة بالعقل العراقي الذي استبد به صدام حسين 35 عاما ويستبد به الآن " قادة " عديدون أقاموا ودرسوا وتزوجوا في منافيهم بالدول الغربية الليبرالية والديمقراطية لكنهم لم يتعلموا منها لا دروس الألم ولا دروس السعادة ..! فحين عادوا إلى العراق صاروا يعملون وفق نظرية ( القائد السياسي الناجح ليس هو الذي يبحث عن الشخص المناسب في المكان المناسب وإنما يكون هو الشخص المناسب في أعلى المناصب ..!) .
وليس عندي غير قول ( من يتسلق بسرعة يندم ببطء ) ..!
وإنا لله وإنا إليه راجعون فقد اتفقنا على أن لا نتفق ..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 25 – 3 - 2005
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟