وسام ابراهيم عنبر
الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 15:56
المحور:
المجتمع المدني
لا يخفى على أحدٍ حجم المشاكل التي تواجهها كوادر وزارة الصحة العراقية أثناء مزاولتهِا العمل،وحتى خارج أوقات الدوام الرسمي،كما ندركُ تماماً أن المستشفيات العامة والتي تقع في وسط بغداد أو داخل مناطق الزخم السكاني تعاني ويعاني كادرها الأمرين لكي يكونَ عملهم كما يجب.نتيجة تزاحم المراجعين وإختناقات المرور التي تعرقل وصول المرضى وتحرك سيارات الإسعاف ووصول ومغادرة منتسبي المستشفى.
في الجانب الآخر هناك حوادث تُروى عن أطباء بلا إنسانية و ممرضين بلا ضمير ..وما شابه ذلك،وأنا لستُ في معرضِ الدفاع عن أحد.وأعي أن القطاع الصحي شأنه شأن كل مفاصل الدولةِ يعاني من سوء الإدارة ، وتدني المستوى الخدمي.
لكن هذا لا يشرّع أو يبرر أن يقومَ معممٌ ومجموعته بالتهجم على مستشفى "الإمام علي" في مدينة الصدر، والتعدي على الكادر الطبي فيهِ بالضرب والشتم،والإضرار بالأملاك العامة وتكسير الأجهزة الطبية! وترويع المرضى والمنتسبين دونَ تدخلٍ يذكر من حرسِ المستشفى أو القوات الأمنية القريبة والمنتشرة على طولِ الشارع!
هذهِ ليست المرةَ الأولى، وهناك مجموعة أخرى من الحوادث التي يتعرض لها الكادر الطبي بإستمرار بعضها من خارجين على القانون وبعضها حتى من حماة القانون.ما يذهلني فعلاً الأداء الركيك لوزارة الصحة وإدارتها بوزيرها ووكلائهِ ومستشاريه. ما يدهشني موقف وزارة الصحة البليد تجاه الحوادث التي يتعرض لها منتسبوها بإستمرار دون وجهِ حقٍ أو مبرر وحتى بوجودِ مبرر..فالأولى تفعيلُ القانون.وزارة الصحة تتعاطى مع مشاكلها مع الخارجين على القانون بجبنٍ وبرودٍ وبلاهة بلا حدود.
الكادر الصحي في مستشفى "الإمام علي" مستمرٌ في الإعتصام،والوزارة والرأي العام مستغرقينَ في السكوت،والتهديداتُ مستمرةٌ ما دامَ القانونَ والسلوكُ المجتمعي يعاني من إعتلالٍ مزمن،ومادامت الحكومةُ تعالجُ مشاكلها بالكتمانِ والتغطية.والخوف كلّ الخوف من أن يصبح التعدي على منتسبي وزارة الصحة خصوصاً وموظفي الدولة عموماً موضة وتقليعة يتباهى بها المجرمون.
#وسام_ابراهيم_عنبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟