أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقبة بن سعد - السنة الامازيغية أكذوبة العصر














المزيد.....

السنة الامازيغية أكذوبة العصر


عقبة بن سعد

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 09:49
المحور: المجتمع المدني
    


إن التقويمات الزمنية التي ابتكرها الإنسان اتخذها منذ فجر التاريخ لتعود عليه بالمنافع، لكنه حرص في نفس الوقت على أن تكون سهلة التداول كأن تربط بحدث ذي أهمية دينية أو قومية، كميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بالنسبة للسنة الميلادية أو هجرة الرسول (ص) بالنسبة للسنة الهجرية، لان الناس في تلك الأزمنة كانت تربط الأحداث البسيطة التي عاشتها بالأحداث العظمى التي حلت بأوطانها، إذن التقويمات الزمنية التي وضعت لم توضع عبثا أو تزيينا لكتب التاريخ أو تنميقا للكلام، بل كانت لها أسبابها الواقعية ثم ما لبثت هذه التقويمات الزمنية أن استعملها المؤرخون كوسيلة علمية.
طبعا التقويمات الزمنية لها منافعها و دوافعها لكن ليس من العيب أن تكون لها أهداف أخرى، و من حق الشعوب أن تجعل لكل مناسبة أهداف متعددة لان هذه المفاهيم وضعت لخدمة البشر و سعادتهم لا العكس، مثلا التقويم الميلادي له أهداف دينية فهو يربط البشرية برسول كريم، الذي هو عيسى عليه السلام، و يجعل الناس تتذكره و تسلم عليه كما أن هذا التقويم يمثل تمجيدا للمسيحية، أما التقويم الهجري فمنافعه دينية إسلامية لأنه يذكر بهجرة الرسول (ص) و منافعه قومية عربية لان شهوره و عدته كانت معتمدة من طرف العرب قبل الهجرة و منذ غابر الزمان.
في العصر الحديث ظهر تقويم جديد على الأسماع، ألا وهو السنة الامازيغية، ومما لا شك فيه أن هذه السنة هي مبدئيا مرحب بها و أي عاقل يستسيغها لأنها من نتاج التفكير البشري كمثيلتها السنة الميلادية و الهجرية، شريطة أن تكون مبنية على أساس صادق و جاد و موضوعي كمثيلاتها تماما، لكن الواقع للاسف يقول غير ذلك، فهذه الفكرة مبنية على الكذب والدجل و لم يستعملها الامازيغ الاوائل و الذين هم اكثر امازيغية منا نحن، حيث أعطي لها امتداد تاريخي بعيد و يزعم المروجون لها أنها ابتدأت باحتلال مصر من طرف الملك الامازيغي شيشنيق، لكن عندما تبحث في التاريخ الامازيغي لا تجد أي اثر لهذا التقويم حيث كانت الأحداث التي عاشها الشمال الإفريقي كلها مؤرخة إما بالتقويم الميلادي أو الهجري، فأي تقويم هذا الذي يمتد إلى زمن شيشنيق و لا يعتمده احد منذ ذلك الزمان!!؟ إن كانت هذه السنة لها كل هذا الامتداد فلماذا لم يستعملها الملوك الامازيغ ابتداءا بماسينيسا و يوغرتا إلى المعز بن باديس إلى يوسف بن تاشفين!!؟ لو بحثنا في كتب التاريخ كلها لما وجدنا أي اثر لهذه السنة الخرافية إطلاقا!!!! فضلا على أنها لا تشمل شهورا تعبر عن دلالات معينة، فأي سنة هذه التي لا شهور و لا عدة فيها!!!! أما الحدث الذي اختاره المروجون لهذه السنة العجيبة فهو يوم الرابع عشر من شهر جانفي و الذي يجعله الجزائريون يوم فرحة و سرور بما تدره الأرض بفضل الله من خيرات و منتوج زراعي ليس إلا، لو لاحظنا لوجدنا أن هذا اليوم يتوسط فصل الشتاء حينما ترتوي الأرض بالمياه و يتضح للمزارع إلى أي مدى ستكون السنة الزراعية وفيرة و مباركة و ليس لهذا اليوم أية علاقة لا بالتاريخ و لا بالملك شيشنيق و لم يستعمله الجزائريون للتقويم الزمني إطلاقا!!
فرغم هذا تجد أجهزة الإعلام الجزائرية من تلفزة و راديو و جرائد تروج لهذه السنة و التي لم يسمع بها أجدادنا، في وسط صمت تام للاكادميين و علماء الاجتماع و خبراء التاريخ حيث تركت ثقافة الشعب الجزائري في يد شذاذ الآفاق، يعبثون بها كيفما شاءوا و بطريقة فيها استغباء واضح للمثقف الجزائري، هؤلاء المروجون لهذه الخرافة و المنخدعون بها للأسف استعملوا نفوذهم في الإدارة الجزائرية فداسوا على مبادئهم و ضمائرهم و انغمسوا في هذه الدعاية التي شوهت التاريخ الامازيغي و ألحقت الأذى بالثقافة الجزائرية.
نسوا بان الهوية الامازيغية لا تصنع بالكذب بل تصنع بالصدق.
ولا حول ولا قوة الا بالله.



#عقبة_بن_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسيلة بن لمزم بين الشخصية المذكورة والشخصية المصنوعة
- تساؤلات حول آراء الأستاذ محمد ارزقي فراد
- تحية صادقة لبلدان الخليج العربي
- الخلافة الأموية ضحية النفاق الفكري.
- اللغة العربية، ألم نعيشه و أمل نتطلع إليه
- تخريب بني هلال و تخريب الكاهنة..... هل هناك تخريب سيئ و تخري ...
- الفتوح الاسلامية لشمال افريقيا بين دراسة الباحثين و تشويه ال ...


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عقبة بن سعد - السنة الامازيغية أكذوبة العصر