جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 08:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تتعلم المعارضة السورية من المدرسة العراقية شيئاً يُذكر وبقيت ساكنة في مربع المراهنات السياسية
العوراء..! وهاهم الشباب اللبنانيون يتيحون فرصةً أخرى للتعلم..! فهل يرمي المعارضون السوريون أوراقهم
الهزيلة، ويكسرون جدران الخطوط الحمر، ومثلث الثوابت الناقصة، والمطلقات ( الفارطة ).؟ ويسارعون إلى
البوح هذه المرة على الطريقة اللبنانية.؟
بعد سقوط الأفندي التكريتي قلنا: كفا زعبرة ولنذهب إلى المدرسة العراقية.
واليوم نقول: كفا( مغمغة ) ولنذهب إلى ساحة الشهداء في بيروت قبل فوات الوقت، واستفحال اليأس، لكن،
قبل كل شيء فلتُرمى تلك الأوراق الأيديولوجية الصماء إلى المذبلة فمن غير ذلك لن يستجيب أحد لمن تمترس
في المستنقعات الأيديولوجية الآسنة.
من المتوقع أن تلعب الأجهزة الأمنية السورية اللبنانية المشتركة لعبة الإنفجارات المتتالية.. فهي لا تتقن غيرها
بعد أن خبرت لعشرات السنين كيف تعِّطل صناعة مستقبل لا يرتهن لبعض العائلات المافوية، والمطلوب الآن
بكل بساطة أن يقدم لنا أولئك المافييون كشف حساب عن مسيرة حساباتهم الخرافية ليرى فقراء سوريا ولبنان،
ومهجروا سورية ولبنان، كيف حصل هذا الثراء الخرافي على وقع الوحدة والحرية والاشتراكية.. ورسالة
البعث الخالدة وغير ذلك من خرافات البعث العراقي، والسوري، والقانصوي اللبناني الوضيع.؟
الآن، وبعد مقتل الحريري، وبعد ثبوت الغباء السياسي المطلق لأنظمة الخزعبلات العائلية الحزبية المشتركة،
يصح أن نقول: إن الستارة ارتفعت عن خشبة المسرح السياسي في سورية ولبنان سويةً، ولن يكون بعد اليوم
بمقدور أحد أن يتذرع بتلك الحكايات الشعاراتية عن المؤامرات، والمخاطر،والأوطان المقدسة، وغير ذلك من
سفسطات السيادة ستار الحقائق المخزية.
من المؤكد أن الشعب السوري لا يختلف عن باقي الشعوب التي تتوالى أخبار انتفاضاتها السلمية التي تُسقط
أقزام العسف واحداً بعد الأخر لكن على المعارضين السوريين أن يتريضوا على وقع ما يحدث في غير بلدٍ من
بلدان الأنظمة الشمولية ومما لا شكَّ فيه أن الألعاب النارية المخابراتية ستتوالى في لبنان للتشويش على مجلس
الأمن الذي سيضع يده بعد أيام على قضية القضايا وذلك في محاولة يائسة ( لتعريق ) لبنان بعد أن بان فشل
عملية لبننة العراق.
26/3/2005
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟