أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - التمويل الأجنبي عمالة صريحة














المزيد.....

التمويل الأجنبي عمالة صريحة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1150 - 2005 / 3 / 28 - 06:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ارتفع اللغط في الأسبوع الأخير بشأن تمويل علني من السفارة الأمريكية مقداره مليون دولار لعدة منظمات مصرية أعلن السفير الأمريكي عن أسمائها في مؤتمر صحفي وسبقته جريدة الأهرام إلي ذلك . الهدف الأول من التمويل كما يقولون هو نشر الديمقراطية ( الأمريكية ) في بلادنا ، وتمكين المجتمع المدني ، وترسيخ مبادئ التعددية الحزبية ، والبرلمانات ، وحقوق المرأة ، والطفل ، والإصلاح الدستوري ، وما شابه . وهكذا فإن المنظمات التي طفت فوق بحر المال ( وكله من المخابرات الأمريكية تحت مسميات مختلفة ) تريد أن تقنع المجتمع المصري بأنها لا تستطيع أن تناضل إلا إذا كان جيبها عامرا بالعملة الصعبة . ومن المضحك أن يدعي البعض أن التمويل الأجنبي معزول عن أهداف محددة ، لأن التاريخ البشري كله – على مستوى الدول والأفراد - لم يعرف حالة واحدة دفع فيها قرش واحد من دون غرض . وقد سقطت أسماء كثيرة في مستنقع التمويل ، بعضها ينتمي إلي اليسار وبعضها إلي تيارات قومية أخرى ، أو تيارات أمريكية لا تخفي وجهها ، وفي واقع الأمر فقد برهنت كل تلك الأسماء على أنها تنتمي فقط لمصلحتها الشخصية ، لأن كل ما تحصل عليه من مال لا يدخل إلا جيبها فحسب . ولو أن القائمين على تلك المنظمات كانوا ينفقون كل ما يحصلون عليه على أهداف أو أخرى ، دون استفادة شخصية ، فلماذا إذن لا ينشطون مجانا ما داموا في كل الأحوال لا يستفيدون شيئا ؟ . إلا أن كل الأسماء التي ربطت نفسها بأموال المخابرات الأمريكية ( مهما كانت المسميات ) تدعي أنها لا تجني شيئا ، لكن الحركة ذاتها مستحيلة بدون مال . ومعنى ذلك أن التطور الاجتماعي والسياسي مستحيل بدون دولارات ، وبالتالي فإن الشعوب " الفقيرة " ستظل متخلفة للأبد ! . وإذا كانت الأموال الأمريكية منزهة عن الأغراض حقا فلماذا لم نسمع عن أموال أمريكية ذهبت دعما لمظاهرات شعبية ضد الحرب على العراق ؟ ولماذا لم نسمع عن ملايين من الدولارات المخصصة لصحف أو أحزاب أو جماعات معادية للسياسات الأمريكية ؟ . ولماذا أصبحت كل آمال تطور شعوبنا ( وهو حتما تطور مناقض للمصالح الأمريكية ) مرتبطة بالدولار الأمريكي ؟ . ولكن هل من جدوى لهذا النقاش ؟ أي هل من جدوى لنقاش الذرائع التي يتذرع بها المستفيدون من بحر التمويل ؟ إن القضية الرئيسية بالنسبة لكل ذلك الطابور الخامس هي الاستفادة الشخصية تحديدا ، ولا أكثر . وهم يموهون على تلك الحقيقة بقولهم إنهم يدافعون عن الديمقراطية وما شابه ، وعلينا ألا نناقش ما يتذرعون به ، ولكن حقيقة ما يحركهم . لقد قامت أول ثورة مصرية في تاريخ مصر الحديث بزعامة أحمد عرابي دعم من الأهالي ، وقامت أول حركة ثقافية حديثة بجهود روادها الذين لم يعرف أي منهم لا الثراء ولا حتى الحياة المريحة . فقد عاش عبد الله النديم مطاردا ، وعاش سلامة موسى مهددا طيلة الوقت ، كلما فتح دارا للنشر أو أنشأ صحيفة أغلقوها ، وحين توفي عباس العقاد لم يكن في بيته سوى خمسة وعشرين قرشا تحت وسادته . لكن التمويل الآن أغرق السياسة ، وأغرق الثقافة ، فأصبحنا نرى في كل خطوة مجموعات مسرحية ، واستديوهات ، وفرق عمل سينمائي ، وفرق أغاني ، وصحف ، ومجلات ، كلها ممولة . أما في السياسة فإن أحدا لن يستطيع مهما فعل أن يقنع المجتمع المصري بأن استفادته الشخصية من التمويل هي عمل وطني لصالح مصر ، وتطورها . ومهما ارتفعت أصوات الطابور الخامس بكل الذرائع ، فإن الحقيقة تبقى كما هي : لا أحد يدفع مليما مجانا في هذا العالم . واسأل أي فلاح أو عابر طريق عن هذه الحقيقة البسيطة . وكل ما تفعله تلك المنظمات هو الانصياع الكامل لتعليمات " الديمقراطية الأمريكية " التي تبيد الشعب الفلسطيني ، والعراقي ، وتسعى لمهاجمة سوريا ، وإيران ، وتقسيم السودان . وعندما يوضع كشف حساب ذات يوم ، سيقال بوضوح إن التمويل الأجنبي عمالة صريحة : في السياسة ، والثقافة ، وغيرها . أما الاستناد إلي أخطاء سابقة لارتكاب أخطاء جديدة فإنه لا يصلح عذرا أو تبريرا ، والاستناد إلي أن نشاط تلك المجموعات موجه إلي الاستبداد السياسي هو ضحك على الذقون ، لأن مصدر الاستبداد السياسي الأول في العالم هو الهيمنة الأمريكية الهائلة ، أما أشكال الاستبداد الأخرى فإنها مظاهر للجوهر الأمريكي الكريه .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور للكتابـة
- المادة 76 في حياة مصر الثقافية
- معرض القاهرة والكتب
- طول لسان رياض النوايسة
- في وداع كاتب شريف
- كلمة سحرية تتحدى الزمن
- -- قصة قصيرة - بط أبيض صغير
- من تثقيف العسكر .. إلي عسكرة المثقف
- كعك أمريكي لسكان الفالوجة
- ياسر عرفات .. تغريبة أخيرة
- ليلة القبض على العريش
- عبد الحليم قنديل .. اختطاف الحقيقة
- محطة الضبعة ومستقبل مصر
- العالم يحتفل بمئوية تشيخوف
- صفحة الحوادث والأدب الروائي
- القمة والقمامة في مصر
- ثورة يوليو .. بهجة التاريخ
- نموذج بولاق .. لسيادة العراق
- طانيوس أفندي عبده .. الكاتب المجيد
- بط أبيض صغير


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - التمويل الأجنبي عمالة صريحة