أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - منير حداد - عيد الجدة














المزيد.....

عيد الجدة


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 22:38
المحور: المجتمع المدني
    


عيد الجدة


القاضي منير حداد
وجود الجدة والجد على رأس العائلة، نسميه تداولا بـ (البركة) ويسميه علماء الاجتماع والنفس والتربية، توازن اجتماعي في نفسية الطفل والاسرة تربويا.
اذن الجدة في حياة الطفل، تشكل نقطة التقاء ثلاثة علوم اساسية، هي التربية والنفس والاجتماع، وهي العلوم التي تصب في مكونات الفرد، اساسا؛ لتهيئته نحو الاستعداد للتبلور في نمط شخصية واضحة البناء، فاعلة في المجتمع.
ولهذا حرص صديقي واستاذي المترجم والصحفي الشهير حسام سري.. نجل شقيق رفعت الحاج سري.. على الانتقال بعياله من امريكا، خلال الثمانينيات الى العراق، ليتربى ابناؤه في احضان جدتهم، عندما تعذر عليه، قانونيا، احضارها الى امريكا.
يبرر لي صديقي سري، هذا الاصرار على الانتقال من قارة الى قارة، بابنائه، ومن بنية اجتماعية الى أخرى، تفترق عنها بمليار تقليد اجتماعي ومليون سلوك والف تصرف، كي يضمن لهم النشأة المتوازنة نفسيا وهم محتضنون تربويا من قبل جدتهم وسط المجتمع.
هذا الفهم الاولي الذي لا يعدو حدود بديهيات معرفية غير منتظمة في منهج معرفي، بيني وحسام سري، حوارا عابرا، بل وقديم، منذ سنوات، تذكرته الان، لو وضع ضمن مختبر المختصين الاكاديميين، بالتعاون من قبل منظمات المجتمع المدني والحكومة، مع الجامعات، لتاسيس فهم اجرائي دقيق لدور الجدة والجد في الاسرة، واحاطته بتوضيح سلوكي، يحول ما نسميه (وجود كبار السن بركة في البيت) الى خطوات تقليدية توضح ان كلمة (البركة) المفتوحة.. حمالة اوجه، لها مقوم تعريفي هو خبرة العمر ورجاحة العقل والخزين المعرفي والتمتع بالهدوء الذي يسيطر على لحظة انفعال المواقف منفلتة من عقالها.
استحداث عيد (الجدة) لا يقف عند حدود الرحمة بالعجزة، انما تحويلهم الى جزء من المنظومة الاجتماعية المتفاعلة، وهو حقهم الذي يجب ان يعترف به المجتمع.
فمثلما الاب يأتي بالنقود التي ينشأ على انفاقها الابناء، وتقوم الام على تدبر شؤون البيت والاسرة، للجد والجدة دور سري مقوم يضبط ايقاع العائلة، ومن دونهم تحدث نشازات واضحة في سمفونية العائلة وسط محيطها الاجتماعي العام.
لذا آن للأكاديميات ومنظمات المجتمع المدني والدولة، على استحداث عيد للجدة، تقام خلاله الكرنفالات ويحتفى بالاجداد في البيوت والشوارع والساحات العامة من قبل احفادهم، وتعقد الندوات التربوية والطبية والنفسية والاجتماعية لتأكيد الدور الشامل الذي يلعبه وجود الجدة والجد في العائلة.
هذا الاحتفال يمنح الكثير من العجائز عمرا جديدا مضافا، ويؤكد فطرة الله التي جعلت الطفل ضرورياً لاشعار ابويه باهميتهما والاب ضرورياً للفت اعطاف الاب نحو والده وهنا يصبح الجد جزءا فاعلا في صيرورة العائلة وليس عطالة تبهظ كاهل دخلها بادويته!
استحداث عيد الجدة، ضروري للاحفاد اكثر من ضرورته للاجداد؛ فكل وليد اليوم، صائر جدا لا محالة، مهما طال الوقت، فطول المدة لن يشاكس حتمية الزمن.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصح ليس عدوا أما مع المالكي او مع الشيطان
- استحبابا غير واجب ثلثنا الشهادة وسنربعها
- أنا ومن بعدي الطوفان.. لو العب لو اخرب الملعب
- الطرفان يتنصلان من الشراكة والاغلبية يلتمسان العذر للغابرين
- ربع قرن على استشهاد سفير المرجعية مهدي الحكيم
- اتخلى عن تاريخي الجهادي نظير التقاعد وليساوني المالكي بالبعث ...
- نظير الهزائم السياسية تفاءلوا بالنصر ولو في ملعب ال (طوبة)
- حديث الريح في محبة الطالباني
- انهيارات اختيارية تضاف الى قدر ماطر بالزلازل
- طاب ثرى تكريت وطاب اهلها صلاح الدين تتبرأ من عزت الدوري
- لن تخيفني الجرذان
- شخص المالكي وحكومته نفيد من المتاح سعيا الى المستحيل
- انصاف السوانح واشباه الفرص
- حسين الاسدي.. يتورط بجنون وصف لا مسؤول
- نصيحة للمالكي غض الطرف جريمة ترقى الى الارتكاب
- القضاء المصري يهزم الفرعون الجديد
- الملكية لذة العافية
- النجيفي يدخل العراق الى العالم من بوابة غزة
- الهي لم تركتني
- إن تمسكتم به لن تضلوا عمار الحكيم.. قبس نور إئنسوه


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - منير حداد - عيد الجدة